أخبار

هل ستتكرر مأساة عام 2003؟ الصحة تتحدث عن احتمالية انتقال السارس إلى كندا

كندا بالعربي: لمن لا يعلم فيروس السارس التاجي، فهو فيروس مرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة، ومنذ 12 من ديسمبر تم نقل 59 شخصاً إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالالتهاب الرئوي الفيروسي في مدينة ووهان في الصين، وتوفي أحدهم والباقي في حالة حرجة.

وأفادت وكالة الأنباء الصينية يوم الخميس أن مسؤولي الصحة حددوا الفيروس المجهول، وتم التعرف على هذا المرض على أنه فيروس كورونا أو فيروس تاجي، والذي يمكن أن ينتقل بطريقة ما من الحيوانات إلى البشر، وتتراوح أعراض هذا المرض من نزلات برد شائعة إلى أمراض أكثر خطورة مثل فيروس السارس أو فيروس كورونا.

وقد قال المسؤولون الصينيون أن سبب هذا المرض يرجع إلى سوق المأكولات البحرية في ووهان، والذي تم إغلاقه في 31 من ديسمبر، لكن ليس من المعروف  حتى الآن كيف ينتقل هذا الفيروس من الحيوانات إلى البشر، أو إذا كان من الممكن انتقاله من شخص لآخر.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين الدكتور جودات جاليا في بيان له:” يمكن أن يتسبب الفيروس في مرض شديد الخطورة عند بعض الأشخاص، وفي الأسابيع القادمة نحن بحاجة إلى معلومات أدق لفهم الوضع الحالي ومعرفة الوضع السريري لكل مريض.

كيف يمكن وصف هذا المرض بالوباء؟

قال الدكتور كامران خان وهو طبيب وعالم أمراض في مستشفى سانت مايكل في تورونتو: “نحن نعلم أنه في عالمنا تنتشر الأمراض بسرعة كبيرة جداً، ولا نعرف حقيقة ما حدث حتى انتشر المرض بهذه السرعة”.

وقد تم تشخيص أكثر من 400 كندياً بالسارس، وتوفي بسببه 44 مصاباً في الفترة الممتدة بين 2002 و 2003، وكان الوباء هذا قد قتل حينها 774 شخصاً في جميع أنحاء العالم، كما كان من الصعب الحصول على معلومات شاملة عن هذا المرض في الأيام الأولى لوباء السارس .

من جانبها ، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها أن تحديد فيروس كورونا جديد في فترة زمنية قصيرة يعد “إنجازاً كبيراً، وهو يوضح “قدرة الصين المتزايدة على إدارة تفشي الأمراض الجديدة”.

وقالت الدكتورة أليسون ماكجير، أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى ماونت سيناي في تورنتو، والتي تم تشخيص حالتها بأنها مصابة بالسارس في عام 2003، إنها تشعر بالارتياح إزاء كمية المعلومات التي نشرتها الصين حتى الآن.

وقالت: “حقيقة أننا نعرف عنها ، وأننا نتحدث عنها الآن بعد فترة طويلة من عدم معرفة أي شيء متعلق في هذا المرض، هذه علامة على مدى تحسن الأشياء”.

هل يمكن أن تكون كندا في خطر الآن بسبب انتشار الوباء في الصين؟

قامت وكالة الصحة العامة الكندية بتحديث موقعها الإلكتروني، محذرة المسافرين إلى ووهان لتجنب الاتصال بالحيوانات والإبلاغ عن أي أعراض للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

لكن تقييم مستوى الخطر في كندا بسبب تفشي مثل هذا يعتمد إلى حد كبير على عاملين رئيسيين: ما إذا كان الفيروس سينتقل من شخص لآخر وما إذا كان عمال الرعاية الصحية سيتأثرون في الخطوط الأمامية.

وقال خان: “خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تضاعف عدد الأشخاص المسافرين عبر الرحلات الجوية التجارية، أي لقد أصبحنا متجهين إلى مرحلة تنتقل فيها هذه الأمراض بسرعة كبيرة جدًا في جميع أنحاء العالم”.

وتظهر البيانات أنه من بين جميع المسافرين المتوقع مغادرتهم ووهان في رحلات تجارية من يناير إلى مارس من هذا العام  4000 كندياً على الأقل، والغالبية متجهين إلى تورونتو وفانكوفر.

وقالت مكجير: “قبل ثلاثين عاماً، عندما وصل شخص ما إلى قسم الطوارئ في المستشفى، لم يكن لديك ما يدعو للقلق بشأن المكان الذي نشأ فيه لأن السفر الجوي كان أقل شيوعاً”.

“الآن عندما يحضر شخص ما في قسم الطوارئ الخاص بك، عليك أن تعرف في أي بلد كان قبل الإصابة لأنه يصبح قادراً على نقل المرض لجميع المسافرين”.

وتقول مكجير إنها رغم عدم قدرتها على ضمان عدم وجود خطر من انتقال فيروس كهذا في كندا إذا كان ينتشر في الخارج ، فإنها واثقة من أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يمكنهم تجنب الإصابة في السارس.

وأضافت أنه قد يكون من الصعب التعرف على الفيروسات الجديدة في وقت مبكر، ولهذا السبب من المحتمل أن تقوم المطارات في هونغ كونغ وسنغافورة والمدن المحيطة بوهان بفحص المسافرين في هذه الأثناء.

لكن تقريرًا شاملاً من 234 صفحة حول انتشار السارس في كندا أصدره الدكتور ديفيد نايلور في أكتوبر 2003 ، وجد أن فحص المطار الذي طلبته منظمة الصحة العالمية غير فعال.

ففي عام 2003 تم فحص أكثر من 6.5 مليون مسافراً في المطارات الكندية مع عزل 9100 مسافراً لإجراء المزيد من الفحوصات عليهم،  كما تمت تجربة مشروع الماسح الحراري ، حيث تم فحص 2.4 مليون مسافراً و 832 يحتاجون إلى مزيد من التقييم، ولم يعثر على أي شخص مصاب بالسارس حينها.

أي من غير المحتمل أن يتم اكتشاف فيروس بسهولة حتى يتمكن العاملون في مجال الرعاية الصحية من اختباره بناءً على تسلسله الوراثي.

ويعتقد خان أنه حتى مع الابتكارات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية ، فإن الخطر الأكبر المتعلق بانتشار المرض إلى كندا هو حقيقة أن الكنديين “غير مهتمين كفاية”.

وقال: “لقد بدأنا في العمل بقوة لا تصدق خلال حالة الطوارئ، ولكن بعد ذلك ننسى حالة الطوارئ فور انتهاءها”.

“الأحداث الحالية في ووهان هي تذكير بما حدث في تورنتو وحول العالم منذ 17 عاماً، وتنبئ بما سنواجهه بلا شك مرة أخرى، فهل سنولي اهتماماً بهذا الوباء؟  “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!