خبراء: مزاعم الهند بشأن تهريب الطلاب عبر الحدود الكندية الأمريكية تكشف عن استغلال هائل لنظام الهجرة
كشفت تحقيقات أجرتها السلطات الهندية حول تورط عشرات الكليات والجامعات الكندية في مخطط لتهريب الطلاب عبر الحدود بين كندا والولايات المتحدة عن المدى الهائل الذي يمكن به استغلال الثغرات في نظام الهجرة، وفقا لما قاله بعض الخبراء.
من جانبه قال المحامي المتخصص في شؤون الهجرة، راج شارما، لـ CBC: “إذا كانت الادعاءات صحيحة، فإنها تكشف عن فجوات صادمة في بروتوكولات نزاهتنا، الأمر يثير القلق العميق ويشير إلى تهريب بشري واسع النطاق”.
وأعلنت مديرية إنفاذ القانون الهندية في بيان أنها اكتشفت أدلة على عمليات تهريب بشر تشمل كيانين في مومباي، بعد التحقيق في الصلة الهندية بعائلة باتيل التي تجمدت حتى الموت أثناء محاولة عبور الحدود من مانيتوبا إلى مينيسوتا خلال ظروف الطقس الباردة في يناير 2022.
وأظهرت التحقيقات أن نحو 25 ألف طالب يتم إحالتهم سنويا بواسطة أحد الكيانين، وأكثر من 10 آلاف بواسطة الآخر، للدراسة في كليات خارج الهند.
وتشمل العملية تقديم تسهيلات للطلاب للحصول على قبول في كليات وجامعات كندية وتقديم طلبات للحصول على تأشيرات دراسية، لكن بمجرد وصولهم إلى كندا، يعبر الطلاب الحدود إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، مع تحويل الرسوم المدفوعة للمدارس الكندية إلى حسابات الأفراد المتورطين، وفقا لمديرية الإنفاذ الهندية.
وأضافت المديرية أن حوالي 112 كلية كندية أبرمت اتفاقيات مع أحد الكيانين، وأكثر من 150 كلية مع الآخر، ولم تحدد السلطات الهندية أسماء الكليات الكندية المعنية، ولم تُثبت الادعاءات في المحكمة.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الكندية الملكية (RCMP)، كاميل بويلي لافوا، إن الشرطة تواصلت مع السلطات الهندية عبر ضباط الشرطة الدولية للحصول على مزيد من المعلومات بشأن التحقيقات.
كما أكدت وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) أنها ركزت منذ عام 2023 على تعزيز نزاهة برنامج الطلاب الدوليين، مضيفة أنها وضعت سقفا لأعداد الطلاب المقبولين في المؤسسات التعليمية المعتمدة (DLIs)، وألزمت المؤسسات التعليمية بالتحقق من جميع خطابات القبول، وفرضت عواقب على تلك التي تفشل في الامتثال لقواعد البرنامج.
من جهته، قال كيلي ساندبرغ، الضابط السابق في وكالة خدمات الحدود الكندية وأستاذ علم الجريمة بجامعة Mount Royal: “النظام يفتقر إلى الرقابة ويُستغل من قبل مجرمين عبر الحدود”، مضيفا: “هذا النوع من الاحتيال واستغلال نظام الهجرة لدينا كان يحدث منذ فترة طويلة”.
وأوضح ساندبرغ أن كندا تفتقر إلى التكنولوجيا والموارد البشرية لفحص المستندات والأفراد بشكل فعال، بينما تستخدم الولايات المتحدة تقنيات بيومترية مثل التعرف على الوجه وبصمات الأصابع منذ أكثر من عقد لتقليل الاحتيال.
وقال كين زيفمان، محامٍ متخصص في الهجرة مقيم في وينيبيغ، إن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات التعليمية التي فشلت في الرقابة، لافتا إلى أن بعض الكليات والجامعات كانت تعتمد بشكل مفرط على الطلاب الدوليين لتمويل برامجها.
وأردف قائلا: “كان ينبغي أن تدرك المؤسسات أن هناك مشكلة في استقدام الطلاب الدوليين، لكنها استمرت في تعيين وكلاء خارجيين دون رقابة على أنشطتهم”.
اقرأ أيضا:
- فريق ترامب لم يلتزم بعد بالتخلي عن تهديد التعريفات الجمركية بعد اجتماع مع وزراء حكومة ترودو
- أفضل 10 وظائف ذات دخل مرتفع وضغط منخفض في عام 2025