هل يخفض بنك كندا أسعار الفائدة غدا الأربعاء؟ وما تأثير بنك الاحتياطي الفيدرالي على القرار؟
من المتوقع على نطاق واسع أن يقدم بنك كندا خفضا ثالثا على التوالي لأسعار الفائدة يوم الأربعاء مع استمرار تباطؤ التضخم على جانبي الحدود بين كندا والولايات المتحدة.
كما تدعو الأسواق بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لبدء دورة تخفيف خاصة به في وقت لاحق من هذا الشهر، وهي الخطوة التي يقول خبراء الاقتصاد إنها ستساعد في إعداد نظيره الكندي لمزيد من تخفيضات الأسعار القادمة.
ويتوقع ديريك هولت، نائب الرئيس ورئيس اقتصاد سوق رأس المال في سكوشا بنك، أن يقدم كل من بنك كندا وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في سبتمبر.
ومن المقرر أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قراره التالي بشأن أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، بعد أسبوعين من بنك كندا.
وفي حين أن البنك المركزي الكندي قد دخل بالفعل في دورة تخفيف بمقدار 50 نقطة أساس، فإن نظيره الأمريكي يحاول اللحاق بالركب.
واستمر التضخم في التباطؤ بالنسبة للكنديين وسط نمو اقتصادي معتدل لمعظم عام 2024، مما سمح لبنك كندا بالبدء في تخفيف سعر الفائدة القياسي من مستويات مرتفعة في يونيو، ولكن المخاوف من أن التضخم قد يرتفع مرة أخرى خفت حدتها بسبب تقرير الوظائف المتشائم بشكل خاص في الولايات المتحدة في يوليو، مما عزز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يحتاج أيضا إلى البدء في خفض أسعار الفائدة قريبا.
وأكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في أواخر أغسطس أن “الوقت قد حان” للتحول في السياسة النقدية الذي طال انتظاره.
كيف يمكن أن يؤثر بنك الاحتياطي الفيدرالي على بنك كندا؟
لا بد أن هذه التصريحات كانت مطمئنة لمحافظ بنك كندا تيف ماكليم، الذي كان بجانب باول في مؤتمر السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأشار هولت إلى أنه على الرغم من شروع البنك المركزي الكندي في دورة خفض أسعار الفائدة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، فمن المرجح أن يكون لدى ماكليم مسار محدود أمامه.
ويقول: “أعتقد أن المشكلة بالنسبة لكندا هي أننا في نهاية المطاف نحتاج إلى أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة بنفسه، وإلا، فسنصل إلى نقطة مبكرة حيث من المحتمل أن يتوقف تخفيف بنك كندا في مساره”.
ولكن ماكليم أكد أنه وزملاؤه يحددون السياسة النقدية لكندا، وليس للولايات المتحدة، وأنه يركز على السياق الكندي عند اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة.
ولكن سعر الصرف بين الدولار الكندي والدولار الأميركي يتأثر بشدة بأسعار الفائدة على جانبي الحدود، وقد يؤدي التباعد الأكبر بين الأسعار إلى الإضرار بالدولار الكندي مقارنة بالدولار الأميركي، حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أفضل في الدولار الأميركي.
وإذا تعرض سعر الصرف لضربة شديدة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة الواردات الأميركية للشركات الكندية ــ وهي الظاهرة التي قد تؤدي إلى تغذية التضخم.
ويقول هولت: “أعلم أن المحافظ يقول إنه ليس منزعجا كثيرا بشأن العملة، ولكن هناك حدود لهذا المنطق، وإذا استمر في خفض أسعار الفائدة بقوة مع بقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحياد، فربما يصبح الدولار الكندي أكثر ضعفا”.
إلى أين يقود مسار أسعار الفائدة لبنك كندا؟
أفاد هولت أنه على الرغم من مسار خفض أسعار الفائدة، إلا أنه غير مقتنع بأن مخاطر التضخم قد اختفت تماما بالنسبة لبنك كندا.
فمع الانتخابات الفيدرالية في كندا المقرر إجراؤها حاليا في موعد لا يتجاوز أكتوبر 2025 وتأخر الليبراليين بقيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو في استطلاعات الرأي، يرى هولت خطرا يتمثل في قيام الحكومة الحالية بزيادة الإنفاق في محاولة لكسب الأصوات، مما يؤدي إلى تأجيج التضخم كأثر جانبي.
كما يشير إلى مخاوف سلسلة التوريد المتجددة المرتبطة بإضراب الموانئ الوشيك في الولايات المتحدة، فضلا عن توقف السكك الحديدية الأخير في كندا، كمخاطر محتملة لتوقعات التضخم.
وعلى الرغم من الإجماع شبه الكامل بين خبراء الاقتصاد ومراقبي السوق على أن مسار أسعار الفائدة في كندا هو الانخفاض، يحذر هولت من عدم توقع تحركات مبالغ فيها من جانب بنك كندا، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يستمر في خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.