أخبار

أسباب جعلت وفيات كورونا في كندا أقل من الولايات المتحدة الأمريكية

اخبار كندا – سجلت الولايات المتحدة الأمريكية معدل وفيات بفيروس كورونا أعلى مرتين تقريبًا من معدل الوفيات في كندا، مع أكثر من 200 حالة وفاة لكل مليون مقابل 100 لكل مليون في كندا.

واتجه خبراء في الأمراض المعدية والدراسات الأكاديمية والبيانات التي جمعتها الحكومات والشركات إلى محاولة معرفة الأسباب التي جعلت وفيات فيروس كورونا في كندا أقل من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الرأي العام إلى ثلاثة مساهمين رئيسيين تتضمن قضايا طويلة الأمد تتعلق بالرعاية الصحية والسياسة وطبيعة تعامل المدن مع المرض، بينما اتفق كل خبير على أن الحكومة الأمريكية أخطأت ردها المبكر على الوباء، بجانب إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت مجرد عنصر واحد في القصة الأكبر.

وقال الخبراء إن الفجوة في الوفيات بين الولايات المتحدة وكندا ليست غريبة بل منهجية تعود إلى اختلاف أساليب الإبلاغ عن الفيروس، حيث كان لدى الولايات المتحدة 1.2 مليون حالة مؤكدة من فيروس كورونا، وأكثر من 71000 حالة وفاة حتى أمس الثلاثاء، فيما كان لدى كندا أكثر من 63000 إصابة وما يقرب من 4300 حالة وفاة.

وكشفت أشلي تويتي، عالم الأوبئة في جامعة تورنتو أن معدلات الوفيات في الولايات المتحدة لا تزال أقل بكثير من تلك الموجودة في إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا، مشيرة أنه يمكن أن يستمر الفرق في معدلات الوفيات بين الولايات المتحدة وكندا في التغير مع تقدم الوباء، فضلا عن انحسار الفرق بشكل ثابت، وفقًا للبيانات التي ينشرها كل يوم المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وبالمقارنة بين البلدين، كان الأمريكيون يموتون من فيروس كورونا بمعدل أعلى 3.6 مرة من معدل الكنديين، وفي النصف الأول من شهر أبريل كان 3.1 مرة، كان 1.7 مرة في النصف الأخير من أبريل، وفي أوائل مايو كانت معدلات الوفيات متشابهة.

يذكر أن الحالات في الولايات المتحدة كان لها بالفعل تأثير مباشر على الكنديين، ففي أونتاريو على سبيل المثال كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للحالات المصابة بفيروس كورونا.

نيويورك

من جانبه، أضاف أميش أدالجا، زميل الاستعداد للوباء في جامعة جونز هوبكنز والطب في بالتيمور أن مدى استعداد المدن يؤثر على معدل الوفيات، مشيرا أن معدل الوفيات من فيروس كورونا متطابق تقريبًا بين كندا والولايات الأمريكية الـ 47 التي لا تشمل ضواحي مدينة نيويورك، استنادًا إلى البيانات على مستوى الولاية والمقاطعة التي تم تجميعها بواسطة موقع Worldometer.

وأكد أن الازدحام في نيويورك كان له الأثر الأكبر في ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، حيث يوجد حوالي 5.4 مليون شخص في مترو أنفاق نيويورك وهو أكثر من ست مرات من مترو الأنفاق ونظام الترام في تورنتو.

وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أولئك الذين دخلوا المستشفيات في جورجيا لديهم ظروف موجودة مسبقًا يعتقد أنها تجعل فيروس كورونا أكثر خطورة.

ومن أسباب ارتفاع معدل وفيات كورونا أيضا وجود بعض الثغرات في نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة التي سبقت الوباء، مع وجود أقليات واضحة تشبه الافتقار إلى التأمين الطبي، فإن حوالي 10% من الأمريكيين يفتقرون إلى التأمين قبل تفشي الوباء.

السياسة العامة للدولة

ومن أسباب ارتفاع معدل الوفيات أيضا في أمريكا هو السياسة العامة للدولة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي العام الأمريكية فجوة حزبية في المواقف من الوباء، مع قلق الجمهوريين بنسبة أقل من الديمقراطيين.

وأشارت البيانات التي جمعتها Google من الهواتف الذكية إلى أن الكنديين طبقوا قواعد التباعد الاجتماعي أكثر من الأمريكيين وبدأوا في القيام بذلك في وقت سابق.

وذكر سافريو سترانجز، رئيس علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة ويسترن بلندن إن السياسيين الكنديين حاولوا إيصال رسائل متسقة على المستوى الاتحادي ومستوى المقاطعات، مسترشدين بخبراء الصحة العامة.

وفي المقابل، اختلف ترامب مرارًا مع حكام الولايات في مراحل مختلفة من الأزمة منتقدًا أدائهم، وانتقد البعض لإعادة فتحه ببطء شديد، وفي مرحلة ما اتهم أيضًا حليفًا جمهوريًا في جورجيا بإعادة فتحه بسرعة كبيرة.

وكان ترامب أسرع في بعض جوانب رده من الحكومة الكندية، حيث حد من السفر مبكرًا جدًا وشجع على استخدام الأقنعة في وقت سابق، ولكن في فبراير بعد شهر من تقييد السفر من الصين، كان ترامب لا يزال يصر على أن الولايات المتحدة لن يكون لديها أي حالات قريبًا، وفي تلك الفترة نفسها ، كان وزير الصحة الكندي يحث الكنديين على تخزين الغذاء .

فيما أجرت الولايات المتحدة 23208 اختبارات فيروس كورونا لكل مليون شخص مقارنة ب 24359 لكل مليون شخص في كندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!