تشير دراسة جديدة إلى أن الحكومة الكندية من المحتمل أن تقلل بشدة من تكلفة المعيشة للطلاب الأجانب عند تقييم ما إذا كان بإمكانهم إعالة أنفسهم ماليا.
وفقا لدراسة حديثة أجراها بنك الطعام Daily Bread، والتي صدرت يوم الأربعاء، فإن نفقات المعيشة المقدرة في إدارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية المستخدمة أثناء عملية التقديم هي ما يقرب من نصف ما ينفقه الطالب في تورونتو عادة.
فعند التقدم بطلب للحصول على تصريح دراسة، يجب على الطالب الأجنبي المحتمل تقديم “دليل على الدعم المالي”، وهذا يعني أنه يجب عليهم أن يكونوا قادرين على إظهار قدرتهم على إعالة أنفسهم في كندا.
ويجب على المتقدمين حاليًا إثبات أن لديهم 10 آلاف دولار لدعم أنفسهم بالإضافة إلى الرسوم الدراسية، والتي تصل إلى 833 دولارا شهريا.
وإذا كان مقدم الطلب ينوي إحضار أحد أفراد العائلة معه، فيجب عليه أيضا إظهار مبلغ إضافي قدره 4000 دولار، أو 333 دولارا شهريا.
ويجب عليهم إظهار 3000 دولار، أو 255 دولارا شهريا عن كل فرد إضافي من أفراد الأسرة.
وقام بنك الطعام Daily Bread باستطلاع رأي 180 طالبا أجنبيا يترددون على أربعة بنوك طعام كبرى في تورونتو، ووجد أن هذه الأرقام لا تعكس على ما يبدو الحقائق التي يواجهها الطلاب.
وقال التقرير: “عند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن المبلغ الذي ينفقونه شهريا على المعيشة – باستثناء الرسوم الدراسية – أفادوا بمتوسط قدره 1517 دولارا، وهو ما يقرب من ضعف ما أعلنته حكومة كندا كتكلفة المعيشة”.
وأضاف: “عندما سئلوا عن كيفية مقارنة تجربتهم في كندا بما كانوا يتوقعونه، أشار المشاركون إلى أن كندا كانت أغلى بكثير مما كانوا يعتقدون، خاصة فيما يتعلق بالسكن والغذاء”.
وتابع الاستطلاع: “هذا ليس مفاجئا، نظرا لأنه في عام 2022، ارتفعت الإيجارات في تورونتو بنسبة 29 في المئة للشقق الشاغرة وكان تضخم المواد الغذائية عند 9.1 في المئة من يونيو 2022 إلى يونيو 2023”.
وأشار التقرير أيضا إلى أن الحكومة لم تقم بتحديث أرقام تكلفة المعيشة المقدرة للطلاب الأجانب منذ عام 2015.
وقال التقرير إنه رغم أن جميع الطلاب معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي، إلا أن ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب يجعلهم أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي ثلاث مرات من الطلاب المحليين.
ويبلغ متوسط الرسوم الدراسية للطلاب الجامعيين المحليين في أونتاريو 7920 دولارا، بينما يبلغ متوسط الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب 40525 دولارا.
ودفع الطالب الجامعي المحلي في كندا ما متوسطه 6872 دولارا ودفع الطالب الأجنبي العادي 35836 دولارا.
وأشار التقرير أيضا إلى أن الطلاب واجهوا صعوبة في العثور على سكن آمن وبأسعار معقولة.
وجاء في التقرير: “قد يكون أصحاب العقارات أقل رغبة في تأجير العقارات للطلاب الأجانب لأنهم لا يملكون درجة ائتمانية كندية، أو بسبب وجود تمييز ضد طلاب ما بعد المرحلة الثانوية بشكل عام في سوق الإسكان”.
وأضاف أن العديد من المشاركين وجدوا صعوبة أكبر من المتوقع في العثور على وظيفة، حيث يتقاضى غالبية الطلاب – 61 في المئة – ما يتراوح بين 15.50 دولارا (الحد الأدنى للأجور) و18.50 دولارا في الساعة، وقال حوالي 17 في المئة إنهم يحصلون على أقل من الحد الأدنى للأجور.
ويوصي التقرير بمراجعة وتحديث المتطلبات المتعلقة بالمبلغ المالي الذي سيحتاجه الطلاب لتغطية النفقات الشهرية وزيادة عدد الساعات التي يمكن للطلاب الأجانب العمل بها خارج الحرم الجامعي بشكل دائم.
ودعا الجامعات والكليات إلى تعزيز الدعم للسكن داخل الحرم الجامعي والتوظيف داخل الحرم الجامعي للطلاب الأجانب، وجعل وسائل النقل العام أرخص للطلاب.