أخبار

أول سفينة تحمل حبوبًا أوكرانية تغادر ميناء أوديسا

انطلقت أول سفينة محملة بحبوب أوكرانية من ميناء “أوديسا” يوم الاثنين بموجب اتفاق بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، ومن المتوقع أن ضخ كميات كبيرة من المحاصيل الأوكرانية للأسواق الخارجية سيخفف من أزمة الغذاء المتزايدة.

غادرت سفينة الشحن التي ترفع علم ” Sierra Leone” أوديسا وتحمل أكثر من 26000 طن من الذرة متجهة إلى لبنان.

قال وزير البنية التحتية الأوكراني “أولكسندر كوبراكوف”: “إن أوكرانيا هي رابع أكبر مصدر للذرة في العالم، لذا فإمكانية تصديرها عبر الموانئ هي نجاح هائل في ضمان الأمن الغذائي العالمي”.

وأضاف: “تتخذ أوكرانيا اليوم مع شركائها خطوة أخرى لمنع الجوع في العالم”.

وفي موسكو، أشاد المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” برحيل السفينة، ووصفه بأنه إيجابي للغاية”.

وقال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”: “إنه من المتوقع أن ترسو سفينة ” Razoni” بعد ظهر الثلاثاء في إسطنبول، عند مدخل البوسفور، وستُفتش من قبل فرق مشتركة من المسؤولين الروس والأوكرانيين والأتراك والأمم المتحدة.

في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية الحكومية، حذر “أكار” من أن أزمة الغذاء العالمية تهدد بإحداث “موجة خطيرة من الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا وإلى تركيا”.
تتجه الذرة إلى لبنان، البلد الشرق أوسطي الواقع في قبضة ما وصفها البنك الدولي بأنها إحدى أسوأ الأزمات المالية في العالم منذ أكثر من 150 عامًا، كما أدى انفجار وقع عام 2020 في مينائها الرئيس في بيروت إلى تدمير عاصمتها وتدمير صوامع الحبوب هناك، وانهيار أجزاء من منها بعد حريق استمر لأسابيع.

يستورد لبنان القمح في الغالب من أوكرانيا ولكنه يشتري الذرة أيضًا لصنع زيت الطهي وإنتاج العلف الحيواني.

وقالت وزارة الدفاع التركية: “إن سفنًا أخرى ستغادر أيضًا موانئ أوكرانيا عبر الممرات الآمنة تماشيًا مع الصفقات الموقعة في “إسطنبول” في 22 يوليو، لكنها لم تذكر مزيدًا من التفاصيل.

وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقيات منفصلة مع تركيا والأمم المتحدة مما يمهد الطريق لأوكرانيا -إحدى أهم سلال الخبز في العالم- لتصدير 22 مليون طن من الحبوب والسلع الزراعية الأخرى التي كانت عالقة في موانئ البحر الأسود بسبب الغزو الروسي.

كما أشاد وزير الدفاع التركي بمركز تنسيق مشترك يعمل به مسؤولون روس وأوكرانيون وأتراك ومن الأمم المتحدة واعتبرته مكانًا يمكن للأطراف المتصارعة من خلاله التواصل مع بعضها البعض.

في غضون ذلك، قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن 16 سفينة أخرى كانت جميعها محجوبة منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير، تنتظر دورها في موانئ “أوديسا”.

وأضاف “كوبراكوف”: “إن الشحنات ستساعد أيضًا الاقتصاد الأوكراني الذي مزقته الحرب، سيوفِّر فتح الموانئ ما لا يقل عن مليار دولار من عائدات النقد الأجنبي للاقتصاد، وسيعطي فرصة للقطاع الزراعي أيضًا”.

ورحبت الأمم المتحدة بهذا التطور، قائلة في بيان: “يأمل الأمين العام “أنطونيو غوتيريش” في أن تحقق الشحنات الإغاثة والاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه للأمن الغذائي العالمي خاصة في أكثر السياقات الإنسانية هشاشة”.

ومع ذلك، جاء استئناف شحنات الحبوب مع احتدام القتال في أماكن أخرى من أوكرانيا، وقال المكتب الرئاسي الأوكراني إن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 16 آخرون في قصف روسي في منطقة “دونيتسك” خلال الـ24 ساعة الماضية، وكرر”بافلو كيريلينكو” حاكم “دونيتسك” دعوة لجميع السكان للإخلاء، مشددًا على الحاجة إلى إجلاء نحو 52000 طفل ما يزالون متبقين في المنطقة.

وفي “خاركيف”، أصيب شخصان في غارة روسية في الصباح، أصيب أحدهما أثناء انتظار حافلة والآخر بانفجار قذيفة روسية بالقرب من مبنى سكني.

كما تعرضت مدينة “ميكولايف” الجنوبية لقصف متكرٍّر أدى إلى تدمير مبنى لوحدة مستشفى وألحق أضرارًا بسيارات الإسعاف، وفقًا للحاكم “فيتالي كيم”، وأضاف أن ثلاثة مدنيين أصيبوا في القصف الروسي في أماكن أخرى بالمدينة.

بعد فترة وجيزة من توقيع صفقة شحن الحبوب في 22 يوليو، استهدف صاروخ روسي “أوديسا”، وحذر محللون من أن استمرار القتال قد يهدِّد صفقة الحبوب.

وقال “فولوديمير سيدنكو”، الخبير في مركز “رازومكوف” للأبحاث ومقره “كييف”: “ما يزال الخطر قائمًا؛ واجهت منطقة أوديسا قصفًا مستمرًا، والإمدادات المنتظمة فقط هي التي يمكن أن تثبت جدوى الاتفاقات الموقعة”.

“مغادرة السفينة الأولى لا تحل أزمة الغذاء، إنها مجرد خطوة أولى يمكن أن تكون الأخيرة أيضًا إذا قررت روسيا مواصلة الهجمات في الجنوب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!