كندا من الداخل

هل تبحث عن شراء سيارة مستعملة؟ كل ما يجب أن تعرفه عن سوق السيارات المستعملة

منذ العام الفائت وحتى الآن ازدادت أسعار السيارات المستعملة في كندا بنسبة بلغت حوالي 50%.

أكدت إيريكا ويبر وهي شابة عمرها 33 عامة تقيم في مقاطعة تورنتو، أنها استغرقت عدة أشهر بالبحث عن سيارة هاتشباك بحالة جيدة مخصصة للسير على الطرق الريفية الوعرة، دون أن تصل إلى مبتغاها.

قررت ويبر لاحقًا طلب المساعدة من أحد الأشخاص المتخصصين في عالم السيارات، خاصة مع انتشار وباء كوفيد 19 وآثاره السلبية على الحياة اليومية.

فخصصت ويبر ميزانية حوالي 12000 دولار لشراء سيارة مستعملة، وقادهم البحث إلى رؤية إحدى السيارات المستعملة في أونتاريو لكنهم عادا بخفي حنين. فلم تنل السيارة رضاهما.

وفق ما أكدته ويبر أنهما قد ذهبا لرؤية السيارة بعد تأكيد الجهة التي تعرضها أنها بحااة جيدة. الأمر الذي كان مختلفًا على أرض الواقع.

فالسيارة قد تعرضت لحادث مروع لا تزال آثاره جلية على مقدمتها.

قالت ويبر أيضا أنها رغبت بالابتعاد عن جو المدينة وضحيجها، والاستقرار في الريف، فكان لا بد من وجود سيارة تساعدها على تدبير أمورها.

ما توصلت إليه الشابة أنه وخلال السنوات القليلة الماضية لم يعد العثور على سيارة مستعملة بحالة جيدة وبسعر معقول أمرًا سهلًا. وهذا ما أكده الخبراء بالقول أن سوق السيارات سيشهد تضخم لفترة تمتد لعدة أشهر على أقل تقدير.

ساهم انتشار وباء كورونا بزيادة الطلب على السيارات، وفي تعزيز النقص في أعداد المعروضة منها. كل ذلك أدى إلى زيادة إنتاج السيارات الجديدة مما أثر بدوره على حركة بيع السيارات المستعملة في عموم البلاد.

أدى تقلص العرض إلى تضخم الأسعار لدرجة وصل فيها سعر بعض السيارات المستعملة إلى مبلغ يزيد عن سعر السيارة الجديدة من نفس النوع.

سبب ازدياد الطلب على السيارات المستعملة

ساهمت أزمة انتشار فيروس كوفيد 19 في توجه المستهلكين لشراء السيارات، حيث وجد فيها الغالبية حلًا لمشكلة مخالطة الناس في وسائل النقل العام، في حين أكد من انتقل من المدن إلى الأرياف على ضرورة اقتناء سيارة.

بالرغم من ازدياد قدرة الكنديين على توفير مبالغ إضافية، بقيت دون جدوى مع ارتفاع أسعار السيارات الهائل نتيجة لمشاكل في سلاسل التوريد المتعلقة بصناعة السيارات.

أدى ذلك إلى انخفاض إنتاج السيارات الجديدة بالتوازي مع زيادة الطلب عليها. ووفقًا للعديد من الإحصائيات الحديثة من المحتمل أن يرغب حوالي مليوني شخص بشراء سيارة لكنهم عاجزين عن دفع ثمنها المرتفع.

زاد ذلك من الطلب على السيارات المستعملة حتى وصلت أسعارها إلى مستويات مرتفعة لم تصل إليها من قبل.

يبلغ متوسط ​​سعر السيارة المستعملة في كندا أكثر من 35000 دولار وهو في ارتفاع دائم بنسبة تقارب 50 في المائة على مدار عام.

ومن العوامل المتعددة التي ساهمت فيارتفاع أسعار السيارات المستعملة، الاعتماد على عقود إيجار طويلة الأمد التي تسببت في توقف دورة مبيع السيارات المستعملة.

فعندما ينتهي عقد الإيجار ، تصبح السيارة ضمن سوق السيارات المستعملة. حيث كانت شركات تأجير السيارات إحدى أكبر مصادر مخزون السيارات المستعملة.

مجددًا وما أن تحسنت الأسواق قليلًا توجهت شركات تأجير السيارات لشراء سيارات جديدة، لكنها لم تجد ما يكفي، مما دفعهم إلى الاحتفاظ بسياراتهم بدلاً من بيعها.

اقرأ أيضا: إليك ما يجب على الكنديين مراعاته عند شراء سيارة كهربائية

تغير طرق بيع وشراء السيارات

وأمام هذا النقص الشديد في سوق السيارات، اتجه التجار إلى الاعتماد على طرق بيع مختلفة، منها عرض السيارات للبيع عبر الإنترنت للوصول إلى الأشخاص وهم في منازلهم.

دخلت شركات بيع السيارات إلى عالم التسويق الرقمي ومنها شركة McMullen التي اعتمدت على منصات رقمية مثل Clutch.

حيث يمكن للزبائن تصفح موقع Clutch والسيارات المعروضة عليه من المنزل وشراء واحدة، لتقوم الشركة بتسليم السيارة مباشرة إلى منزل الزبون.

لكن تأثير فيروس كورونا كان له تبعات سلبية أيضا على هذا المجال، حيث انخفضت المبيعات بشكل كبير.

ليعود الناس إلى الاعتماد على التسوق عبر الإنترنت في شراء سياراتهم المستعملة، خاصة مع ازدياد أعداد الذين يعملون من المنزل.

وهذا ما أخذته Clutch بعين الاعتبار عندما سمحت للزبائن بالبحث عن سياراتهم وشرائها ثم اختبار قيادتها في مكان سكنهم بمجرد استلامها.

اتخذت Clutch من تورنتو مقرًا لها، وأقامت مستودعات في فانكوفر وكالجاري وساسكاتون وأونتاريو وهاليفاكس . وقعت الشركة مؤخرًا صفقة مع NHL لتصبح بائع التجزئة الرسمي للسيارات المستعملة.

حيث استطاعت منذ انطلاقتها بيع آلاف السيارات سنويًا، مع طموحها للوصول إلى 90% من الكنديين بحلول نهاية عام 2023.

مستقبل سوق السيارات المستعملة

حتى مع استمرار تطور صناعة السيارات وظهور تجار جدد ، لا تزال هناك عقبات متمثلة في انخفاض المخزون من السيارات وارتفاع الأسعار.

وهذا ما أكدته مسؤولة التحليل في شركة Scotiabank ريبيكا يونج التي قالت أنها تأمل بالوصول إلى الاستقرار في سوق السيارات المستعملة، لكن ذلك لن يكون في عام 2022.

إلا أن التوقعات الإيجابية لا زالت تدعو للتفاؤل، بحدوث تحسن ملحوظ خلال عام 2023.

رغم كل ذلك يبقى شراء السيارات المستعملة عبر الإنترنت هو السائد والمتوقع استمراره بشكل متزايد خلال الفترة القادمة.

وبالعودة إلى إريكا ويبر تلك الشابة التي عثرت على سيارتها عبر الإنترنت من نوع هيونداي إلنترا تورينغ GLS موديل عام 2011، ثم سافرت من تورنتو إلى أوتاوا لاستلامها.

دفعت ريبيكا ما يزيد قليلاً عن نصف ميزانيتها الأصلية 6500 دولار وقالت إن تفاجأت بالواقع أكثر مما توقعته عند رؤية السيارة، لكنها وصلت إلى ما تريده ولو بنسبة كبيرة.

اقرأ أيضا: سيارات الديزل أم البنزين؟ أيهما أفضل.. وإيجابيات وسلبيات كل منهما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!