مع اقتراب موعد الانتخابات.. تكلفة المعيشة تهيمن على أولويات الناخبين الكنديين
اقترب موعد الانتخابات الفيدرالية في كندا، ويستعد المواطنون للتوجه إلى صناديق الاقتراع العام المقبل.
ولا تزال قضايا تكلفة المعيشة تهمين على قائمة أولويات الكنديين، بحسب استطلاع جديد أجرته شركة Ipsos لصالح Global News.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، التي نُشرت يوم الجمعة، أن واحدا من كل أربعة مشاركين حدد التضخم وتكلفة المعيشة كأولوية قصوى في كندا اليوم، بزيادة قدرها خمس نقاط مئوية عن العام الماضي.
كما احتلت الرعاية الصحية المرتبة الثانية بنسبة 17% (بزيادة ثلاث نقاط مئوية عن العام الماضي)، لكن القضايا الاقتصادية المرتبطة بالمواطنين هيمنت على باقي القائمة، وجاءت قضايا توفر الإسكان وأسعاره بنسبة 14% في المرتبة الثالثة، تليها قضايا الهجرة بنسبة 7%، ثم الاقتصاد والبطالة بنسبة مماثلة، وتراوحت قضايا الضرائب والفقر وعدم المساواة الاجتماعية والدين الحكومي عند 5%.
وشمل الاستطلاع، الذي أُجري بين 6 و10 ديسمبر، أكثر من 1000 كندي تزيد أعمارهم عن 18 عاما عبر الإنترنت.
وعلى الرغم من أن التضخم بدا مستقرا نسبيا في عام 2024 مع خفض بنك كندا لسعر الفائدة الأساسي بشكل سريع منذ منتصف العام، فإن هذا التحسن جاء بعد سنوات من الارتفاع السريع في تكلفة المعيشة.
من جانبه، قال شون سيمبسون، نائب الرئيس الأول في Ipsos Global Affairs، إن آثار التضخم لا تزال محسوسة.
كما أكد سيمبسون أن الأجيال الشابة تواجه صعوبات كبيرة مع اقتراب عام 2025، فهؤلاء غالبا ما يفتقرون إلى معاشات تقاعدية، ويعانون في إيجاد وظائف، أو يواجهون صعوبات في دخول سوق الإسكان.
وأوضح أن قلق الكنديين بشأن القدرة على تحمل التكاليف أكثر حدة مقارنة بدول أخرى، حيث تحتل كندا المرتبة الخامسة عالميا للسنة الثانية على التوالي فيما يتعلق بالقلق حول القدرة على تحمل التكاليف.
وكشف الاستطلاع عن زيادة في تصنيف قضايا الهجرة إلى المرتبة الرابعة، مما يشير إلى قلق متزايد بشأن كيفية تأثير النمو السكاني السريع على مشكلات توفر الإسكان.
وقال سيمبسون إن “إزاحة الرعاية الصحية إلى المرتبة الثانية أمر لافت للنظر.. ففي السنوات العادية، تصدرت الرعاية الصحية القائمة بسبب مخاوف مثل أوقات انتظار الطوارئ وجودة الخدمات”.
ومع اقتراب الانتخابات الفيدرالية المقررة للعام المقبل واحتمالية إجرائها في وقت مبكر من الربيع، أظهر الاستطلاع أن زعيم حزب المحافظين بيير بوليفر يُعتبر الأكثر كفاءة في التعامل مع قضايا التضخم وتكلفة المعيشة، وحظي بدعم لقيادة ملفات الإسكان والاقتصاد والضرائب والهجرة.
في المقابل، رأى المشاركون أن سينغ هو الأقدر على معالجة قضايا الرعاية الصحية والفقر وعدم المساواة الاجتماعية، بينما تصدرت زعيمة حزب الخضر إليزابيث ماي قائمة المرشحين الأكثر كفاءة لمعالجة تغير المناخ.
لكن ترودو وزعيم كتلة كيبيك، إيف فرانسوا بلانشيت، لم يُصنفا كأفضل خيار لمعالجة أي من القضايا ذات الأولوية لدى الناخبين.
وذكر سيمبسون أن الناخبين يشعرون بأن ترودو ركز على قضايا خاطئة خلال السنوات الأخيرة، فالمخاوف المتعلقة بتغير المناخ، التي كانت محور الانتخابات الفيدرالية لعام 2019، تراجعت بشكل كبير عن أولويات الناخبين، بينما تصدرت القضايا المعيشية.
وأوضح: “إذا كنت تكافح لتوفير الطعام على المائدة أو لإيجاد مأوى لأطفالك، فمن الطبيعي أن يتراجع تغير المناخ إلى أسفل قائمة الأولويات”.
وبينما يقدم المحافظون ضرائب أقل كحل لقضايا القدرة على تحمل التكاليف، فإن مبادرات الليبراليين مثل إعفاء ضريبة السلع والخدمات لمدة شهرين لم تنجح في استعادة الدعم الشعبي، حيث اعتبرها الناخبون مجرد حلول مؤقتة بدلا من معالجة جذرية ومستدامة.
اقرأ أيضا:
- الولايات المتحدة تشهد ارتفاعا في حالات السعال الديكي.. فماذا عن كندا؟
- خمسة أسباب وراء ارتفاع أسعار المساكن في كندا بنسبة 10% في عام 2025