أخبار

من البنزين إلى الغذاء والتضخم.. إليك كيف يمكن للحرب في أوكرانيا أن تؤثر على كندا

اخبار كندا – سيكون لقرار روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية هذا الأسبوع العديد من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد الكندي، وأكثرها وضوحاً هو سعر النفط.

تعد روسيا قوة عظمى في مجال الطاقة، ويؤثر احتمال محدودية الصادرات الروسية من منتجات الطاقة مثل النفط الخام والغاز الطبيعي بشكل كبير على الأسواق.

في هذا السياق، تجاوز مؤشر النفط الأوروبي، خام برنت، 105 دولارات للبرميل يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ 2014.

كما لم يكن مزيج النفط السائد في أمريكا الشمالية في غرب تكساس بعيداً عن التغيير، إذ بلغت تكلفة البرميل 98 دولاراً يوم الخميس.

وفي حالة عدم التدخل العسكري، فإن التهديد بالحد من صادرات الطاقة الروسية سيكون أقوى سلاح يمتلكه حلف الناتو لإقناع بوتين بإنهاء توغله في أوكرانيا، ولكن نظراً لأن أوروبا تعتمد على روسيا في النفط والغاز، يعتقد الخبراء أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك.

من جانبها، قالت محللة السلع هيليما كروفت من RBC Capital Markets في مذكرة للعملاء في وقت مبكر من يوم الخميس: “لقد بذل البيت الأبيض جهوداً كبيرة للإبلاغ عن أنه لن يستهدف قطاع الطاقة الروسي أو يتسبب بتفاقم وضع الإمداد الضيق بالأساس”.

وعلى الرغم من عدم وجود اضطرابات فعلية في الإمدادات حتى الآن، فإنه هناك مخاوف جدية من أن تتحرك روسيا لتقييد صادرات السلع رداً على العقوبات الأمريكية.

جدير بالذكر أن روسيا تضخ حالياً حوالي 10 في المئة من إمدادات العالم من النفط الخام يومياً.

كما يُعتقد أنه بينما تتوقف إحدى عمالقة تصدير النفط عن ذلك، سيُفتح الباب أمام آخرين لفعل هذا، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك مع كندا لأن خط الأنابيب والقدرة التصديرية للنفط والغاز الطبيعي قد امتدت بالفعل إلى أقصى حدودها.

وعلى الرغم من موارد الطاقة الكبيرة في الرمال الزيتية الكندية والصخر الزيتي في الولايات المتحدة، يقول إريك نوتال، شريك ومدير محفظة في شركة الاستثمار Ninepoint ومقرها تورونتو، إن القرار الذي اتُخذ قبل سنوات للحد من توسعات خطوط الأنابيب قد حد من قدرة أمريكا الشمالية على تصدير أكبر قدر ممكن من النفط، لدرجة أن كندا والولايات المتحدة ما زالتا تستوردان النفط من الخارج.

ووفقاً للرابطة الكندية لمنتجي البترول، تستورد كندا ما يقرب من 550 مليون دولار من النفط الخام سنوياً من روسيا، ويُستهلك معظمها في شرق كندا، في المقابل تستورد الولايات المتحدة أكثر من ذلك.

من جهته، بين باري شوارتز، كبير مسؤولي الاستثمار، إن أسعار النفط ترتفع على المدى القصير بسبب حالة عدم اليقين، لكن الصراع العسكري طويل الأمد في المنطقة سيكون ذو تأثير سلبي بالنسبة لأسعار النفط على المدى الطويل لأنه سيبطئ الاقتصاد العالمي.

من جانبٍ آخر، قد تكون الطاقة هي التأثير الأكثر مباشرة، لكن أسواق الغذاء العالمية ستتأثر أيضاً، حيث تُعتَبر أوكرانيا مورداً عالمياً رئيسياً لمحاصيل مثل الذرة والقمح، وروسيا ليست بعيدة عن هذا.

وينتج البلدان مجتمعين حوالي 25 في المئة من إمدادات العالم من القمح، وحالياً تعد هذه الإمدادات بحالة خطر بسبب العدوان الروسي، إذ يمكن أن تصبح الموانئ الأوكرانية غير صالحة للعمل إذا بدأ القتال النشط.

وبالنسبة لكندا،  فإنها ستشعر بهذا الجزء من الصراع بشكل مباشر، وفقا لسي بي سي.

وبحسب ديفيد كويست، المدير التنفيذي لاتحاد مزارعي القمح الكندي الغربي، إذا لم تنتج أوكرانيا موسماً جيداً من المحاصيل هذا العام، فسيكون هناك نقص عالمي، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار، بصفتها مُصدِّر رئيسي للزراعة.

يُذكر أنه في الشهر الماضي وحده، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 15 في المئة.

قد تكون أسعار القمح المرتفعة أخباراً جيدة للمزارعين، ولكنها تعني أنه يجب على المستهلكين في كندا والخارج الاستعداد لارتفاع أسعار المواد الغذائية في المستقبل.

علاوةً على ذلك، يعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية أحد أكبر العوامل التي أدت إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود مؤخراً، وهو مشكلة كانت البنوك المركزية في طريقها لمعالجته قريباً من خلال رفع أسعار الفائدة.

لكن الخبير الاقتصادي رويس مينديز من Desjardins، يعتقد أنه في حين أن ارتفاع الأسعار لا يزال متوقَعاً، إلا أن اندلاع الحرب المفاجئ في أوكرانيا قد غير الخطط قليلاً.

من المقرر أن يعلن بنك كندا قراره الأخير بشأن سعر الفائدة يوم الأربعاء المقبل، ومن المتوقع أن يرفع سعر الفائدة القياسي بنسبة ربع في المئة إلى 0.5 في المئة على الأقل.

كذلك، يتوقع المستثمرون في كل من كندا والولايات المتحدة زيادة الأسعار في كليهما بحلول نهاية العام، وفقا لسي بي سي.

وحتى مع احتمال حدوث صراع عسكري مروع في أوروبا، فإنه من غير المرجح أن يُجبر محافظو البنوك المركزية على تغيير خططهم لكبح جماح التضخم، لكن يجب على المستهلكين الكنديين أن يستعدوا لحالة عدم اليقين بسبب هذا الصراع في العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!