لماذا يوجد في مونتريال سلالم خارجية؟ لمنع ارتكاب الخطايا؟ .. إليكم كل الأسباب
إذا كانت هناك ميزة معمارية بارزة يعرفها جميع سكان مونتريال ويحبونها أو يكرهونها، فهي سلالم المدينة الخارجية العديدة، وهذه السلالم هي إحدى رمز مونتريال.
السلالم الخارجية تُميّز مونتريال، وهي غير مرئية إلى حد كبير في أي مدينة أخرى في أمريكا الشمالية.
وقبل الخوض في عدد لا يحصى من الأسباب المحتملة لوجود سلالم خارجية في مونتريال، من المهم ملاحظة ومناقشة سمة معمارية أخرى للمدينة ترتبط ارتباطا جوهريا بها، وهي الشقق الطابقية plexes.
ويعرف أي شخص على دراية بخيارات المعيشة السكنية في مونتريال كيف أن نمط الشقق plexes هي أكثر أشكال المساكن شيوعا في مونتريال٬ ويميزها وجود سلّم خارجي يمتد من شقق الطابق الثاني إلى الشارع.
وفيما يلي أسباب تركيب السلالم الخارجية:
اختلاط الثقافات
أشار ديفيد حنا، أستاذ الجغرافيا في UQAM، إلى أن شكل الشقق plexes هو نوع من الاندماج الثقافي، ففي القرن التاسع عشر، جاء المهاجرون الأسكتلنديون إلى المدينة وجلبوا معهم نمط تكديس الشقق فوق بعضها البعض، وفي الوقت نفسه، جاء المستوطنون الكنديون الفرنسيون من الريف إلى المدينة واستخدموا السلالم الخارجية.
نقص مساحة البناء
عندما بدأت وحدات سكنية جديدة في الظهور في أوائل القرن العشرين، فرضت مدينة مونتريال بعض القوانين التي حدت من مقدار المسافة بين أساس المبنى والرصيف، وجاء ذلك لضمان عدم ازدحام الشوارع، ولكنه قلل من المساحة المتاحة للشقة السكنية، ولذلك، ومن أجل إخلاء بعض المساحة، تخلص البناة من السلالم الداخلية ووضعوها في الخارج بدلا من ذلك، وبالتالي توفير مساحة أكبر دون انتهاك أي لوائح بناء.
للحفاظ على مونتريال نظيفة
قد يكون أحد العوامل المحفزة للوائح البناء المذكورة أعلاه والذي يجبر المباني على أن تكون على مسافة معينة من الشارع هو مخاوف الصرف الصحي، فقد كان وضع الصرف الصحي في مونتريال سيئا للغاية في أوائل القرن العشرين لدرجة أن المدينة اعتُبرت “عارا صحيا على الحضارة”، وقد ربط Dinu Bumbaru، مدير التراث في مونتريال، مخاوف الصرف الصحي هذه بالقانون الداخلي الذي يجبر المباني على الابتعاد عن الشارع، مما أدى بعد ذلك إلى ممارسة تركيب سلالم خارجية من أجل توفير مساحة داخل كل شقة.
مالك البناء المُقتصد
قد يُعزى أحد الأسباب الحقيقية وراء العديد من سلالم مونتريال إلى رغبة المُلّاك في توفير المال، فمالكو المنازل مسؤولون عن تدفئة جميع “المناطق” للمبنى، والتي تمتد إلى السلالم، ولذلك، ومن أجل توفير بعض النقود، يفترض البعض أن المُلاك (أو البناة الأصليين) قاموا ببناء سلالم خارجية للتحايل على هذه التكلفة.
تدفق مهاجري الريف
شهدت مونتريال طفرة سكانية خطيرة خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبالضبط في الوقت الذي بدأت فيه السلالم الخارجية بالظهور، وكان العديد من الوافدين الجدد إلى المدينة من مناطق ريفية، وأرادوا الاحتفاظ بنفس “الإحساس” بمنازلهم الريفية في محيطهم الحضري الجديد، ومن أجل القيام بذلك، قاموا ببناء منازل لها مداخل خاصة بهم.
بسبب الكنيسة
هناك احتمال حقيقي للغاية أن الدين كان العامل الدافع وراء ممارسة البناء، فقد كان يُنظر إلى الدرج الخاص المغلق على أنه مكان يمكن أن تمارس به عدد من الخطايا، مثل علاقة حب بين رجل بريد وامرأة متزوجة، ولذلك، ومن أجل قمع الأعمال الخاطئة المحتملة، شجعت الكنيسة الكاثوليكية نمط السلالم الخارجية التي يمكن للجميع رؤيتها.
