مال و أعمال

اقتصاديون: مشكلة كندا الحقيقية ليست فقدان الوظائف.. وإنما ارتفاع نسبة التقاعد

بعد مرور أكثر من عام على الاستقالة الكبرى في الولايات المتحدة، تتصارع كندا مع نسختها الرمادية الخاصة بها: الاندفاع نحو التقاعد.

ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية Statistics Canada، فإنه ورغم نمو القوة العاملة في كندا في أغسطس، إلا أنها انخفضت في الشهرين السابقين، وظلت أقل مما كانت عليه قبل الصيف حيث توقف عشرات الآلاف من الأشخاص عن العمل ببساطة، ويمكن أن يُعزى الكثير من هذا إلى تقاعد عدد من الكنديين أكثر من أي وقت مضى.

ولا يقتصر الأمر على البالغين من العمر 65 عاما فما فوق، إذ تُظهر بيانات StatsCan أن عددا قياسيا من الكنديين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما تقاعدوا في الأشهر الـ 12 الماضية.

وبحسب الاقتصاديين فإن هذا يسرع من فقدان أعداد كبيرة من العمال الأكثر مهارة في كندا، مما يجعل الشركات تتخبط، وهذا يساعد على رفع الأجور بشكل حاد ويهدد بتراجع الإنتاجية المتدنية أصلا في البلاد.

ويبين جيمي جين كبير الاقتصاديين في Desjardins Group: “علمنا منذ وقت طويل أن هذه الموجة قادمة، وأننا سنصل إلى هذه اللحظة، وستزداد حدة في السنوات المقبلة”.

ويضيف: “الخطر الذي نواجهه -ونراه في بعض القطاعات بالفعل- هو أن الناس يغادرون دون أن يكون هناك عدد كاف من العمال الشباب لتولي المسؤولية، لذلك هناك خسارة في رأس المال البشري والمعرفة”.

خلال الوباء، انخفض عدد حالات التقاعد حيث قرر العديد من الكنديين البقاء في وظائفهم لفترة أطول، لكن مع رفع القيود الآن، فإن الكثير من الكنديين يسارعون لتعويض الوقت الضائع، واختيار السفر وقضاء المزيد من الوقت مع العائلة.

حيث تؤدي مغادرتهم إلى تقليل القوى العاملة، الأمر الذي قد يؤثر على النمو الاقتصادي في وقت يرفع فيه البنك المركزي أسعار الفائدة بقوة لمواجهة التضخم المتصاعد، مما يزيد المخاوف من أن الاقتصاد سوف يسقط في حالة ركود.

التمريض والنقل

يبدو أن مشكلة التقاعد خطيرة بشكل خاص في المجالات التي تتطلب مهارات مثل الحرف والتمريض، فمنذ مايو، فقدت كندا 34400 وظيفة في مجال الرعاية الصحية، وذلك حتى مع وجود عدد كبير من الممرضات الذين أبلغوا عن العمل لساعات إضافية.

حيث تقول كاثرين هوي، رئيسة جمعية الممرضات في أونتاريو: “إنها مشكلة كبيرة في الوقت الحالي، لأن لدينا الكثير ممن تقاعدوا بشكل غير متوقع”، مستشهدة بالوباء وظروف العمل والنزاع على الأجور.

كما تعاني صناعة النقل أيضا من نقص حاد في العمال، وذلك بسبب جنون الأسعار الناتج عن الوباء لمزيد من السلع ومع تقدم القوى العاملة في السن.

وبحسب Tony Reeder، مالك كلية Trans-Canada College، وهي كلية مهنية تدرب سائقي شاحنات النقل: “فإن المزيد والمزيد من السائقين يتقدمون في السن، وبالتالي يتقاعدون أو يفكرون في أسلوب حياة مختلف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!