صحة

بكتيريا نادرة تأكل اللحم تزداد في مياه الولايات المتحدة.. فهل تصل إلى كندا؟

تتسلل بكتيريا نادرة ومميتة تأكل اللحم ببطء إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ويحذر بعض الخبراء من أنها قد تجد طريقها في النهاية إلى كندا إذا استمر تغير المناخ في تسخين محيطاتنا وبحيراتنا.

وعادة ما توجد بكتيريا Vibrio vulnificus في المناطق شبه الاستوائية، مثل ساحل الخليج (في ولايات مثل فلوريدا وتكساس)، والتي تعد موطنا للمياه الدافئة ذات المحتوى الملحي المنخفض، ولكن دراسة حديثة نُشرت في 23 مارس في مجلة Scientific Reports ذكرت أنه خلال العقود القليلة الماضية، كانت هناك زيادة في البكتيريا في المواقع الشمالية بالقرب من نيوجيرسي وديلاوير.

ووجدت الدراسة أن Vibrio vulnificus تتوسع شمالا بمعدل حوالي 48 كيلومترا في السنة.

وقال الباحثون في الدراسة إن إصابة البشر بالبكتيريا يمكن أن تتضاعف في الولايات المتحدة في غضون العشرين عاما القادمة، وقد تصل حتى إلى كندا في غضون 70 عاما.

ويعتبر Vibrio vulnificus أكثر مسببات الأمراض فتكا، فأنت بحاجة فقط إلى جرح صغير على الجلد أو حتى لدغة حشرة ويمكن أن تصاب بالعدوى من خلال التعرض للبكتيريا الموجودة في مياه البحر”.

وقالت Elizabeth Archer مؤلفة الدراسة الرئيسة: “يمكن أن تصاب الجروح الصغيرة بالعدوى ثم تتطور إلى التهاب اللفافة الناخر (المعروف أيضا باسم بكتيريا أكل اللحم)، وأوضحت أنه يمكن أن ينتشر بسرعة (في غضون أيام) وسيحتاج الناس إلى علاج مضاد للحيوية أو حتى إزالة جراحية للأنسجة لمنع انتشارها في مجرى الدم”.

وبيّنت الدراسة أن انتشار البكتيريا التي تهدد الحياة يرجع على الأرجح إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة مياه الساحل، حيث تؤثر زيادة درجة الحرارة على ملوحة الماء التي تفضلها البكتيريا.

وأكد Jason Tetro عالم الأحياء الدقيقة في إدمونتون والمتخصص في مسببات الأمراض الناشئة، أنه مع بدء ارتفاع درجة حرارة المياه الشمالية، فإن هذه البكتيريا ستجد موطنا لها في أماكن مثل نيويورك وبوسطن وحتى كندا.

وقال الباحثون إنه بحلول عام 2081 إلى 2100، فإنهم يتوقعون أن تصل البكتيريا إلى مناطق في نيويورك وتهاجر شمالا حتى نهر St. Lawrence في كندا.

لكن Archer أشارت إلى أن هذا “السيناريو الأسوأ غير المحتمل” يتعارض مع زيادة استخدام الطاقة النظيفة.

ما هو Vibrio vulnificus وكيف يمكن أن يؤثر على البشر؟

Vibrio vulnificus هي بكتيريا من نفس عائلة تلك التي تسبب الكوليرا ويمكن أن تسبب أيضا ما يُعرف عموما باسم عدوى أكل اللحم.

ورغم أن العدوى نادرة ولكنها قد تكون مهددة للحياة، ولكن وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يموت حوالي واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بهذا النوع من العدوى، أحيانا في غضون يوم أو يومين من الإصابة بالمرض.

وقال Tetro إنه إذا كنت تعاني من نقص المناعة بأي شكل من الأشكال، مثل كبار السن فوق سن السبعين، فيمكن أن يكون للبكتيريا قدرة أكبر على إصابتك بمرض شديد أو الوفاة.

ويمكن أن تحدث العدوى أيضا عندما يستهلك شخص ما سمكا نيئا أو غير مطبوخ جيدا.

ولا يوجد أي دليل على انتقال البكتيريا من شخص لآخر.

وعلى الرغم من أن عدد حالات الوفاة بسبب الإصابة بهذه البكتيريا لا يزال منخفضا (حوالي 100 شخص في الولايات المتحدة كل عام)، إلا أن Archer أكدت أنه مع توسع Vibrio vulnificus شمالا، فإنه سيصيب مناطق أكثر كثافة سكانية، مما يعني أن المزيد من الأشخاص قد يتعرضون للخطر في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!