فيروس نيباه – تتداول المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي حاليا العديد من الأخبار عن فيروس نيباه ، والذي يعتبره البعض الآن هو الخطر القادم بعد جائحة كوفيد 19 .
ورغم عدم شهرة هذا الفيروس ، إلا أن تاريخ اكتشافه يعود إلى فترة طويلة تزيد عن عشرين سنة تقريبا.
حيث بدأ خطر هذا الفيروس في الظهور في عام 1998 في ماليزيا ، عندما نفقت الخنازير بأعداد تفوق المليون لأسباب غير معلومة.
ثم بعد ذلك أصيب عدد من العاملين في هذه المزارع الموبوءة بأعراض تنفسية حادة وانتقلت بالعدوى إلى عائلاتهم.
وقد أدت هذه الأعراض المجهولة السبب في وفاة نصف الحالات التي ظهرت عليها.
فما هي القصة الكاملة لهذا الفيروس ؟ وهل هو بالفعل الخطر القادم الذي قد يضرب من جديد ؟
هذا ما سوف نحاول فهمه في هذا المقال.
ما هو فيروس نيباه (NiV) ؟
نيباه هو فيروس حيواني المنشأ ، أي ينتقل من الحيوانات إلى البشر مثل العديد من الفيروسات المشهورة والخطيرة مثل كورونا.
وينتقل أيضا هذا الفيروس بين البشر عن طريق الأطعمة الملوثة أو عبر الاختلاط المباشر بالمصابين.
وهو يتسبب في عدد من الأمراض غير المصحوبة بأعراض إلى أمراض الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.
كذلك يتسبب هذا الفيروس في حدوث أمراض خطيرة للحيوانات المصابة مثل الخنازير ، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمربين.
ورغم خطورة المرض واعتباره من الأمراض المميتة ، إلا أنه لم يتسبب خلال مدة اكتشافه إلا في عدد قليل من الإصابات التي تم تشخيصها في بعض الدول الآسيوية.
ولقد تم التعرف على فيروس نيباه لأول مرة في عام 1998 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ماليزيا.
ولكن لم يتم الإبلاغ عن حالات تفشي جديدة في ماليزيا منذ عام 1999 حسب صحيفة الغارديان.
أيضا ظهر الفيروس في بنغلاديش في عام 2001 .
وحدثت العديد من نوبات التفشي بشكل سنوي تقريبا هناك ، وكذلك في بعض مناطق شرق الهند.
أيضا أظهرت العديد من الأبحاث عن وجود مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة.
حيث تم العثور على دليل على أن الفيروس ينتقل عن طريق العديد من أنواع الخفافيش في عدد من البلدان
بما في ذلك كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.
طرق انتقال فيروس نيباه
خلال أول انتشار للفيروس في ماليزيا وفي سنغافورة ، ثبت أن معظم الإصابات البشرية الأولى كانت بسبب الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو أنسجتها الملوثة.
ولكن في موجات التفشي الأخرى في بنغلاديش والهند ، كان السبب الرئيسي في انتقال الفيروس هو تناول الفاكهة أو منتجاتها مثل عصير النخيل ، وهو الملوث بفضلات ورذاذ لعاب بعض خفافيش الفاكهة المصابة.
ورغم انتقال الفيروس بعد ذلك بين البشر من خلال الاتصال الوثيق والتعرض للإفرازات والرذاذ ، إلا أن منظمة الصحة العالمية حتى الآن تؤكد أن الفيروس لم تتم دراسته بالشكل المناسب من أجل معرفة طبيعته وثباته في سوائل الجسم أو في البيئة المحيطة.
أعراض الإصابة بفيروس نيباه
تتراوح فترة حضانة فيروس نيباه من 5 إلى 14 يوما ، ولكن تم الإبلاغ عن بعض الحالات التي وصلت فيها فترة الحضانة إلى 45 يوما.
وتبدأ فترة العدوى خلال فترة الحضانة ، وعادة ما يصاب المرضى ببعض الأعراض ، وذلك مثل:
- بداية مفاجئة لأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بما في ذلك الحمى والصداع وصعوبات التنفس والتشنجات والسعال والقيء.
- ثم من مضاعفات العدوى حدوث التهاب الدماغ ، وهو التهاب قاتل للدماغ يتسبب أولا في فترات من الارتباك والنعاس والارتباك العقلي والنوبات وتغير الوعي.
- وإذا لم يتم التعامل مع الفيروس مبكرا ، فقد تتطور مضاعفات أخرى مثل التهابات الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي غير النمطي.
- ويمكن أن تتطور هذه الأعراض بسرعة كبيرة ، في غضون 24 إلى 48 ساعة فقط ، إلى الغيبوبة والموت في النهاية.
- وفي بعض موجات التفشي للفيروس كانت متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) من ضمن الأعراض.
- ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة هي حالة قاتلة تنتج عن عجز الرئتان عن تزويد الأعضاء بالأكسجين.
وبشكل عام تم اعتبار هذا الفيروس مميتا بسبب نسبة الوفاة المرتفعة بين المصابين.
فعلى الرغم من قلة أعداد الإصابات إلا أن نسبة الوفيات تراوحت بين 40 إلى 75 %.
طريقة علاج فيروس نيباه
حتى الآن لا يوجد علاج أو لقاح لعلاج فيروس نيباه.
ويقتصر العلاج على الرعاية الداعمة وعلاج الأعراض الناشئة بسبب المرض.
كذلك يجب مراعاة الممارسات المعتمدة من أجل مكافحة العدوى للحد من انتقاله.
ونظرا لأن خفافيش الفاكهة هي المضيف الأساسي للعدوى الآن، فمن الضروري تجنب تناول الأطعمة التي قد تكون ملوثة بفضلاتها.
أيضا ، يجب منع الحيوانات المنزلية أو حيوانات المزرعة في الأماكن التي تنتشر فيها هذه الخفافيش من تناول الفاكهة الملوثة.
وعلاوة على ذلك ، تم اقتراح أن يتجنب الجميع تناول عصير نخيل التمر المشهور في العديد من الدول الآسيوية وغالبا ما يحتوي على الفيروس.
هل فيروس نيباه خطر على البشرية؟
حسب الأرقام والإحصائيات على مدار أكثر من 20 عاما فإن هذا الفيروس يعتبر من الفيروسات المميتة ، ولكنه لم يتسبب إلا في إصابة عدد قليل من الأشخاص.
ولكن حاليا تحذر العديد من التقارير من خطر أن ينتشر هذا الفيروس في بعض مناطق آسيا والصين
أو أن يتحور ليكون أكثر شراسة في الانتقال مثل فيروس كورونا أو كوفيد 19.
كذلك تحذر العديد من التقارير والدراسات من خطر التجمعات الكبيرة التي تشهدها بعض الأماكن
والتي تأوي إليها الآلاف من خفافيش الفاكهة التي تعتبر هي الحاضن الرئيسي للفيروس حاليا.
وحسب BBC ، فإن في كمبوديا على سبيل المثال تقام العديد من الأسواق الشعبية مثل سوق مدينة “باتامبانغ” ، والتي تضم العشرات من أكشاك الفاكهة والخضروات.
وهذه السوق تقع في ظل الأشجار العالية التي هي مأوى الآلاف من خفافيش الفاكهة.
ولذلك يصنف العلماء هذه السوق وغيرها من المناطق المشابهة على أنها “مناطق شديدة الخطورة”.
ويخشى الجميع من أن يكون التواصل المستمر بين البشر والخفافيش والحيوانات الأخرى في هذه التجمعات محفزا للفيروس على التحور والتحول إلى فيروس أشد خطورة وأسرع في الانتشار كما حدث من قبل مع فيروسات مشابهة.
ولا تقتصر الخطورة على الأسواق والتجمعات الشعبية
ولكن أيضا هناك العديد من المزارات السياحية في دول مثل تايلاند وكمبوديا وبنغلاديش يزورها ملايين السائحين سنويا من جميع أنحاء العالم.
وتعتبر هذه الأماكن أيضا من الأماكن التي تضم تجمعات كبيرة لأسراب من الخفافيش الحاملة للعدوى.
وبالفعل تعتبر هذه المناطق من البؤر التي شهدت أكبر التفشيات للفيروس.
فعلى سبيل المثال ، في بنغلاديش تعرضت البلاد لحالات تفشي على مدار الأعوام من 2001 إلى 2011 ، والتي نتج عنها إصابة 196 شخصا ، مات منهم 150 بنسبة بلغت 75%.
ولهذا يترقب العلماء ويدرسون من أجل وضع الحلول التي يمكن عن طريقها الحد من انتشار مثل هذه الفيروسات أو تحورها على مدار السنوات.
وذلك حتى نتجنب المصير الذي وصلنا إليه في هذه الأوقات العصيبة مع جائحة فيروس كورونا المستجد.
اقرأ أيضا: اعراض كورونا .. تعرف على أهم أعراض المرض لحماية نفسك وعائلتك
