TRENDINGهجرة ولجوء

الهجرة الى كندا و استراليا في ظل وباء كورونا .. اتجاهان متعاكسان

اخبار كندا – الهجرة أمر بالغ الأهمية لاقتصاد كلا من كندا وأستراليا، أصبح البلدان يعتمدان في العقود الأخيرة بشكل متزايد على المقيمين الدائمين الجدد وحاملي التأشيرات المؤقتة لدعم السكان والقوى العاملة والنمو الاقتصادي.

فعلى سبيل المثال يساهم الطلاب الدوليون بنحو 22 مليار دولار سنويا في الاقتصاد الكندي ويدعمون 170000 وظيفة.

وفي أستراليا يساهم الطلاب الدوليون بـ 39 مليار دولار في الاقتصاد كل عام ويدعمون 240 ألف وظيفة.

حوالي 22 في المائة من سكان كندا البالغ عددهم 38 مليون نسمة مهاجرون بينما 30 في المائة من سكان أستراليا البالغ عددهم 25.5 مليون نسمة مهاجرون.

يخبرنا هذا أن 8 ملايين مهاجر في كل بلد لديهم تأثير أكبر وأكثر إيجابية على الاقتصاد وخلق فرص عمل.

ومع ذلك، اتبعت كندا وأستراليا خططا مختلفة تماما للهجرة في السنوات الأخيرة، وهو اتجاه استمر خلال أزمة فيروس كورونا.

خطط الهجرة في البلدين تسير في اتجاهين متعاكسين

تعمل كندا على زيادة مستويات الهجرة بشكل كبير منذ أواخر الثمانينيات، وفي السنوات الأخيرة، قامت برفعها بقوة أكبر لدعم اقتصادها، كما بدأت أستراليا في زيادة مستوياتها في أواخر التسعينات لكنها غيرت مسارها خلال السنوات القليلة الماضية.

قبل أيام فقط من تضررها الشديد من أزمة الفيروس، أعلنت كندا أنها ستستهدف وصول 340 ألف مقيم دائم في عام 2020 (والذي يمثل 0.9 في المائة من سكانها) .

كان متوسط ​​كندا سابقا حوالي 260 ألف من الوافدين المقيمين الدائمين سنويا حتى قررت عام 2016 أن ستستهدف ما لا يقل عن 300 ألف من الوافدين سنويا.

تستهدف كندا 58 في المائة من مهاجريها ضمن الفئة الاقتصادية، و27 في المائة ضمن فئة الأسرة، و15 في المائة لاجئين لأسباب إنسانية أخرى.

وعلى الجانب الآخر أعلنت أستراليا أن هدفها سيصل إلى حوالي 190000 مهاجر لمدة ثماني سنوات متتالية، لكنها سرعان ما خفضت هدفها بمقدار 30.000 إلى 160.000 مهاجر سنويا حتى عام 2023 “0.6 في المائة من سكانها”.

بموجب خطة أستراليا الحالية، سيصل 70 في المائة من المهاجرين ضمن الاقتصادية و 30 في المائة ضمن فئة الأسرة.

كندا تدعو المزيد من المرشحين للهجرة خلال وباء كورونا

أثر وباء كوفيد19 بشكل مفهوم على أنظمة الهجرة في كلا البلدين، لكن كندا لا تزال تحاول الاقتراب قدر الإمكان من تحقيق أهداف الطبقة الاقتصادية الموضحة في خطة مستويات الهجرة.

حيث أصدرت كندا في أبريل 11700 دعوة لتقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة بموجب نظام Express Entry application management، مقارنة بـ 7800 في الشهر السابق، و 8000 في فبراير. بالإضافة إلى ذلك، تواصل مقاطعات كندا توفير مسارات الإقامة الدائمة لمرشحي الهجرة خلال هذه الفترة.

ولكن في أسترليا أدى الوباء إلى انخفاض كبير في دعوات الطبقة الاقتصادية، على سبيل المثال في الشهر الماضي، أصدرت أستراليا 100 دعوة بموجب نظام SkillSelect expression of interest، مقارنة بـ 2050 في مارس، و 1500 في فبراير.

لماذا يحتاج كلا البلدين إلى المهاجرين

ترحب كل من كندا وأستراليا بالمهاجرين بسبب ارتفاع فئة كبار السن بين السكان بالإضافة إلى انخفاض معدلات المواليد.

حيث يبلغ متوسط ​​العمر في كندا 41 عاما بينما في أستراليا يبلغ 38 عاما.

نما عدد سكان كندا في 2018-2019  بنسبة 1.4 في المائة “531000 شخص”، 82 في المائة من النمو السكاني بسبب وصول المقيمين الدائمين والمؤقتين.

نما عدد السكان أستراليا في 2018-2019  بنسبة 1.5 في المائة “371000 شخص”، 62.5 في المائة من النمو السكاني بسبب المقيمين الدائمين والمؤقتين.

يساعد المهاجرون في التخفيف من الضغوط المالية التي يواجهها كلا البلدين بسبب ارتفاع فئة كبار السن، لأن النشاط الاقتصادي الذي يولده المهاجرون يساعد في دعم الإيرادات الحكومية اللازمة لتمويل الخدمات الاجتماعية الحيوية مثل الرعاية الصحية.

كيف ستستجيب كندا وأستراليا بعد فيروس كورونا؟

يطالب بعض القادة السياسيين في أستراليا بالفعل بإجراء المزيد من التخفيضات على مستويات الهجرة في البلاد بسبب أزمة COVID-19.

وفي كندا كان هناك القليل من النقاش السياسي حتى الآن حول سياسات الهجرة في البلاد بعد الوباء، ولكن وزير الهجرة الكندي قال مؤخرا إن الحكومة الفيدرالية لا تزال ملتزمة بالترحيب بالمهاجرين لمساعدة الانتعاش الاقتصادي في كندا.

بالنظر إلى أزمة كورونا، لا يمكن لأحد التنبؤ بمستقبل سياسات الهجرة في كندا وأستراليا، ومع ذلك، فإن قرار كندا بدعوة المزيد من مرشحي الهجرة من Express Entry الشهر الماضي يشير إلى رغبتها في الحفاظ على مستويات عالية من الهجرة لدعم اقتصادها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل جعلت كندا تحافظ على مستويات عالية من الهجرة، حتى بعد الأزمة المالية العالمية 2008-2009، منها تاريخها وجغرافيتها وسياساتها “policies and politics”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!