أخبار

ماذا لو فشلت الصين في احتواء فيروس كورونا؟

أخبار كندا / جهود الصين لاحتواء تفشي فيروس كورونا عن طريق الحجر الصحي للملايين غير مسبوقة، لكن الخبراء يقولون إنهl إذا فشلوا احتوا الوباء والسيطرة عليه، فإن التداعيات العالمية قد تكون كارثية.

يوجد ما يقرب من 50 مليون شخص تحت الحجر الصحي في مقاطعة هوبى بوسط الصين، وفي حين أن هناك أملا في تقليل عدد الحالات، فإن النتائج غير المتوقعة للحجر الصحي جعلت فعاليتها موضع تساؤل.

يقول الدكتور آميش أداليا، طبيب الأمراض المعدية وكبير الباحثين في مركز the Johns Hopkins للأمن الصحي “لا أعتقد أن الحجر الصحي مضمون في الصين”.

وأضاف أداليا “من المحتمل أن ينتهي الأمر بتأثير سلبي، لأن عزل منطقة تفشي المرض تجعل الوضع أسوأ، كذلك زرع عدم الثقة بين سلطات الصحة العامة وجعل الحصول على الإمدادات هناك أكثر صعوبة”.

معتقدا أن وضع الحجر الصحي في مكانه بعد أسابيع من بدء تفشي المرض، هو سبب آخر غير فعال في إبطاء انتشار فيروس كورونا.

حيث أصيبت أول مريضة ظهرت عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا في أوائل شهر ديسمبر، ولم تكن على اتصال بسوق المأكولات البحرية في ووهان، لذلك كان الفيروس ينتشر في منطقة تفشي المرض لعدة أسابيع قبل أن يلاحظ، وفقا لدراسة نُشرت في The Lancet أواخر الشهر الماضي.

فمن غير المحتمل أن يكون هذا مقيدا بمنطقة انتشار المرض، وأن هناك مرضى محتملين في جميع أنحاء الصين يعانون من مرض خفيف قد يكون تم تشخيصه أو اختلطوا بأمراض أخرى تنفسية.

وقال جيسون كندراكوك، أستاذ مساعد ورئيس قسم الأبحاث الكندية في الفيروسات الناشئة في جامعة “Manitoba”، إن خبراء الأمراض المعدية بدأوا يفقدون ثقتهم بفعالية جهود الحجر الصحي، فهو يحد من نقل الإمدادات الطبية والسلع إلى المنطقة.

ماذا لو كان فيروس كورونا ينتشر في جميع أنحاء العالم؟

قال الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، إنه يوجد تسعة وتسعون في المائة من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين، 80 في المائة منهم في هوبى.

مما يشير إلى أن عدد الحالات خارج الصين صغير نسبيا ، مما يعطينا فرصة لمنع هذا الفيروس من أن يصبح أزمة عالمية أوسع.

وأكثر ما يهمنا هو احتمال انتشار المرض في البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية، الذين يفتقرون إلى القدرة على اكتشاف الفيروس أو تشخيصه.

وقال تيدروس إن تركيز منظمة الصحة العالمية الحالي، ينصب على دعم الحكومة الصينية للتصدي للفيروس في مركزه في ووهان.

لكن الدول النامية في جميع أنحاء العالم قد تكون معرضة لخطر خاص إذا فشلت جهود الحجر الصحي في الصين، بسبب شبكات الرعاية الصحية الضعيفة بها والعجز في التمويل.

وسجلت كل من كمبوديا والهند وماليزيا وفيتنام وسريلانكا ونيبال حالات إصابة بالفعل، كما سجلت وفاة واحدة في الفلبين، لرجل يبلغ من العمر 44 عاما، كان قد سافر إلى هناك من ووهان.

يتوقع Adjala أن يكون للفيروس “معدل هجوم” مرتفع في بلدان مختلفة، لأن الأشخاص هناك لن يتمتعوا بأي حماية.

وليس كل هؤلاء المرضى سيصابون بأمراض خطيرة، لكنهم جميعا سيستهلكون الموارد ويتسببون في ازدحام المستشفيات.

واحتمال انتشار الفيروس إلى الدول الأفريقية يشكل مصدر قلق كبير.

وقال الدكتور مايك ريان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، إنه اعتبارا من 3 فبراير، بإمكان دولتين أفريقيتين فقط ” السنغال وجنوب إفريقيا” تشخيص فيروس كورونا، لكن معظمهم سيكون لديهم القدرة على ذلك يوم الجمعة.

ويقول الدكتور جون براونشتاين أستاذ الطب بجامعة هارفارد وكبير علماء الأوبئة وكبير مسؤولي الابتكار في مستشفى بوسطن للأطفال: “من المحتمل أن تواجه البلدان التي لا تملك البنية التحتية للصحة العامة، مشكلة دون أن يلاحظها أحد”.

وبالطبع يمثل ذلك فرصة لتنقل الفيروس إلى أماكن أخرى لا يستطيع الناس التنبؤ بها.

ويقول “Kindrachuk”، الذي عمل في غرب إفريقيا أثناء تفشي فيروس إيبولا في ليبيريا، إن هناك ما يدعو للقلق.

“لا يزال هناك ارتفاع في معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ومضاعفات الجهاز التنفسي في عامة الناس في الكثير من هذه المناطق، حتى أشياء مثل الأنفلونزا لا تزال تشكل عبئا عليهم”.

لكن “Kindrachuk” يقول إن فيروس كورونا يحظي باهتمام من قبل مسؤولي الصحة في جميع أنحاء أفريقيا والعديد من البلدان أكثر استعداد الآن مما كانوا عليه قبل تفشي فيروس إيبولا.

“إنهم متصلون بكل ما يجري، ويبحثون عن تحديثات لهم، لا أريد أن أقول إنهم سيكونون على ما يرام، لكنني أعتقد أنهم يفعلون كل ما بوسعهم للاستعداد للفيروس”.

ما يمكن القيام به لوقف انتشار الفيروس

شددت منظمة الصحة العالمية على الحاجة إلى “تضامن” عالمي للتصدي لانتشار فيروس كورونا وتطلب 675 مليون دولار أمريكي لتمويل الأشهر الثلاثة المقبلة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي الأربعاء “استثمر اليوم أو ادفع أكثر لاحقا، إنها أموال كثيرة، لكنها أقل بكثير من الفاتورة التي سنواجهها إذا لم نستثمر في الاستعداد الآن”

“فإذا ضاعت هذه الفرصة السانحة، فهناك احتمال أن يصبح الفيروس متوطنا، ويظهر من جديد بشكل موسمي”.

يقول أداليا إن الفيروس التاجي الجديد سينضم بعد ذلك إلى أربعة آخرين ينتشرون بانتظام في جميع أنحاء العالم – OC43 و 229E و HKU1 و NL63، وتشمل أعراضها نزلات البرد والالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.

“عندما تنظر إلى مسار اندلاع الفيروس التاجي الجديد، يبدو أنه يتبع نمطا من أنواع الفيروسات الموسمية”.

“نحن في النقطة التي يجب أن نفكر فيها أن هناك احتمالا بأن ينتشر هذا الفيروس في المجتمع بطريقة تشبه الفيروسات التاجية الأخرى”.

تقتل الأنفلونزا ما يقدر بنحو 290،000 إلى 650،000 شخص في جميع أنحاء العالم كل عام.

يقول Kindrachuk “في كثير من الأحيان، يعتبره الجمهور الأنفلونزا مرضا خفيفا، لكن هل نحن على استعداد لمواجهة شيء له تأثير كبير على شبكات الرعاية الصحية التي لدينا؟”

“كل ما يمكننا فعله هو المحاولة وزيادة قدرتنا على الاستعداد وفهم أننا مرتبطون كمجتمع عالمي الآن سواء أعجبك ذلك أم لا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!