بعد شهرين من الحرب.. طبيب فلسطيني في كندا وابن ناشطة إسرائيلية يتحدان في الدعوة للسلام

قد تكون العدوان الإسرائيلي على غزة بعيدا عن كندا، لكن الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش يعيشها كل يوم في منزله في تورنتو.
قال أبو العيش: “(حياتي) كلها تعاني”.
وأكد الطبيب الكندي الفلسطيني، الذي أنهكه الدمار الذي حل بمجتمعه وفقدان أفراد عائلته أنه “يتوقع الأسوأ”.
وتابع أبو العيش: “كل صباح عندما أحمل هاتفي المحمول، أتوقع أن يحدث شيء ما لإخوتي أو أخواتي، ولا يتعلق الأمر فقط بأقاربي المقربين، بل يتعلق بأهلي هناك الذين نشأت معهم”.
وكان أبو العيش قد ولد ونشأ في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، وأصبح أول طبيب فلسطيني يحصل على منصب موظف في مستشفى إسرائيلي، حيث كان يعمل على تعزيز المساواة.
وباعتباره من دعاة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كرّس أبو العيش حياته للشفاء واستخدام الصحة كوسيلة للمصالحة.
ولكن لم تنقذه أي من جهوده من المأساة، ففي عام 2009، فقد ثلاث بنات وابنة أخته عندما ضربت غارة إسرائيلية منزله في غزة ــ كما قُتل أكثر من 20 فردا من عائلته الممتدة في العدوان الإسرائيلي الأخير.
ومع ذلك، لا يزال الطبيب والمؤلف والأستاذ متمسكا بقيمه ويحاول العيش بدون كراهية.
وقال: “لست مكسورا أو مهزوما أو مصابا بمرض مدمر يسمى الكراهية، فأنا أقوى وأكثر تصميما، وسأواصل المضي قدما ولن أسمح لكل التحديات أن تؤثر علي، بل على العكس”.
ولطالما دعا المرشح لجائزة نوبل للسلام إلى عدم الانتقام، لكنه يدعو المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهد.
وأضاف أبو العيش: “حياة الفلسطينيين مهمة مثل حياة الإسرائيليين، وحرية الفلسطينيين مهمة مثل حرية الإسرائيليين، ولا توجد طريقة أخرى سوى الاعتراف بحقوق الجميع، وهذا ما يؤدي إلى ما نسميه السلام”.
ومن ناحية أخرى، قال Yonatan Zeigen خلال مقابلة من تل أبيب: “الناس في النهاية متماثلون، وكلنا نريد الأمن والرفاهية”.
وكانت قد قُتلت Vivian Silver والدة Zeigen، في الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة، وكانت Silver ناشطة سلام كرست جهودها لسد الانقسامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي وقت يعاني من حزن شخصي كبير، يجد القوة في نشر رسالة والدته.
وقال Zeigen: “الانقسام والغضب لا يؤديان إلا إلى المزيد من الألم، ونحن بحاجة إلى التركيز على أوجه التشابه بيننا، وحقيقة أن لدينا جميعا مصلحة مشتركة، وأن نضع طاقاتنا في حل صراعاتنا بدلا من تعميقها”.
الابن الذي فقد أمه، والأب الذي فقد بناته، متحدون في الحزن والدعوة للتغيير.
وأضاف Zeigen “آمل أن تكون هذه الكارثة، وموت والدتي وجميع الأشخاص الآخرين في إسرائيل وغزة، بمثابة دعوة للاستيقاظ لنا في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم، وأن الحرب لا تجلب سوى الموت والألم ونحن بحاجة إلى التغيير”.
وكطبيب، ينظر أبو العيش إلى معالجة الصراع بنفس الطريقة التي يعالج بها المريض.
وقال “إن أول شيء هو وقف إراقة الدماء وتحقيق الاستقرار للمريض ومن ثم التعامل مع السبب الجذري للمشكلة”.
وبالنسبة لهذين الرجلين، اللذين يعيشان في عالمين منفصلين، فإن أملهما العميق هو أن يشارك المزيد من الناس رسالة الإنسانية والمساواة هذه على الطريق إلى السلام.