تزايد الطلب على أقنعة الوجه وسط تفشي فيروس كورونا .. ولكن هل هي فعالة؟

كندا بالعربي : قفزت مبيعات أقنعة الوجه في الصين هذا الأسبوع بشكل كبير جداً وسط تفشي فيروس كورونا القاتل، حيث حث المسؤولون في البلاد عامة الناس على ارتداء أقنعة في محاولة منهم لمنع انتشار الفيروس بشكل أكبر ، ونتيجة لذلك اصطف الناس لشراء أقنعة الوجه، وقامت العديد من الصيدليات بتقييد المبيعات لدرجة كبيرة أي قناع واحد لكل عميل.

ويجب الآن على جميع السكان في مدينة ووهان، ارتداء أقنعة في الأماكن العامة، كما طُلب من الموظفين الحكوميين ارتدائها في العمل، وتم إخبار أصحاب المتاجر بنشر لافتات لزوارهم لتذكيرهم بضرورة ارتداء هذه الأقنعة.

ويبدو أن الخوف من تفشي الوباء أدى إلى تزايد الطلب على هذه الأقنعة في كندا، حيث قالت العديد من صيدليات مترو فانكوفر التي اتصلت بها غلوبال نيوز هذا الأسبوع  أن مبيعات الأقنعة بلغت ذروتها.

وقامت صيدلية واحدة تقع في بريتش كولومبيا البريطانية ببيع شحنة كاملة من هذه الأقنعة في غضون ساعات، حيث كان الطلب مرتفعاً للغاية لدرجة أنه لا يمكن للمصنعين ملء الطلبات.

ولكن هل يمكن لأقنعة الوجه حماية الأفراد من انتشار الفيروسات؟

أوضحت إليانور فيش ، أستاذة علم المناعة في جامعة تورنتو ، أن هناك نوعين من الأقنعة المستخدمة، الأول هو قناع جراحي تقليدي والآخر يدعى N95، وهو مصنوع من مواد أكثر سماكة ويكون أكثر إحكاماً على الوجه.

وقال مسؤولو الصحة إن الفيروس ينتقل من إنسان إلى إنسان، نتيجة إفرزات يتم إنتاجها أثناء العطس أو السعال.

وأشارت فيش إلى أن “ارتداء قناع N95 من شأنه أن يقلل من وصول الإفرزات التي تخرج من الآخرين والتي تكون ناتجة عن السعال أو العطاس إليك لأنه يغطي كامل الوجه”، أي أن هذا القناع فعال بنسبة 95 في المائة، وهذا هو السبب وراء تسميته N95 .

ولكن الأمر الأكثر أهمية من الأقنعة، هو أن يتذكر الناس  القيام بممارسات النظافة الشائعة، حيث تتضمن بعض النصائح المفيدة إبقاء يديك بعيداً عن أنفك وفمك، وغسل اليدين بانتظام، واستخدام المناديل الورقية أثناء العطس أو السعال، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن أي شخص مصاب.

وافقت بريانكا ميشرا ، باحثة علم المناعة بجامعة سيمون فريزر ، على أن الأقنعة الجراحية يمكن أن تساعد ، لكنها قالت إنها تأتي مع قيود، وقالت: “ستوفر لك بالتأكيد الحماية ، لكن الفيروسات جزيئات صغيرة جدًا ويمكنها التحرك من خلال القناع”، لذا يجب تغيير الأقنعة بشكل منتظم وعدم استخدامها لفترات طويلة لأنها من الممكن أن تتلوث.

ولكن من جهة أخرى، حذرت الدكتورة تيريزا تام، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في كندا ، من مخاطر ارتداء قناع خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس، وقالت: “ارتداء الأقنعة عندما تكون غير مصاب ليس إجراءً فعالاً على الإطلاق، حيث تضع أصابعك في الأعلى والأسفل على وجهك ، وتزيل القناع ، وتضعه بجانب عينيك”. وقالت أن الأقنعة مفيدة أكثر للأشخاص الذين “مرضوا بالفعل”.

كما توصي منظمة الصحة العالمية أولئك الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس وأفراد أسرهم وغيرهم من الزوار ، باتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل ارتداء الأقنعة الطبية وتغطية أنفهم وفمهم بشكل صحيح  خاصة أثناء العطس أو السعال وغسل أيديهم باستمرار.

كما أعلنت وكالة خدمات الحدود الكندية يوم الأربعاء أنها ستقوم بفرض الفحص الصحي  على جميع الوافدين الدوليين في المطارات الرئيسية مثل تورونتو ومونتريال وفانكوفر، وأشار المسؤولون إلى أنه لا توجد رحلات مباشرة من ووهان إلى كندا .

قال فيش إنه ليس من الضروري للأشخاص الذين يعيشون في كندا ارتداء الأقنعة، أي أنه قرار شخصي، وأضافت :”  نحن على استعداد جيد في كندا لمواجهة هذا المرض خاصة بعد تجربتنا  مع SAR”.

كما قالت وزيرة الصحة باتي هاجدو يوم الخميس إن العديد من الأشخاص في كندا يخضعون للمراقبة لكن الخطر على الكنديين لا يزال منخفضاً جداً.