زوجان يفقدان وضع اللجوء في كندا بعد أن تعرضا للاحتيال من قبل محام مزيف
عندما ناضلت صوفيا وجو للعثور على محامٍ ميسور التكلفة لمساعدتهما في طلب الإقامة الدائمة، أوصى الأصدقاء الذين التقيا بهم في ملجأ اللاجئين الحكومي في مونتريال بمستشار قانوني يمكنه مساعدتهما بسعر زهيد.
جاءت صوفيا طالبة الهندسة البالغة من العمر 26 عاما، وجو بائع الماشية وعامل البناء البالغ من العمر 25 عاما، إلى مونتريال من المكسيك للهروب من الفساد المرتبط بالعصابات على أمل مستقبل أكثر أمانا لطفلهما الذي لم يولد بعد.
وكانت صوفيا حاملا في شهرها السادس عندما وصلا في يناير 2024 .
وأطلق المحامي على نفسه اسم إدواردو سانتوس ولم يتقاضى سوى 470 دولارا لمساعدة المهاجرين الجدد في ملء بيان مطالباتهم.
وأثناء الاجتماع، أظهر لهم سانتوس على جهاز الكمبيوتر الخاص به أنه كان يقدم أوراقهم، وقالت صوفيا: “لم يكن لدينا أي معرفة بالإجراءات القانونية”، وبالإضافة إلى ذلك، فإن معرفتهم الضئيلة باللغتين الإنجليزية والفرنسية جعلت من المستحيل تقريبا التنقل في النظام القانوني بمفردهم، ولم يعرفا أن عليهم إعداد دليل لجلسة الاستماع.
ولكن في 7 أكتوبر، تلقى الزوجان خطابا يفيد بأنهما فاتتهما جلسة المحكمة لشرح سبب عدم تقديم طلب اللجوء، ولقد فقدوا تأشيرتهم الكندية، إلى جانب حقهم في الرعاية الصحية.
وتعد قضية صوفيا وجو واحدة من بين مئات المهاجرين الجدد الذين يقعون ضحية لعمليات احتيال المحامين المزيفين.
وقال جو: “كان هناك ست عائلات أخرى في المكتب في ذلك اليوم وحده”، ولاحظوا كومة من حوالي 50 نموذج طلب لجوء آخر على مكتب سانتوس.
وتجنب سانتوس رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات بعد تلقيهم خطاب المحكمة، لذلك حاولوا تعقبه في مكتبه في شارع روزلين، وكان المكتب خاليا.
وقالت ماريس بواسون من Welcome Collective، وهي منظمة مساعدة للاجئين: “إذا قدمت طلب لجوء (غير مكتمل) أو غير متسق أو مترجم بشكل سيئ، فقد تُرفض كلاجئ بسبب ذلك وتفقد الوصول إلى الحماية”، وأوضحت بواسون أن منظمة Welcome Collective ساعدت في خمس حالات مماثلة هذا العام وحده، مقارنة بعدم وجود أي حالة في العام الماضي.
كابوس المستشفى
أصبحت صوفيا حاملا مرة أخرى بعد ولادة طفلها الأول، لكنها لم تتمكن من إجراء الفحوصات الطبية للحمل التي كان من المفترض أن تبدأ في الأسبوع الخامس عشر لأنها فقدت الوصول إلى الرعاية الصحية.
وعندما أصيبت بنزيف الحيض في الأول من ديسمبر، ذهبت إلى غرفة الطوارئ في مستشفى مونتريال، وأجرى لها الطاقم الطبي فحصا بالموجات فوق الصوتية ولم يروا الطفل، وأخبروها بالعودة في اليوم التالي.
وفي وقت لاحق من تلك الليلة، بدأت تنزف بشدة، وبعد أن فقدت وعيها مؤقتا، اتصلت بسيارة إسعاف ونُقلت إلى مستشفى آخر، وقام الطاقم الطبي بتوصيلها بسائل وريدي، لكنها تقول عندما رأوا أن تأمينها الصحي غير صالح، قاموا بفصلها وغادروا.
واستمرت في النزيف والقيء، بمفردها، لأكثر من ساعة قبل أن تتصل بزوجها للمساعدة، وعندما وصل، قال الزوجان إن الموظفين أخبروه أنهم لن يساعدوا زوجته إلا إذا كان بإمكانه دفع 700 دولار نقدا مقدما، ودفع جو وعولجت صوفيا، لكن الجنين توفي.
ودفعت هذه المأساة الزوجين إلى طلب المساعدة من Welcome Collective لإعادة فتح ملف اللجوء الخاص بهم، لكن بواسون تقول إن إعادة فتح هذه الطلبات بعد انتهاء صلاحيتها “صعب جدا”.