هجرة ولجوء

أسباب انتقال الأمريكيين إلى كندا بنسبة متزايدة

شهدت كندا مرة أخرى ارتفاعا في الاهتمام بالهجرة من الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب إعلان دونالد ترامب اعتزامه الترشح لانتخابات عام 2024.

يمكن للمواطنين من الولايات المتحدة الانتقال إلى كندا والعمل فيها بسهولة نسبية، لا سيما بموجب اتفاقيات التجارة الحرة مثل CUSMA، بالنظر إلى ذلك، هل يهاجر المزيد من الأمريكيين إلى كندا، في أعقاب الاضطرابات السياسية؟

تأثير ترامب؟

من عام 2016 إلى عام 2021 (خلال معظم فترة ولاية ترامب)، زادت الهجرة إلى كندا من الولايات المتحدة بنحو 33 في المئة، وتعتبر هذه السنوات الخمس بمثابة فترة مرجعية رئيسية تعكس الاضطرابات السياسية الخطيرة في الولايات المتحدة، وتشكل معظم الفترة التي تولى فيها ترامب المنصب.

وكانت هذه السنوات الخمس أيضا فترة معروفة (بعد انتخاب دونالد ترامب) بأن موقع الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا (IRCC) قد تحمّل الكثير من حركة المرور من الولايات المتحدة لدرجة أنه تعطل بسبب التحميل الزائد على الخادم، وفي الواقع، كان الكثير من هذا الضغط نتيجة التقديم على تصاريح السفر الإلكترونية (eTAs) – وهي وثيقة السفر الضرورية لمواطني الولايات المتحدة لزيارة كندا – مما يشير إلى زيادة عدد الأمريكيين الذين كانوا يستعدون على الأقل لزيارة كندا في أعقاب الانتخابات الفيدرالية لعام 2016 الفيدرالي.

ومن هنا يبدو أن الأمريكيين يتطلعون بشكل متزايد إلى الانتقال إلى كندا بسبب ضغوط الاضطرابات السياسية، ومع ذلك، هل هناك أسباب أخرى؟

2015: عام التغيير

هناك تغيير مهم في نظام الهجرة الكندي، وهذا التغيير هو: نظام الدخول السريع Express Entry، ورغم أهمية هذا التغيير إلا أنه يمكن تجاهل تأثيره غالبا عند النظر في تأثير انتخاب ترامب على الهجرة الأمريكية إلى كندا.

Express Entry هو نظام من البرامج التي تشكل اليوم أحد مسارات الهجرة الاقتصادية الرئيسية في كندا للعمال الأجانب المهرة.

وقد قُدّمت برامج الدخول السريع Express Entry التي تتضمن (برنامج العمال المهرة الأجانب وبرنامج المهن الأجنبية وفئة الخبرة الكندية) في عام 2015، وترافقت بتدفقات هجرة محورية ساعدت في زيادة عدد الأجانب المهرة الذين يهاجرون إلى كندا كل عام.

ويُعد إدخال نظام Express Entry عاملا رئيسيا في تصاعد الهجرة من الولايات المتحدة، حيث أضافت كندا المزيد من المسارات للعمال المهرة للانتقال والاستقرار في البلاد.

ويساعد إدخال المزيد من المسارات الاقتصادية للهجرة في تفسير الزيادات في الهجرة من الولايات المتحدة إلى كندا، بين 2015-2020، ومع ذلك، لا يفسر لماذا لا يزال عشرات الآلاف من الناس يختارون الانتقال من الدولة الأولى في العالم إلى دولة أخرى، كل عام.

مواطنو الولايات المتحدة مقابل المقيمين

يكشف الجزء الأخير من اللغز عن نفسه بعد النظر بشكل أعمق في التركيبة السكانية لأولئك الذين ينتقلون إلى كندا من الولايات المتحدة: معظم أولئك الذين يهاجرون إلى كندا هم مقيمون مؤقتون في الولايات المتحدة – وليسوا مقيمين دائمين أو مواطنين.

فعلى عكس كندا، ليس لدى الولايات المتحدة مسارات اقتصادية موثوقة ومتسقة للهجرة، حتى في ظل الاعتبارات الاقتصادية، وعلى عكس البرامج الاقتصادية المعمول بها في كندا مثل برنامج الترشيح الإقليمي (PNP) وExpress Entry، فإن الولايات المتحدة (منذ عام 1990) تفسح المجال لـ 144 ألف مهاجر جديد فقط كل عام في إطار برنامج الهجرة الاقتصادية.

والأسوأ من ذلك، أن عائلة وأزواج هؤلاء المقيمين الدائمين الجدد (أو حاملي البطاقة الخضراء) مدرجون أيضا في 144 ألف مخصصا لتأشيرات الهجرة، مما يعني أن عدد الأشخاص الذين يتلقون هجرة اقتصادية في أي عام أقل بكثير من 144 ألف.

وفي ضوء هذه الحقيقة، يختار العديد من المقيمين الأمريكيين الهجرة إلى كندا، التي التزمت نسبيا باستقبال أكثر من 500 ألف مهاجر جديد سنويا (لا يشمل عائلاتهم الأوسع)، مع أهداف الهجرة المتجددة كل ثلاث سنوات تقريبا.

وعلى الرغم من أن تأثير الاضطرابات السياسية لا يمكن إنكاره على استمرار تزايد الهجرة من الولايات المتحدة، إلا أنه من المرجح أن يكون تزايد الهجرة نتاج تغييرات السياسة التي أجرتها كندا تجاه نظام الهجرة الخاص بها في عام 2015، وسياسة الهجرة الاقتصادية الأمريكية غير المتغيرة بشكل صارم، والتي أدت إلى هذه الزيادات في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!