أخبارسيارات

كندا: الراغبون في شراء السيارات الكهربائية يواجهون نقصا وأوقات انتظار طويلة وسط ارتفاع أسعار البنزين

اخبار كندا – ارتفاع أسعار البنزين دفع المزيد من الكنديين لشراء سيارة كهربائية، لكن الشركات المصنعة تواجه مشكلة في مواكبة الطلب المتزايد، مما أدى إلى انتظار المشترين فترات طويلة.

في عدة أجزاء من البلاد، تجاوزت أسعار البنزين الشهر الماضي دولارين للتر الواحد وسط طلب عالمي قوي على النفط بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب جيريمي برناردين، مندوب مبيعات السيارات الكهربائية في هاليفاكس، فإن أعداد المهتمين في السيارات الكهربائية عديمة الانبعاثات قد ارتفع منذ أن بدأ سعر الوقود بالتزايد.

ومع وجود عدد قليل جدا من السيارات الكهربائية في أماكن بيع السيارات، سيتعين على الكنديين الذين يتطلعون إلى شراء سيارة جديدة كهربائية أن يضعوا وديعة وأن يدخلوا في قائمة الانتظار،  مع العلم أن فترات الانتظار يمكن أن تصل إلى ثلاث سنوات، حسب الشركة المصنعة والوكيل.

من جهتها، تقول شركة Tesla التي تصنع السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في كندا وفقا لمنشور السيارات Motor Illustrated، إن أوقات التسليم لسياراتها تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى سنة واحدة، وذلك اعتمادا على طراز السيارة، لكن بعض الشركات المصنعة مثل نيسان باعت مخزونها من السيارات الكهربائية لعام 2022 بالكامل.

جدير بالذكر أن النقص في السيارات الكهربائية كان موجودا قبل فترة طويلة من الارتفاع الأخير في أسعار البنزين، ففي مارس 2021، وجد تقرير -بتكليف من هيئة النقل الكندية- أن أكثر من نصف الوكلاء الكنديين ليس لديهم سيارات كهربائية في المخازن، كما وجد التقرير أن أوقات الانتظار تجاوزت ستة أشهر عند 31 في المئة من الوكلاء.

تجدر الإشارة إلى أن عمليات البحث عن السيارات الكهربائية في مارس 2022 زادت بنسبة 89 في المئة مقارنة بالعام السابق، في حين قفز عدد الاستفسارات المرسلة إلى بائعي السيارات الكهربائية من خلال منصاتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي الاهتمام المتزايد بالسيارات الكهربائية في وقت كان فيه نقص قطع السيارات الناجم عن الوباء، يؤثر على صناعة السيارات بشكل عام منذ أواخر عام 2020.

من جانبٍ آخر، لدى الصين تفويض صارم بشأن السيارات الكهربائية (ZEV) التي تتطلب من مصنعي السيارات التأكد من أن نسبة مئوية معينة من سيارات البلاد تعمل بالكهرباء أو الهيدروجين.

وفي أوروبا يضطر صانعو السيارات أيضا إلى بيع المزيد من السيارات الكهربائية هناك من أجل تلبية معايير الانبعاثات الصارمة الخاصة بالاتحاد الأوروبي على مستوى الأسطول.

من جهتها تقول جوانا كيريازيس، كبيرة مستشاري السياسات في قسم الطاقة النظيفة في كندا بجامعة سايمون فريزر: “ليس لدينا نفس اللوائح الصارمة المطبقة لإجبار شركات صناعة السيارات على إعطاء الأولوية للسوق الكندي عندما يقررون مكان تخصيص مخزون EV الخاص بهم ومكان بيع EVs”.

كما أنها تعتقد أنه من المحتمل أن يكون نقص الليثيوم والمعادن الأخرى اللازمة لإنتاج البطاريات مشكلة محتملة في غضون السنوات الخمس المقبلة.

ومن أجل ضمان توفير إمدادات كافية من المعادن لإنتاج البطاريات، التزمت الحكومة الفيدرالية في ميزانيتها الأخيرة بتوفير ما يصل إلى 3.8 مليار دولار على مدار ثماني سنوات لإنشاء “أول استراتيجية دعم للمعادن المهمة في كندا”، حيث تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز استخراج وإنتاج النيكل والليثيوم والمعادن الأخرى المستخدمة كمكونات في السيارات الكهربائية وبطارياتها.

في هذا السياق، قال هاري كونستاتين، رئيس جمعية فانكوفر للمركبات الكهربائية في مقابلة مع CTVNews.ca: “تمتلك كندا الكثير من الموارد الطبيعية والكثير من الخبرة في استخراج الموارد الطبيعية، كما يمكننا أن نكون روادا في إنتاج البطاريات”.

في المقابل يختلف توافر السيارات الكهربائية بشكل كبير عبر المقاطعات، فبريتش كولومبيا وكيبيك هما المقاطعتان الوحيدتان اللتان لديها ZEV، مما دفع شركات صناعة السيارات إلى إعطاء الأولوية لتوريد سياراتهم الكهربائية نحو هاتين المنطقتين.

كذلك وجد تقرير هيئة النقل الكندية أن حوالي 60 في المئة من الوكلاء في بريتش كولومبيا و70 في المئة في كيبيك لديهم ما لا يقل عن ZEV واحد في المخزون، ووجد التقرير أيضاً أن 41 في المئة من وكلاء أونتاريو لديهم ZEV واحد على الأقل.

لكن في بقية كندا، وجد التقرير أن 82 في المئة من الوكلاء لم يكن لديهم ZEV واحد في مخزونهم.

وبحسب دراسة لهيئة النقل الكندية، يكرس بعض المصنّعين مخزونهم من السيارات الكهربائية بالكامل تقريبا نحو كل من كيبيك وبريتش كولومبيا، إذ يتم تخصيص أكثر من 80 في المئة من السيارات الكهربائية التي تنتجها فولكس فاجن وكيا وهوندا، بالإضافة إلى 98 في المئة من سيارات فورد ZEVs إلى بريتش كولومبيا وكيبيك.

تجدر الإشارة إلى أن أوتاوا تخطط لطلب ما لا يقل عن 20 في المئة من مركبات الركاب الجديدة والشاحنات الخفيفة صديقة البيئة بحلول عام 2026، بهدف تحقيق نسبة 100 في المئة بحلول عام 2035.

في الختام، ومع تفويض مبيعات ZEV الفيدرالي القادم، بالإضافة إلى الاستثمارات الجديدة من صانعي السيارات، تتوقع كيريازيس أن يخف النقص في السيارات الكهربائية في السنوات القادمة، حيث قام صانعو السيارات بضخ المزيد من الأموال في إنتاج السيارات الكهربائية.

إذ قالت تويوتا في ديسمبر الماضي إنها ستستثمر 45 مليار دولار كندي في السيارات الكهربائية، بهدف الحصول على 30 نموذجا جديدا عديم الانبعاثات بحلول عام 2030.

كما تخطط فولكس فاجن لاستثمار 120 مليار دولار في تكنولوجيا السيارات الكهربائية على مدى السنوات الخمس المقبلة، فضلاً عن ذلك، أعلنت Stellantis وLG في مارس أنهما ستستثمران 5 مليارات دولار في منشأة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في وندسور، أونتاريو.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت جنرال موتورز أنها ستدير منتجاتها Ingersoll في أول مصنع لتجميع السيارات الكهربائية واسع النطاق في كندا بحلول أواخر عام 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!