عقارات

لماذا يتراجع سوق العقارات في كندا؟ إليك أهم الأسباب والتوقعات وتأثير ذلك عليك

شهد شهر نوفمبر من عام 2022 انخفاضا في مبيعات المنازل بنسبة 38.9 في المئة مقارنة بشهر نوفمبر 2021 وانخفاض مبيعات المنازل بنسبة 13 في المئة مقارنة بمتوسط 10 أعوام قبل انتشار الوباء، وفقا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن جمعية العقارات الكندية (CREA).

كما تنخفض قيمة المنازل المباعة مع استمرار انخفاض الطلب على المنازل.

ولكن ما الذي يدفع هذا الاتجاه التنازلي؟ ولماذا تنخفض قيمة العقارات؟ أدناه، سنشرح كيف تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على مبيعات المنازل، وسنوضح مدى انخفاض سوق العقارات على أساس سنوي، كما سنوضح كيف يمكن أن يؤثر ذلك عليك.

معدلات فائدة أعلى لمشتري المنازل

شهدت كندا مستويات مرتفعة من التضخم، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 6.9 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ولمكافحة هذا، نفذ البنك المركزي الكندي خطة التضييق الكمي المصممة لتقليل الإنفاق والاقتراض.

ويقوم البنك المركزي بذلك عن طريق زيادة سعر الفائدة المفروضة على البنوك، ونظرا لأن البنوك الخاصة تقترض الأموال من البنك المركزي، فإن ارتفاعات الأسعار هذه تنتقل إلى المستهلكين، مما يؤدي إلى:

  • ارتفاع معدلات الرهن العقاري
  • معدلات فائدة أعلى على قروض الأعمال الصغيرة
  • معدلات أعلى لبطاقات الائتمان

وأعلن بنك كندا في 7 ديسمبر أنه سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مسجلا بذلك رفع سعر الفائدة للمرة السابعة على التوالي في عام 2022، وقد أدى ذلك إلى زيادة سعر الفائدة من 3.75 في المئة إلى 4.25 في المئة.

وبالتالي، فقد استجابت البنوك والمقرضون لرفع سعر الفائدة بزيادة سعر الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 6.45 في المئة.

ويمثل معدل الفائدة، معدل الإقراض الأساسي الذي تستخدمه البنوك.

وفي حين أن معدلات الرهن العقاري قد تكون أعلى بالنسبة للمقترضين الأفراد، فإن أولئك الذين يتمتعون بائتمان وتمويل جيد (المقترضون الرئيسيون) يمكنهم توقع دفع معدل الفائدة عند التقدم بطلب للحصول على قرض عقاري.

فعندما تفكر في المبلغ الكبير المطلوب لشراء منزل، فإن 6.45 في المئة هي معدل فائدة مرتفع إلى حد ما.

وعلى سبيل المثال، بهذا المعدل، فإن قرض منزل بقيمة 500 ألف دولار سيكلفك فائدة تبلغ 32250 دولارا على مدار عام واحد، وفي حين أن المقترض يمكنه إعادة تمويل الرهن العقاري لاحقا عندما تكون المعدلات الأولية أقل، إلا أن الأمر سينتهي به بدفع الكثير من الفوائد مقدما.

وقد قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بشكل مطرد منذ مارس 2022، ويعتقد المحللون أن بنك كندا قد يواصل رفع أسعار الفائدة في أوائل عام 2023، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الرهن العقاري أكثر.

كل هذا يعني أن الكنديين ليسوا مضطرين على الحصول على رهن عقاري وشراء منزل، ونتيجة لذلك، يواصل الكثيرون استئجار أو البقاء في منازلهم الحالية حتى تنخفض أسعار الفائدة في نهاية المطاف.

وقد تسبب هذا في انخفاض الطلب على المنازل بشكل كبير مقارنة بأواخر عام 2021، ويوضح قانون العرض والطلب أن انخفاض الطلب يؤدي عادة إلى انخفاض الأسعار.

ما هو معدل انخفاض قيمة سوق العقارات في كندا؟

استنادا إلى التقارير والرسوم البيانية من جمعية العقارات الكندية، فقد انخفض متوسط سعر المنزل بنسبة 12 في المئة بين نوفمبر 2022 والشهر نفسه من العام الماضي.

تورنتو

شهدت منطقة تورنتو الكبرى انخفاضا بنسبة 49 في المئة في مبيعات المنازل في نوفمبر 2022 مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض أسعار المنازل السكنية بمعدل 5.5 في المئة من نوفمبر 2021.

فانكوفر

على الرغم من أن متوسط سعر المنزل ظل متشابها في فانكوفر، إلا أن منطقة فانكوفر الكبرى شهدت انخفاضا بنسبة 52.9 في المئة في مبيعات المنازل في نوفمبر 2022 مقارنة بشهر نوفمبر 2021، وانخفاضا بنسبة 10.2 في المئة في متوسط أسعار المنازل خلال الأشهر الستة الماضية.

أوتاوا

انخفض متوسط سعر المنازل في أوتاوا بنحو 5 في المئة على أساس سنوي، وشهدت مبيعات أقل بنسبة 42 في المئة في نوفمبر 2022.

كيف يمكن أن يؤثر انخفاض أسعار العقارات على الكنديين؟

يمكن أن يؤثر تراجع سوق العقارات على الكنديين بعدة طرق:

انخفاض الإنفاق على التشييد

نظرا لأن الكنديين يشترون عددا أقل من المنازل، يقوم المتعهدون بإيقاف بناء المنازل والشقق الجديدة مؤقتا، وهذا بدوره قد يؤدي إلى كساد سوق البناء، مما قد يؤثر سلبا على العمال وموردي المواد وشركات المقاولات الصغيرة التي تعتمد على سوق البناء.

من الأرخص شراء منزل

إذا كنت في السوق لشراء منزل، فإن الخبر السار هو أنه قد يكون شراء منزل أرخص، ففي حين أن أسعار الفائدة مرتفعة، فقد أدى انخفاض الطلب على المنازل إلى انخفاض الأسعار في العديد من الأسواق.

هل ستستمر العقارات في الانخفاض في عام 2023؟

إن مستقبل سوق العقارات الذي ينتقل إلى عام 2023 لا يزال غير واضح في هذه المرحلة، فإذا استمر بنك كندا في زيادة أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يظل سوق العقارات في حالة ركود، أما إذا تراجعت أسعار الفائدة، فقد يشهد سوق الإسكان انعكاسا طفيفا حيث يتلقى المقترضون شروط إقراض أكثر ملاءمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!