أخبار

الحكومة الفيدرالية تحث على وقف عمليات الترحيل التي تفصل الأمهات عن الأطفال

اخبار كندا – عندما صدر أمر بترحيل حليمة عبدي قبل ثلاثة أشهر، اختبأت الأم التي تسكن في إدمونتون – حيث تعيش بعيدا عن زوجها وأطفالها الثلاثة المولودين في كندا – على أمل تجنب انفصال أكثر قسوة.

سالي محمد، وهي أم أخرى في إدمونتون، على دراية بالوضع المفجع الذي تمر به حليمة، حيث قضت ما يقرب من أربع سنوات منفصلة عن زوجها وطفليها قبل الموافقة على طلب الهجرة الخاص بها.

الآن تحث سالي محمد ومناصرو المجتمع الآخرون الحكومة الفيدرالية على وقف ترحيل حليمة إلى كينيا قبل أن تتضرر علاقتها بأطفالها بشكل لا رجعة فيه.

وكانت قد سافرت حليمة عبدي من كينيا إلى الولايات المتحدة، ثم عبرت الحدود الكندية سيرا في فبراير 2017، حيث كانت تفر من عمليات القتل بحق الصوماليين العرقيين، والتي تقول إنها أودت بحياة شقيقها وأجبرت عائلتها على الاختباء.

لكن سلطات الهجرة الكندية في ذلك الوقت خلصت إلى أن حياتها ليست في خطر ورفضت طلب اللجوء وتقييم المخاطر قبل الترحيل.

وبحسب دنيا نور، رئيسة مجلس المشاركة المدنية الكندي الأفريقي (ACCEC)، الذي يساعد على ضمان تمثيل قانوني ملائم لحليمة الآن: “لسوء الحظ لم يكن لديها الموارد العادلة للتعبير عن قصتها حقا عندما كانت تكتب طلب اللجوء”.

وكانت حليمة قد التقت بـ فوزي عبدي يوسف في إدمونتون، حيث كانت تعرفه في كينيا، وقد تزوج الاثنان في عام 2018 وتقدما بطلب للحصول على كفالة الزوجية، ولديهما ثلاثة أطفال دون سن الرابعة، محمد ومختار ومبارك.

وفي 28 يونيو، أُمرت المرأة البالغة من العمر 32 عاما بالصعود إلى الطائرة للعودة إلى كينيا لكنها قامت بالتواري عن الأنظار، وهناك الآن مذكرة بإلقاء القبض عليها.

ووفقا لـ نور ومناصرين آخرين فإنه من أجل مصلحة أطفالها، يجب السماح لحليمة بالبقاء في كندا لأسباب إنسانية ورحيمة أثناء معالجة طلب الزواج.

 

سالي محمد: أمومة عن بعد

تعيش سالي محمد مع تداعيات الترحيل التي فصلتها عن أطفالها.

ففي يناير 2018 في مطار إدمونتون، ودعت زوجها وأطفالها، الذين كانوا في الخامسة والسابعة من العمر في ذلك الوقت، ثم تم ترحيلها إلى نيامي، عاصمة النيجر.

ومثل حليمة، كان لدى سالي طلب كفالة زوجية قيد المعالجة، وتمت الموافقة عليه في النهاية.

حيث عادت إلى كندا في سبتمبر 2021، وذلك بعد سنوات من ابتعادها عن أطفالها، حيث كان زوجها، إينوسا عويدي، يوفق بين الواجبات المنزلية ويعمل ليلا بدوام كامل.

 

يلزم إجراء إصلاح شامل للنظام

يقول إبراهيم كاريديو، المدافع عن الحالات المشابهة لـ سالي، إنه يجب إجراء إصلاح شامل لنظام الهجرة والترحيل لوقف تجريم الكنديين الجدد الضعفاء الذين يواجهون تحديات اجتماعية.

ويضيف كاريديو: “هذه ليست قضايا جنائية، فهؤلاء كلهم ​​مجرد أشخاص، عائلات تحاول العيش معا، وتحاول تربية أسرة، كما تحاول المساهمة في المجتمع الكندي”.

وبحسب وكالة خدمات الحدود الكندية فإنها تأخذ في البداية مصلحة الطفل قبل حدوث الترحيل لكنها أضافت أن “الوكالة لديها التزام قانوني بإبعاد جميع الرعايا الأجانب والمقيمين الدائمين غير المسموح لهم بدخول كندا بموجب قانون الهجرة وحماية اللاجئين”.

وبيّن كاريديو أن التكلفة التي يتحملها الأطفال والعائلات والمجتمع وحتى النظام تفوق بكثير فائدة الترحيل، ويعتقد أن الحكومة الفيدرالية تدين لأطفال سالي بالتعويض والدعم والاعتذار.

وأشارت نور إلى أن الحكومة الفيدرالية تضع آليات لمعالجة مشكلة الهجرة المتراكمة لأنها تتعامل مع قضايا مثل كوفيد 19 وأفغانستان والحرب في أوكرانيا.

وأضافت “مع ذلك، ما نطلبه هو مساعدة اللاجئين المنحدرين من أصل أفريقي وبذل جهود واعية لعدم تصنيف الفارين من الصراع إلى فئات مستحقة وغير مستحقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!