كيبيك

دراسة: سكان كيبيك الناطقون باللغة الإنجليزية أكثر عرضة للفقر بمقدار الضعف

كيبيك، المعروفة بمزيج الثقافات ثنائي اللغة، تكشف عن انقسام اقتصادي، فبينما تتعايش اللغتان الإنجليزية والفرنسية في الحياة اليومية، إلا أن الوضع المالي لمتحدثيهما يحكي قصة مختلفة، حيث يواجه سكان كيبيك الناطقون باللغة الإنجليزية ضعف معدلات الفقر تقريبا مقارنة بجيرانهم الناطقين بالفرنسية، وفقا لدراسة جديدة، ويبدو التفاوت أكثر وضوحا بين الشباب.

الحديث عن الفوارق

تسلط  بيانات Provincial Employment Roundtable (PERT) الضوء على الخلل الاقتصادي، وتكشف عن بعض الإحصاءات المثيرة للقلق بناء على التعداد الكندي لعام 2021.

وبما أن عدد الناطقين باللغة الإنجليزية يبلغ أكثر من 1.2 مليون، وهو ما يمثل 14.9 في المئة من سكان كيبيك، فيجب أن يكون التمثيل الاقتصادي أكثر توازنا، ولكن هذا ليس هو الحال، حيث يواجه المجتمع الناطق باللغة الإنجليزية سلسلة من التحديات الاقتصادية.

وعلى وجه التحديد، يعيش 10 في المئة من المتحدثين باللغة الإنجليزية في فقر، أي ما يقرب من ضعف معدل الناطقين بالفرنسية البالغ 5.8 في المئة، كما أنهم يواجهون معدل بطالة يبلغ 10.9 في المئة مقارنة بالمتحدثين بالفرنسية (6.9 في المئة)، ويتخلف دخلهم المتوسط عن نظرائهم الناطقين بالفرنسية، مما يشير إلى فجوة اقتصادية أعمق، وتتجلى هذه التحديات بشكل أكبر بين الشباب الناطقين باللغة الإنجليزية: حيث يعيش ما يقرب من 16.8 في المئة (أكثر من 26 ألف فرد تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) في فقر.

حواجز تتجاوز اللغة

وجدت دراسة PERT أن هناك تحديات أخرى تتجاوز تحديات التواصل تظهر في بعض المجالات.

فعلى سبيل المثال، يعبر العديد من المتحدثين باللغة الإنجليزية في كيبيك عن صعوبات في الوصول إلى التدريب المهني بلغتهم، ففي حين تكثر برامج التدريب المهني الفرنسية، فإن ما يعادلها باللغة الإنجليزية نادر، مما يترك قسما من السكان محرومين من الخدمات وغير مستعدين لسوق العمل في المقاطعة.

ويبدو أن هناك تحيزا أيضا فيما يخص الخدمات الأساسية التي تشكل العمود الفقري للرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، مثل الإسكان والأمن الغذائي، وهذا من شأنه أن يعزز الفقر بالنسبة للسكان الناطقين باللغة الإنجليزية.

لا يوجد تكافؤ بين المناطق

تصبح الفروق الدقيقة في عدم المساواة الاقتصادية أكثر وضوحا عندما ننظر إليها على المستوى الإقليمي، حيث تقدم المناطق الحضرية في كيبيك، مثل مونتريال، تمثيلا لغويا متوازنا إلى حد ما، لكن القصة تأخذ منعطفا في المناطق الريفية والنائية.

ففي Gaspésie-Îles-de-la-Madeleine، على سبيل المثال، الاختلافات صارخة، ووفقا للتقرير، يواجه المتحدثون باللغة الإنجليزية في المنطقة معدل بطالة يبلغ 18.7 في المئة، أي ما يقرب من ضعف معدل البطالة بين أقرانهم الناطقين بالفرنسية، الذين يبلغ معدل البطالة لديهم 10.7 في المئة، وتشير هذه الفوارق الإقليمية إلى أن التحديات ليست لغوية فحسب، بل تتفاقم جغرافيا أيضا.

الحلول الممكنة

تتطلب معالجة اختلال التوازن المالي بين المجتمعات الإنجليزية والفرنسية استراتيجيات طويلة المدى لإحداث تغيير ذي معنى، وبالاستناد إلى دراسة PERT المتعمقة، إليك بعض التدابير المقترحة:

  • تعزيز المساعدات المالية: زيادة الدعم لأولئك الذين يقتربون من الفقر، حيث يجب التأكد من أن المتحدثين باللغة الإنجليزية والفرنسية يمكنهم الوصول إلى هذه المساعدات بالتساوي.
  • تعديل الحد الأدنى للأجور: تقترح الدراسة زيادة من 15.25 دولارا إلى 18.00 دولارا في الساعة، لمساعدة المزيد من الأفراد على إدارة نفقاتهم اليومية وتجنب الفقر.
  • تعزيز فرص التدريب: توسيع برامج التدريب، مع التركيز بشكل كبير على اكتساب اللغة الفرنسية لتزويد العمال بالمهارات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.
  • برامج الدعم المتخصصة: تطوير برامج متخصصة تلبي الاحتياجات الفريدة لمختلف شرائح المجتمع، من الشباب إلى مقدمي الرعاية.
  • شاب يدهس بسيارته 6 أشخاص في حديقة بمونتريال

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقاطعة كيبك مقاطعة فرنسية وسيتم التركيز في المستقبل اكثر على تكثيف وتنشيط فرنسيتها وهذا طبيعي خاصة في ظل انخفاض مستوى ودرجة التحدث باللغة الفرنسية في مختلف دول العالم والتركيز على اللغة الانكليزية **فاﻷفضل للمقيمين في كيبك والذين يتحدثوا اللغة الانكليزية تنشيط قدراتهم اللغوية الفرنسية باﻹعتماد على نفسهم وليس فقط على المناهج الحكومية خاصة انه في كندا تقدم مجانية** وذلك سيتفاقم وضعه خلال العقود القادمة )))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!