تحذير من ظروف هبوط خطيرة في مطارات كندا
أطلق برودي لين، الذي كان في رحلة جوية العام الماضي من فانكوفر إلى Kamloops على متن طائرة صغيرة من طراز “Dash 8” تحمل 70 راكبا، تحذيرا بعد تجربة مرعبة.
وأثناء الرحلة، هوت الطائرة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى اصطدام بعض الركاب غير المثبتين جيدا بسقف الطائرة، بينما سادت أجواء من الذعر، لجأ البعض إلى الصلاة، فيما أطلق آخرون صرخات الخوف.
من جانبه، قال لين، وهو موظف سابق في شركة Nav Canada، في تقرير داخلي حول الحادث الذي وقع في 9 أبريل 2023: “شعرنا وكأننا داخل غسالة ملابس، وازداد الأمر سوءا كلما اقتربنا من المدرج بمسافة كيلومتر واحد”.
وألغى الطيار الهبوط، وأعلن أنه ليس لديه ما يكفي من الوقود لمحاولة هبوط آخر، وعاد إلى فانكوفر، وعن الرحلة العائدة، وصف لين المشهد بقوله: “كانت الرحلة مضطربة للغاية”.
كما يعتقد لين، وهو تقني إلكترونيات، أن ما يُعرف بـ”رياح القص على ارتفاع منخفض” – وهو تغير مفاجئ في اتجاه الرياح أو سرعتها على ارتفاعات منخفضة – لعب دورا كبيرا في الحادث، موضحا أن المطارات الكندية تفتقر إلى أجهزة متقدمة مستخدمة في بعض المطارات الأمريكية الكبرى، قادرة على اكتشاف هذه الظاهرة وتحذير الطيارين في الوقت الفعلي.
في الوقت نفسه، حذر جون غراديك، أستاذ إدارة الطيران في جامعة McGill: “اعتقد سيحدث حادث قبل اتخاذ خطوات جدية، فلا أعتقد أننا سنفعل أي شيء قبل ذلك”.
وأظهر البحث في “يوتيوب” عن “هبوطات بسبب رياح القص” مشاهد مخيفة لطائرات تتأرجح كألعاب أطفال بفعل قوى غير مرئية، وتعليقا على ذلك قال دوغ موريس، طيار كبير وأستاذ الأرصاد الجوية للطيران بجامعة فلوريدا للتكنولوجيا: “رياح القص يمكنها إسقاط طائرة”، وحث المطارات الكندية على اعتماد أنظمة إنذار عن هذه الرياح.
وكانت السلطات الكندية قد فتحت تحقيقا في رياح القص بعد حادثة طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية التي كانت تقل 297 راكبا و12 من أفراد الطاقم، وانحرفت عن المدرج أثناء عاصفة شديدة في مطار بيرسون الدولي في تورنتو يوم 2 أغسطس 2005.
وقالت هيئة سلامة النقل الكندية في تقريرها الصادر عام 2007 إن الطائرة “لم تتمكن من التوقف على المدرج وانتهى بها الأمر في وادٍ حيث اشتعلت النيران بها”. وعلى الرغم من إصابة 12 شخصا بجروح خطيرة، تم إجلاء الجميع قبل أن تصل النيران إلى منافذ الطوارئ.
وأوصت الهيئة آنذاك بوضع معايير واضحة لتحديد حالات الطقس التي يُحظر فيها الهبوط.
كما قال غراديك إن توصيات تحسين الكشف عن أحوال الطقس الاضطرابية تجاهلتها وزارة النقل الكندية.
ويرى غراديك أن السبب الحقيقي وراء مقاومة تبني أنظمة إنذار “رياح القص” في المطارات الكندية هو التكلفة الباهظة التي قد تصل إلى ملايين الدولارات لكل مطار.
من جهته، قال هشام أيون، المتحدث باسم وزارة النقل الكندية، إن الوزارة أثارت القضية في منظمة الطيران المدني الدولي منذ عام 2010، لكنها واجهت اتفاقا عاما بأن أي معيار يتعلق بالطيران في ظل ظروف الطقس الاضطرابية يتطلب تعاونا دوليا نظرا لتأثيره التشغيلي المحتمل.
وفي الوقت الحالي، تُترك مسؤولية سلامة الطائرات لتقدير مراقبي الحركة الجوية والطيارين، وفقا لأيون، الذي أوضح أن المراقبين الجويين يمكنهم “تقييد حركة الطائرات بسبب الظروف الجوية، لكن القرار النهائي للهبوط أو الاقتراب من المدرج يعود للطيار”.
اقرأ أيضا:
- هل تتقن العربية؟ إليك كيف تحصل على وظيفة في جهاز الاستخبارات الكندي والمبلغ الذي يمكن أن تكسبه
- كندا: سوق الإسكان يستعد للتعافي عام 2025 وأسعار الفائدة المنخفضة تطلق العنان للطلب المكبوت