أخبار

الفراشات الملكية الشهيرة تدخل ضمن القائمة المهددة بالانقراض

أصبحت الفراشة الملكية أو فراشة “Monarch” اعتبارًا من اليوم على وشك الانقراض ، وهو تطور يدق أجراس الإنذار لعلماء البيئة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.

إذا كنت تعيش في “تورنتو” أو في أي مكانٍ آخر في جنوب “أونتاريو” فأنت بلا شك على دراية بالفراشة السوداء والبرتقالية الشهيرة، وإن كنت تعرف اسمها أم لا، فمن المؤكد أنك رأيت واحدة في يومٍ ما!

تُعرف هذه الفراشة بكونها أكثر الفراشات شهرة على وجه الأرض لدرجة أنها تتصدر اللوحات الجدارية في الشوارع أحيانًا، وعلى الملصقات، وفي الحدائق.

تهاجر بمجرد أن يبرد الطقس لمسافة تصل إلى 4 آلاف كيلومتر من كندا إلى المكسيك كل عام، مما يجعل رحلتها أطول رحلة لأي حشرة في العالم.

للأسف، إذا استمرت أعدادهم في الانخفاض فلن يكون هذا هو الحال طويلًا، إذ دخلت الفراشة القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) باعتبارها مهددة بالانقراض بسبب تدمير الظروف البيئية المناسبة لها، وتغير المناخ.

أدى قطع الأشجار القانوني وغير القانوني وإزالة الغابات لإفساح المجال للزراعة والتنمية الحضرية إلى تدمير مساحات كبيرة من مأوى الفراشات الشتوي في المكسيك وكاليفورنيا، كما أن المبيدات الحشرية تقتل الفراشات وأعشاب “الصقلاب”، أي النبات المضيف الذي تتغذى عليه يرقات الفراشة، بالإضافة إلى إزالة الغابات والمواد الكيميائية السامة.

يلقي الخبراء اللوم على تغير المناخ أيضًا، إذ أثر بشكلٍ كبير على الفراشات، كما حدَّ الجفاف من نمو “الصقلاب” وأدت درجات الحرارة العالية إلى هجرات مبكرة قبل توافر “الصقلاب” بينما قتل الطقس القاسي ملايين الفراشات.

يقول العلماء إن الفراشات في المناطق الغربية أكثر عرضة لخطر الانقراض بعد انخفاضها بنسبة 99.9% منذ الثمانينيات.

وأبدى كبار الخبراء في العالم قلقًا واسعًا، وأكدوا أن على الناس في جميع أنحاء أمريكا الشمالية أن يكونوا على دراية بكيفية مساعدتهم.

بدءًا من زراعة “الصقلاب” المحلي وتقليل استخدام المبيدات الحشرية إلى دعم حماية مواقع اللجوء الشتوية للفراشات حتى تتعافى هذه الحشرة المميزة.

تعمل الهيئات الحكومية في كندا وأمريكا والمكسيك معًا للحفاظ عليها وبذلوا جهودًا كبيرة لزيادة أعدادها في أونتاريو، وفي أمريكا الشمالية بشكل عام في العقود الأخيرة.

بلغت أعداد الهجرة أعلى مستوى لها منذ 12 عامًا في 2018-2019 وفقًا للباحثين في جامعة ” Cornell”، مع وجود تقارير عن زيادة بنسبة 144% في الأرقام مقارنة بالموسم السابق.

حث العلماء على التفاؤل الحذر في ذلك الوقت، مشيرين إلى أن تدفق الفراشات يمكن أن يكون شاذًا، لكنهم أشادوا أيضًا بالعديد من المنظمات والأفراد الذين كانوا يزرعون عشب “الصقلاب” على طول “مسارات الملقحات” ويتخذون تدابير أخرى لمساعدة هذه الحشرات وغيرها من الحشرات المهمة.

كما اتضح، كانوا على حق، إذ أصبحت الفراشات الآن على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى جانب 147.517 نوعًا آخر من الأنواع المهددة بالانقراض، أي نحو 41459 نوعًا مهددًّا حاليًّا بالانقراض.

أفاد الصندوق العالمي للحياة البرية في كندا (WWF) أنه شهد انخفاضًا كبيرًا ومستدامًا في المناطق التي تشغلها الفراشات في المكسيك خلال فصل الشتاء على مدار العقدين الماضيين.

أدرجت الفراشة حاليًّا في كندا على أنها من الأنواع ذات الاهتمام الخاص بموجب قانون الأنواع المعرضة للخطر في الحكومة الفيدرلية، ومن المحتمل أن يتغير هذا في وقتٍ قصير بعد إدراجها في القائمة الحمراء من قبل (IUCN).

بالنظر إلى أزمة التنوع البيولوجي العالمية الحالية، من الضروري اكتشاف ما يحدث مع الأنواع المتنوعة والمهمة وظيفيًا مثل هذه قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!