أخبار

فيديو مؤسف: مريض يخرج زحفا من مستشفى كندي بعدما رفض الموظفون مساعدته

اخبار كندا – لا يزال صوت ديفيد بونتون يرتجف عندما يتذكر أنه اضطر إلى الخروج من مستشفى Humber River في تورنتو زحفا على الأرض.

قال بونتوني: “كنت أشعر بألم لا يطاق في الساق، وكان من المستحيل أن أتمكن من السير بشكل صحيح”.

حدث ذلك في 18 أبريل 2018، لكنه دخل في معركة طويلة للحصول على لقطات فيديو لهذا الحدث.

كان بونتون يبلغ من العمر 45 عاما عندما ذهب إلى الطوارئ مشتكيا من آلام مبرحة في ساقيه.

أخبر بونتون الطاقم الطبي بأنه تناول دواء للاضطراب ثنائي القطب وهو مرض عقلي يسبب الاكتئاب الشديد ونوبات الهوس.

وأكد بونتون أن معاملة الأطباء اختلفت معه عندما أخبرهم بذلك.

قال بونتوني: “لأنني كنت أتناول دواء للاضطراب ثنائي القطب، اعتقدوا أنني أقوم بتزييف الأمر ولا أعاني من أي ألم.. لا توجد كلمات لوصف ما مررت به تلك الليلة”.

وتابع: “أسيئت معاملتي.. ولا ينبغي أن يتكرر ذلك مع أي شخص”.

وأضاف بونتوني أنه يأمل أن تمنع مشاركة قصته الآخرين من أن يمروا بتجربته.

عندما وصل بونتون إلى الطوارئ، شاهده طبيب وأمر بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي”.

قال بونتوني: “عندما لم يجد التصوير بالرنين المغناطيسي أي شيء غير عادي في الساق، قالوا لي انهض أنت بخير”، وطلب الأطباء منه مغادرة المستشفى.

التقطت كاميرات الفيديو ما حدث، وتُظهر اللقطات بونتوني مستلقيا على الأرض ويكافح من أجل الوقوف.

وبينما كان يزحف باتجاه المخرج، كانت ترافقه ممرضة إلى الخارج، وتقول له: “أنت قوي.. هيا قف”.

استغرق بونتوني حوالي 20 دقيقة للوصول إلى المخرج، وساعده حارس الأمن فيما بعد في ركوب سيارة أجرة كانت تنتظر.

قال بونتوني إن الأطباء جعلوه يعتقد أن ألمه يرتبط بمرضه العقلي، لذا ذهب إلى مركز  CAMH للصحة النفسية بعد بضعة أيام، ولكن قال له الطبيب النفسي إن معاناته لا علاقة لها بصحته العقلية.

ثم نقلته سيارة إسعاف إلى مستشفى Toronto Western في وسط مدينة تورنتو وتم تشخيصه بمتلازمة غيلان باريه Guillain-Barre Syndrome، وهي حالة مرضية نادره يهاجم فيها جهاز المناعة لدى الشخص أجزاء من جهازه العصبي.

بعد خمسة أسابيع، التقت عائلة بونتوني بإدارة Humber، وأخبرتهم الرئيسة التنفيذية للتمريض فانيسا بوركوسكي أنها منزعجة مما حدث، واعتذرت لهم.

وقال فانيسا إن بإمكانهم الحصول على مقطع الفيديو الذي وثق خروج بونتوني من المستشفى بمجرد أن يتم إخفاء وجوه الأشخاص الذين كانوا فيه من أجل الخصوصية.

وبعد شهرين، شاهدت الأسرة مقطع الفيديو لأول مرة.

وعلقت لوسيا والدة بونتوني على الفيديو قائلة: “لا أحد يجب أن يعامل بهذه الطريقة”.

وقالت لورا شقيقة بونتوني: “من الصعب أن نفهم كيف اعتقد المستشفى أن بونتوني على ما يرام.. لقد كان الأمر مهينا”.

أراد بونتوني نسخة من الفيديو، ولكن على الرغم من تأكيدات بوركوسكي السابقة، قالت إدارة المستشفى إنها لا يمكنها تسليم الفيديو، ونقلت الأمر إلى مفوض الخصوصية في أونتاريو، مشيرة إلى أنها لم تشعر بالراحة عند إعطاء بونتون مقطع الفيديو وطلبت تعيين خبير في الأمن السيبراني لاستخدام تقنية التعتيم متعددة الطبقات لإخفاء وجوه الأشخاص.

وقالت الإدارة أيضا إنه سيتعين على بونتون دفع التكلفة وتوقيع اتفاقية، وتعهد بعدم مشاركة الفيديو.

التقت عائلة بونتون مع هاريسون كوبر محامي في تورنتو، والذي عرض العمل مجانا بعدما عرف القصة.

قال كوبر: “في كندا.. نفخر بأنفسنا لأننا نتطور لفهم الأمراض العقلية ولا نريد مثل هذه الحوادث حيث لا يجب أن يُعامل شخص مصاب بمرض عقلي بنفس الطريقة التي يُعامل بها شخص لا يعاني من مرض عقلي”.

وبعد عامين، أكد مفوض الخصوصية أن بونتون يمكنه الحصول على مقطع الفيديو إذا تم إخفاء وجوه الأشخاص الذين كانوا فيه، كما دفع المستشفى ثمن التعتيم.

من جانبه قال المتحدث باسم المستشفى، جو جورمان، في بيان، إن المستشفى منزعج بشدة من تجربة بونتوني وتم التعامل مع الموظفين المعنيين وفقا لذلك.

وأضاف جورمان: “يستحق كل مريض في مستشفى Humber River الرعاية الجيدة والمهنية والاحترام من موظفينا”.

كما تم فصل الممرضة التي رافقت بونتوني إلى خارج المستشفى من العمل، وفقا لسي بي سي.

تقول كبيرة خبراء الطب النفسي في كندا إن تجاهل مشكلات الصحة البدنية الخطيرة التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي تعتبر مشكلة واسعة الانتشار ويمكن أن تؤثر بشدة على المرضى.

وقالت الدكتورة فيكي ستيرجيوبولوس، الطبيبة النفسية والرئيسية في مركز الإدمان والصحة العقلية “CAMH” في تورنتو: “من الشائع أن يتم إرسال المرضى العقليين الذي يشتكون من آلام جسدية إلى طبيب نفسي”.

لم تكن الدكتورة فيكي موجودة عندما زار بونتوني مركز CAMH، وأكدت: “يجب علينا القيام بعمل أفضل لحل هذه المشكلة”.

استعرضت لجنة Lancet للطب النفسي عام 2019، نتائج ما يقرب من 100 مراجعة منهجية فحصت وجود حالات طبية بين الأشخاص المصابين بأمراض عقلية في جميع أنحاء العالم، ووجدت أن الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي خطير يكون متوسط ​​أعمارهم أقل بما يصل إلى 25 عاما من عامة السكان.

قالت فيكي إن هناك عدة عوامل يمكن أن تكون وراء قصر متوسط ​​العمر المتوقع للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، مثل نمط الحياة أو نقص خدمات الوقاية من الأمراض ولكن السبب الرئيسي هو التمييز من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأكدت أن أصل المشكلة تكمن في أن العاملين في الرعاية الصحية يروا أن الصحة البدنية والعقلية منفصلة.

أمضى بونتون ما يقرب من أربعة أشهر في الخضوع لإعادة تأهيل مكثف، لكنه يعتبر نفسه محظوظا لأنه قادر على المشي مرة أخرى، حيث كان من الممكن أن تتفاقم متلازمة غيلان باريه بسرعة وتهاجم الأعضاء، أو تؤدي إلى شلل بالكامل وربما الموت.

تأمل والدته أن تفيد قصته الآخرين المصابين بمرض عقلي ويحتاجون إلى مساعدة في مشكلة بدنية، كما ترغب من المستشفى أن يغير الطريقة التي ينظرون بها إلى الصحة العقلية حتى لا يحدث هذا مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!