“حالة من عدم اليقين السياسي”.. الحكومة الكندية في خطر بعد انسحاب شريك ترودو
مزق شريك رئيس الوزراء جاستن ترودو في التحالف البرلماني اتفاقية لدعم حكومته الليبرالية، مما دفع كندا إلى حالة من عدم اليقين السياسي ورفع فرصة إجراء انتخابات مبكرة.
أعلن جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد ذو الميول اليسارية، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء إنه أنهى اتفاقية عام 2022 مع ترودو لدعم الحزب الليبرالي.
وقال على منصة إكس: “أخطرت رئيس الوزراء اليوم بأنني مزقت اتفاقية الإمداد والثقة”.
ويعني إعلان زعيم الحزب الديمقراطي الجديد أن ترودو لم يعد بإمكانه قيادة الأغلبية تلقائيا في البرلمان الكندي المكون من 338 عضوا، مما يجعله عرضة للتصويت بحجب الثقة الذي قد ينهي تسع سنوات من سلطة الليبراليين في كندا.
وقد سعى ترودو إلى تجاهل التهديد يوم الأربعاء.
وقال للصحفيين “ستأتي الانتخابات في العام المقبل، ونأمل ألا تجرى قبل الخريف المقبل، لأنه في غضون ذلك، سنعمل على تقديم خدماتنا للكنديين”.
وفي حين سيقرر أعضاء الحزب الديمقراطي الجديد البالغ عددهم 24 عضوا ما إذا كانوا سيدعمون الليبراليين، فإن هذه الخطوة لا تؤدي تلقائيا إلى انتخابات مبكرة أو تصويت بحجب الثقة.
ومع ذلك، فإنها ستعمق الشكوك حول مستقبل ترودو، الذي واجه دعوات لإنهاء حكمه كزعيم ليبرالي في الوقت الذي يستعد فيه حزبه للانتخابات الفيدرالية التي يجب أن تُعقد بحلول أكتوبر 2025، ويحكم الليبراليون كندا منذ عام 2015.
وقد انخفضت شعبية ترودو بشكل حاد في الأشهر الأخيرة وسط أزمة تكلفة المعيشة الناجمة عن ارتفاع أسعار الإسكان والتضخم الواسع النطاق، ويوم الأربعاء، خفض بنك كندا أسعار الفائدة للمرة الثالثة منذ يونيو.
ووصف سينغ الانتخابات المقبلة بأنها “معركة من أجل الطبقة المتوسطة” وحذر من أن ترودو على وشك الخسارة أمام حزب المحافظين وزعيمه بيير بوالييفر، الذي تقدم بفارق 17 نقطة في استطلاعات الرأي.
وبينما انتقد سينغ ترودو، حذر الناخبين أيضا من حكومة المحافظين.
وقال: “لقد خذل الليبراليون الناس، وهم لا يستحقون فرصة أخرى، ولكن هناك معركة أكبر تنتظرنا، تتمثل بالتهديد الذي يشكله بيير بوالييفر”.
وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان الفيدرالي الكندي منقسم بين أربعة أحزاب، حيث يشغل الليبراليون 154 مقعدا، والمحافظون 119 مقعدا، وكتلة كيبيك، ثالث أكبر حزب، 32 مقعدا، أما الحزب الديمقراطي الجديد الذي يمتلك 24 مقعدا فيحتل المرتبة الرابعة.
وقد استخدم الحزب الديمقراطي الجديد هذا الترتيب لدفع أولوياته الرئيسية، مثل خطة رعاية الأسنان الوطنية، في حين تم تمرير مشروع قانون لخفض تكاليف الأدوية في مجلس العموم ويجري مراجعته في مجلس الشيوخ.
وقال ترودو بعد إعلان سينغ إنه يأمل أن “يظل الحزب الديمقراطي الجديد يركز على كيفية تقديم الخدمات للكنديين، كما فعلنا على مدى السنوات الماضية، بدلا من التركيز على السياسة”.
ووصف بوالييفر، الذي كتب إلى سينغ الأسبوع الماضي يحثه على الانسحاب من الاتفاقية مع الليبراليين، يوم الأربعاء إعلان زعيم الحزب الديمقراطي الجديد بأنه “حيلة إعلامية”.