كيبيك

تصاعد التوترات بين سكان مونتريال والمشردين.. فهل من الممكن أن يتعايشوا معا؟

إن ملجأ المشردين المثير للجدل والذي يقع على بعد خطوات من مدرسة ابتدائية في حي Saint-Henri في مونتريال يسلط الضوء على المشاكل المتعلقة بالتعايش الاجتماعي في مجتمعات متعددة في جميع أنحاء المدينة.

لقد أثار ملجأ Maison Benoît Labre غضب الآباء والسكان المحليين، الذين يقولون إن المنشأة كانت تضر بسمعة الحي المزدحم والمتنوع منذ افتتاحه في أبريل عبر الشارع من سوق Atwater.

ويقولون إنهم شهدوا تعاطي المخدرات علانية والسلوك العدواني والسلوك الجنسي من قبل مرتادي مركز الرعاية النهاري، بما في ذلك عندما يكون الأطفال في الجوار، ويحد الباب الخلفي للمركز حديقة تستخدمها مدرسة Victor-Rousselot الابتدائية.

وفي الأسبوع الماضي، وافقت حكومة كيبيك على طلب مونتريال بنقل بعض الخدمات النهارية المقدمة في الملجأ “إلى موقع أكثر ملاءمة”، بعد أشهر من دفاع المدينة عن المنشأة.

إذن ما الذي يجعل الحي مكانا “مناسبا” لإقامة مركز لمساعدة السكان المعرضين للخطر الذين يتعاملون مع التشرد المزمن أو الإدمان؟ وهل يمكن لسكان تلك الأحياء – والأشخاص الذين يستخدمون ذلك المركز – أن يتعايشوا بسلام؟

الطريق الصحيح، والمكان الصحيح

أشار سام واتس، الرئيس التنفيذي لبعثة Welcome Hall في مونتريال في حي Saint-Henri، إلى أنه يتفهم مخاوف الآباء بشأن الملجأ، وأوضح أن التعايش بين المشردين والسكان المجاورين يمكن أن يتم بنجاح، لكنه يتوقف على عوامل متعددة.

وقال: “ما نحتاج إلى القيام به في جميع مرافقنا هو التأكد من تقديم الخدمة الصحيحة بالطريقة الصحيحة، من قبل الأشخاص المناسبين، في المكان المناسب”.

ويشمل ذلك إدارة المرافق من قبل أشخاص مؤهلين مهنيا، ويؤكد على أن إدارة تلك المرافق بطرق تعزز علاقات الجيران الطيبة، مثل التواصل المفتوح مع السكان، أمر أساسي.

وأضاف واتس “عندما يحدث حادث، تأكد من الخروج والتحدث إلى الناس وإدارة الموقف”، مشيرا إلى ملجأ Maison du Père للرجال في شارع René-Lévesque كمثال جيد على ذلك، “إذا تركت الأمور تسير ببساطة، فسوف تتطور الأمور، ويمكن أن تذهب في الاتجاه الخاطئ”.

وفي الشهر الماضي، ردا على تفاقم وضع التشرد وارتفاع الشكاوى من السكان بالقرب من مركز المشردين، أعلنت المدينة أنها ستعقد مشاورات عامة للحصول على مدخلات حول كيفية التعايش السلمي.

وأوضح أن أحد الأهداف الرئيسية سيكون تحديد أفضل الممارسات والمبادرات لدعم الأشخاص الضعفاء وتعزيز التعايش الاجتماعي عند إنشاء موارد وخدمات جديدة، وخاصة في المناطق التي لم تعتد على هذا الواقع.

وقالت Marie-Andrée Painchaud-Mathieu، منسقة القطاعات المجتمعية في مونتريال (RIOCM)، إنه لكي يكون التعايش ناجحا، يجب تلبية احتياجات الأشخاص الضعفاء الأساسية، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وقبل كل شيء، السكن.

وقد أعلنت مونتريال يوم الأربعاء أنها تخطط لبناء 60 وحدة سكنية نموذجية بحلول مارس 2025 لتوفير سكن مؤقت لسكان مونتريال المشردين الذين ينتظرون السكن الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن مواقع الوحدات لم يتم تحديدها بعد، فإن القبول الاجتماعي يشكل مصدر قلق بالفعل، حيث وعدت المدينة بإجراء مناقشات مع السكان لضمان دمج المشروع بسلاسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!