خبراء الصحة: الصيف كان الفصل الأسهل فيما يتعلق بالوباء.. والشتاء أكثر ما يقلقنا
اخبار كندا- لم يتبق سوى أشهر قليلة على فصل الشتاء، وقد يعني ذلك حدوث تغييرات كبيرة على حياة الأشخاص الذين يقضون أيامهم الآن في الطقس الدافئ مع استمرار تفشي وباء كوورنا في العالم.
، حيث كانت طوابير الانتظار خارج البقالة تمنح الكنديين فرصة للاستمتاع بالطقس الدافئ، كما كانوا يستمتعون بالجلوس تحت آشعة الشمس أو في ظل شجرة.
لكن الخبراء يتوقعون أن تتغير الأمور بمجرد حلول فصل الشتاء مع درجات حرارة دون الصفر وأكوام من الثلوج، وعلى السكان والحكومات والشركات الاستعداد جيداً لفصل الشتاء القادم.
في يوم الثلاثاء، أعرب الدكتور إسحاق بوجوش استشاري الأمراض المعدية بمستشفى تورنتو العام عن قلقه بشأن فصل الشتاء القادم.
قال بوجوش: “نعلم أن هذا الفيروس ينتقل بشكل أكبر عندما يكون هناك عدة أشخاص في الأماكن المغلقة على مقربة من بعضهم البعض لفترات طويلة من الزمن”.
– قد ترتفع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا هذا الشتاء:
ستجذب درجات الحرارة المنخفضة الناس بشكل طبيعي إلى التنقل والتمرين داخل الصالات الرياضية والتجمع في الداخل بدلاً من ساحاتهم الخلفية أو حدائقهم، كما سيتم إغلاق باحات الطعام في الهواء الطلق، حيث يتوجه الناس لتناول وجباتهم داخل المطاعم.
يقول الخبراء إن المساحات الداخلية التي لا تحتوي على تدابير سلامة يمكن أن تصبح أرضاً خصبة لانتقال الفيروس، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة عدد حالات الإصابة بالمرض.
قال بوجوش: “علينا أن نفكر كيف يمكننا منع هذه السيناريوهات، أو إعادة تصميم تلك البيئات الداخلية بطريقة تدعم إجراءات التباعد الاجتماعي”.
لا يمكننا التهاون والتساهل مع هذا النوع من الفيروسات، ففي حال تخلينا عن حذرنا فسوف يزداد عدد الإصابات.
قال تيموثي سلاي، عالم الأوبئة والأستاذ في جامعة رايرسون لـ CTV News Toronto يوم الثلاثاء إن القلق بشأن فصل الشتاء لا يتعلق بالموسم نفسه بل بالتغيرات السلوكية التي تأتي معه.
قال سلاي إنه يشعر بالقلق من التفكير في كل الأشخاص الذين سينتقلون من الجلوس في الأفنية إلى تناول الطعام في المطاعم واستبدال حفلات الشواء الخارجية بعشاء داخلي، كما قال إنه قلق بشأن عودة الناس إلى العمل وعودة الأطفال إلى المدرسة.
قال سلاي إن أكثر من 98% من سكان كندا ما زالوا عرضة للإصابة بالفيروس وليس لديهم “حماية على الإطلاق”.
– كيف تحافظ على الأماكن الداخلية آمنة:
قال بوجوش إنه لا يعتقد أن الحل الأمثل للتعامل مع فيروس كورونا في الشتاء هو إخراج الناس إلى الهواء الطلق، فبدلاً من ذلك يجب أن يكون هناك تركيز على جعل المساحات الداخلية أكثر أماناً.
لجعل المساحات الداخلية أكثر أماناً، يقترح بوجوش التركيز على تهوية أفضل وتفريق الأشخاص عن بعضهم البعض والحد من عدد الأشخاص في مكان واحد وتصميم الغرف بطريق يسهل فيها تطبيق إجراءات بالتباعد الاجتماعي.
وقال إن الشركات والمنظمات يجب أن تفكر في توزيع الأقنعة على الأشخاص الذين ينسون أقنعتهم وجعل محطات التعقيم متاحة بسهولة حتى يتمكن الناس من تنظيف أيديهم بشكل متكرر.
قال بوغوش: “هناك الكثير من الأشياء التي يمكنهم القيام بها لجعل المساحات الداخلية آمنة قدر الإمكان”.
وقال إنه يجب على الشركات والمؤسسات الاستعداد جيداً قبل حلول فصل الشتاء للحفاظ على سلامة الزوار والموظفين.
كما يجب على الحكومات ووكالات الصحة العامة أن تلعب دورها أيضاً، من تتبع الحالات المخالطة، والعمل على إجراء اختبارات أسرع، وضمان حصول الناس على مكان للعزل الذاتي.
وقال جون توري عمدة تورونتو للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن المدينة بدأت في الاستعداد لفصل الشتاء، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن خططهم.
فهل يا تُرى سيستمر الناس في الاصطفاف خارج المتاجر وسط درجات حرارة متجمدة؟
قال بوغوش: “ليس من السهل حشر الناس في المساحات الداخلية، فلا يزال يتعين علينا تسهيل التباعد الجسدي في الأماكن الداخلية، ولكن المهم حقاً توخي الحذر حتى ولو هذا يعني أننا في بعض الأحيان سنصطف في البرد”.
وقال إنه يأمل أن تكون الشركات والمؤسسات مرنة فيما يتعلق بساعات عملها لتمكين الناس من القدوم في أوقات مختلفة.
-قد لا يكون موسم الإنفلونزا خطيراً هذا الشتاء:
قال بوجوش إن الخبراء عادةً ما يفحصون نصف الكرة الجنوبي لمعرفة المزيد عن كيفية تأثير الإنفلونزا على أمريكا الشمالية هذا الشتاء.
وأضاف: “حالياً الإنفلونزا تحت السيطرة، أعني أنهم لا يمرون بموسم إنفلونزا خطير للغاية في أماكن مثل أستراليا، وذلك بسبب تدابير الصحة العامة مثل التباعد الجسدي ونظافة اليدين وارتداء قناع في الأماكن المغلقة”.
كما قال إنه لا يزال يوصي الناس بتوخي الحذر وأخذ لقاحات الإنفلونزا.
