أخبار

تحليل: هل أصبحت كندا دولة معادية للمهاجرين؟

اخبار كندا بالعربي ،، أشارت 6 استطلاعات على الأقل أجريت حتى الآن هذا العام إلى أن مواقف الكنديين تجاه المهاجرين و اللاجئين و حتى طالبي اللجوء تتغير بشكل سريع.

مع العلم أن كندا ترحب بحوالي 300000 مهاجر كل عام و ترغب أوتاوا في زيادة هذا العدد إلى 350 ألف مهاجراً بحلول عام 2021، إلا أنه و في كانون الثاني أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة “إيبسوس” أن 4 من كل 10 كنديين يعتقدون أن البلاد تمتلك عدداً كبيراً جداً من المهاجرين، كما يعتقد 57 بالمائة منهم أن الهجرة فرضت ضغوطاً كبيرة على الخدمات العامة بينما يتفق 48 بالمائة على أن الهجرة تسبب تغيير كندا بطرق مختلفة و جوانب كثيرة لم يتقبلوها على الإطلاق و يضيف الاستطلاع إلى أن 54 بالمائة من الأشخاص قالوا إن بلادهم  قبلت عددا كبيراً من المهاجرين.

التغيير في المواقف الكندية:

أظهر استطلاع للرأي أجراه ليجر في شهر يونيو لصالح الصحيفة الكندية أن 63٪ من المشاركين يعتقدون أن الحكومة “يجب أن تحد من مستويات الهجرة لأن البلاد قد تصل إلى حد أقصى في قدرتها على دمج المهاجرين بالحياة في كندا”.

ويظهر الاستطلاع نفسه أن الناخبين المحافظين أكثر رغبة ” للحد من الهجرة “، حيث أعرب 81٪ عن هذا رغبتهم  في الحد من الهجرة ، مقارنة بـ 41٪ فقط بين الليبراليين.

و مقارنة بعقد مضى ، ليس مفاجئًا أن “أزمة” اللاجئين والمهاجرين في أوروبا ،و التي انفجرت في عام 2015 ، إضافة إلى انتخاب دونالد ترامب لعام 2016 ، كان لها آثاراً متتالية على كندا.

أما بين عامي 2015 و 2017 ، و استجابة للأزمة الإنسانية غير المسبوقة في الشرق الأوسط ، رحبت كندا بـ 50،000 لاجئاً سورياً كما نتج عن سياسة الهجرة القاسية التي قام بها ترامب حوالي 43000 نقطة عبور حدودية غير قانونية إلى كندا من الولايات المتحدة منذ عام 2017.

هذا و لم تكن كندا محصنة ضد ظهور أيديولوجية اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة فهناك 130 مجموعة متطرفة من اليمين المتطرف على الأقل في جميع أنحاء كندا ، أي بزيادة 30٪ منذ عام 2015 ، كما تقول خبيرة جرائم الكراهية باربرا بيري في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة الكندية.

وقالت بيري: “يتم توجيه معظم هذه الجماعات ضد ديانات وأعراق معينة ، حيث أن الكراهية  للمسلمين واليهود هي الأكثر شيوعًا ، تليها الكراهية للمهاجرين والسكان الأصليين والنساء ومجتمعات المثليين جنسياً ومجموعات الأقليات الأخرى”.

فهل كندا ستسلك نفس مسار الولايات المتحدة و أوروبا؟

يقول الصحفيون و الخبراء أنها لن تسلك نفس المسار بشكل كلي لكن يمكن أن يوجد تغيير في سياسة قبول المهاجرين و اللاجئين.

و جاء في مقال للكاتب تيري غلافين: ” عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين و اللاجئين يميل الكنديون عموماً إلى أن يكونوا أقل عنصرية من غيرهم و لكن مع ارتفاع نسبة جرائم الكراهية سيكون من الممكن أن ينعطف هذا الموضوع نحو الأسوأ”.

القادمون الجدد من الأقليات:

يقول جلافين: ” أن الهجرة من الممكن أن تكون نقاشاً صعباً بين أمة من المهاجرين و يبدو أن الكثيرين يعتقدون أن الرأي السياسي يمكن أن يعيق هذه المناقشة بينما عدداً كبيراً يوافق على أن العديد من السياسيين و وسائل الإعلام و الصحفيين الذين عارضوا فكرة الهجرة إلى كندا تمت معاملتهم بطريقة غير عادلة على الإطلاق”.

كما أظهر استطلاع آخر للرأي بين المهاجرين أنفسهم إلى أنه حتى المهاجرين أنفسهم منقسمون في الرأي حول قضية الهجرة حيث يشعر المهاجرون الذين قضوا في كندا أكثر من 20 عاماً أن هناك الكثير من المهاجرين الآن مقارنة مع العدد الموجود قبل خمس سنوات.

كما أظهرت العديد من الدراسات أن الصحافة الأوروبية لعبت دورًا رئيسيًا في تأطير وصول اللاجئين والمهاجرين كـ “أزمة” بالنسبة لأوروبا و “بشكل عام ، كان يُنظر إلى الوافدين الجدد على أنهم غرباء ومختلفون عن الأوروبيين: إما غرباء ضعفاء أو غرباء خطرون” ، و ذلك كما أشار تقرير لمجلس أوروبا.

و قد حدث الشيء نفسه في كندا ، كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة ريرسون بعنوان “أزمة اللاجئين السوريين في وسائل الإعلام الكندية” ، والتي راقبت لمدة 9 أشهر كيف غطت أهم الصحف والمحطات التلفزيونية في البلاد أخبار وصول اللاجئين السوريين.
وأشارت إلى أن اللاجئين السوريين غالبًا ما يصورون على أنهم “ضعفاء ، يائسون ويحتاجون إلى الادخار”

وقالت الدراسة إن تخصيص مفهوم “الحاجة ” للاجئين مع التركيز على سخاء الكنديين ، بالإضافة إلى عدد قليل من المقابلات معهم ، يعكس كيف شاركت وسائل الإعلام الكندية في عملية “تفريق” اللاجئين السوريين.

فقد كانت المقالات تبين أن كندا ترحب باللاجئين و لكن غالباً ما ركزت على الحواجز الموجودة في طريق اللاجئين و التي تمنعهم من الحصول على التوطين مثل اللغة و الثقافة و غيرها.

و استجابة لأوجه النقص في وسائل الإعلام الأوروبية فقد أصدرت شبكة الصحافة الكندية خمس نقاط مهمة فيما يتعلق بالهجرة و هي:

– عدم التحيز.

– التعرف على القانون.

– التعامل بإنسانية.

– التحدث مع الجميع.

– عدم الكراهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!