كل مكالمة هي بمثابة وداع.. مقيم كندي يكشف عن مشاعره أثناء اتصاله مع عائلته في غزة
أفاد عمر منصور أن كل مكالمة هاتفية يجريها مع عائلته في قطاع غزة قد تكون الأخيرة.
لذا، خلال تلك الدقائق القليلة التي يتمكن فيها من التحدث مع والديه وأخيه وأخواته، يتأكد المقيم في فانكوفر من إخبارهم بأنه يحبهم.
وقال “أنا أسألهم عن حالهم، ولكن في الغالب يكون الوداع”.
وأضاف “أنا أشكرهم على ما فعلوه من أجلي، لأنها قد تكون المكالمة الأخيرة، آخر مرة أسمع فيها صوتهم”.
وأوضح أن خمسة من أبناء عمومته قتلوا على يد القناصة الإسرائيليين خلال الأسبوع الماضي عندما ذهبوا للبحث عن الطعام والماء.
وقال منصور إن عائلته تلجأ إلى مدرسة تديرها الأمم المتحدة بالقرب من مدينة غزة.
وأضاف أن الأسرة تخشى أن تتعرض المدرسة للقصف في أي وقت.
وأشار منصور، وهو مقيم دائم وصل إلى كندا في عام 2014، إلى أنه خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا، سارت العائلة إلى منزلها في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
ووصف شقيقه، فراس عمر، البالغ من العمر 23 عاما، لمنصور المشاهد التي شاهدوها أثناء تنقلهم بين أكوام الحجارة التي كانت في السابق منازل ومستشفيات ومدارس ومحلات تجارية، وأضاف أنهم رأوا أمهات يبحثن عن أطفالهن تحت قذائف الهاون، ويصطفون في طوابير للحصول على الماء والطعام، وكانت رائحة الجثث الكريهة تملأ أنوفهن.
وقال إن منزل عائلة منصور أصبح الآن تحت الأنقاض، واستخدم أفراد الأسرة أيديهم للحفر بين الأنقاض وعثروا على بعض الوثائق التي قاموا بتخزينها في صندوق الأمانات، وبعض علب الطعام التي نجت من القصف.
وأكد أن عائلته حصلت على فرصة للاستحمام لأول مرة منذ 7 أكتوبر أثناء وقف إطلاق النار، وأنه لا توجد مياه لغسل ملابسهم وليس لديهم أي فكرة متى يمكنهم الاستحمام بعد ذلك.
وأضاف أنه منذ انتهاء وقف إطلاق النار في الأول من ديسمبر، واستئناف القصف، كانت الأسرة تأكل بضع ملاعق من الطعام المعلب وتحاول أن تجعله يدوم لأطول فترة ممكنة.
وبيّن أن إحدى شقيقاته، ربا، وأطفالها في “وضع المجاعة” في جنوب غزة.
كما أن إحدى شقيقاته الأخريات، دينا، التي لديها طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر، تتواجد مع والدي منصور، وتلجأ إلى المدرسة.
وقال إن والدته، سناء عمر، وهي في الستينات من عمرها وتحتاج إلى الدواء، لم تر طبيبا منذ بدء الحرب.
