ترودو يتعرض لانتقادات حادة بعد دعوته إسرائيل إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” في غزة
واجه رئيس الوزراء جاستن ترودو انتقادات الأربعاء من القادة اليهود بعد أن أدلى بتصريحات اعتبرت انتقادا مفرطا لإسرائيل في حربها على غزة.
قال ترودو إن “العالم يراقب” بينما تواصل إسرائيل حملتها لتدمير حـمـاس.
وأضاف ترودو: “إننا نستمع إلى شهادات الأطباء وأفراد الأسر والناجين والأطفال الذين فقدوا آباءهم، والعالم كله يشهد هذا، ويجب أن يتوقف قتل النساء والأطفال والرضع”.
ورغم أن رئيس الوزراء لم يدعو صراحة إلى وقف إطلاق النار، فإنه قال إن “العنف يجب أن يتوقف بشكل عاجل” حتى يتمكن الفلسطينيون من الحصول على الخدمات الطبية والغذاء والوقود والمياه.
وقد قاومت الحكومة الفيدرالية الليبرالية الضغوط للدعوة إلى وقف إطلاق النار في الصراع – وهي الضغوط التي جاءت من الحزب الديمقراطي الجديد، والكتلة الكيبيكية، والمجتمعات العربية والمسلمة والفلسطينية ونوابها في البرلمان.
وأكدت الحكومة أن لإسرائيل الحق في حماية نفسها ضد جماعة عنيفة ومعادية للسامية مثل حـمـاس.
وعملت كندا باستمرار على دعم إسرائيل في عمليات التصويت في الأمم المتحدة، بما في ذلك التصويت الأخير الذي كان يهدف إلى إدانة إسرائيل لسماحها ببناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية.
وكانت كندا واحدة من سبع دول فقط (الدول الأخرى هي المجر وإسرائيل وجزر مارشال وولايات ميكرونيزيا الموحدة وناورو والولايات المتحدة) التي صوتت ضد القرار.
ولكن تعليقات ترودو يوم الثلاثاء فسرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنها توبيخ قوي غير ضروري لجهود بلاده الحربية.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يحمل علامة ترودو، زعم نتنياهو أن إسرائيل ليست هي التي “تستهدف المدنيين عمدا، بل حـمـاس التي قطعت رؤوس وأحرقت وذبحت المدنيين في أسوأ الفظائع التي ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة”.
وزعم نتنياهو أن إسرائيل توفر للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحاصرة ممرات إنسانية ومناطق آمنة، وزعم أن حـمـاس منعتهم من المغادرة تحت تهديد السلاح.
وقال مايكل ليفيت، النائب الليبرالي السابق الذي يشغل الآن منصب الرئيس والمدير التنفيذي لمركز أصدقاء سيمون فيزنثال، وهي مجموعة حقوقية يهودية، إن “اتهامات ترودو المتهورة ضد إسرائيل مثيرة للقلق العميق”.
وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “كلماته، التي تكذب الحقائق على الأرض في الحرب بين دولة ديمقراطية وجماعة إرهـابـيـة ترتكب إبادة جماعية، ربما كان المقصود منها إيصال رسالة إلى الخارج”.
وأكد ليفيت أن تعليقات ترودو لديها “القدرة على تأجيج نيران كراهية اليهود التي نواجهها”.
وقال ليفيت، في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، إن “لهجة” رئيس الوزراء القوية كانت الجانب الأكثر إشكالية في تعليقاته.
وأضاف ليفيت أن تصريحات ترودو “تجاوزت الحدود من حيث الوضوح الأخلاقي”.
وأكد أنه كان ينبغي على ترودو إظهار المزيد من الدعم لصديق وحليف ديمقراطي مثل إسرائيل في معركة ضارية مع ما وصفها بجماعة إرهـابـيـة.
وبصفته نائبا سابقا في حكومة ترودو، قال ليفيت إنه يشعر “بخيبة الأمل” من الطريقة التي تصرف بها ترودو.
وقال مايكل موستين، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة بناي بريث كندا، إن المجتمع “منزعج للغاية” من كيفية تأطير ترودو للأنشطة الإسرائيلية في غزة.
ومثل ليفيت، قال موستين إن “لهجة” ترودو كانت مزعجة بشكل خاص للبعض في المجتمع اليهودي.
وأوضح أن تصريح ترودو بأن “حتى الحروب لها قواعد” يشير إلى أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي.