مع الرسوم الجمركية على الصين والتوترات التجارية مع أمريكا.. ما الذي قد يصبح أكثر تكلفة في كندا عام 2025؟
مع استمرار التوترات التجارية بين كندا والصين والولايات المتحدة، يتوقع الخبراء أن تشهد بعض السلع ارتفاعا في الأسعار العام المقبل، بما في ذلك الألواح الشمسية، والسيارات، والمنتجات الإلكترونية.
وفي البيان الاقتصادي الذي صدر يوم 16 ديسمبر، أعلنت الحكومة الكندية نيتها فرض تعريفات جمركية على بعض المنتجات المستوردة من الصين، بما في ذلك المنتجات الشمسية والمعادن الأساسية، بداية العام المقبل.
والسلع المتأثرة بذلك هي الألواح الشمسية، والبطاريات، ومكونات إلكترونية أساسية.
وقال إيجي دوماجالسكي، الرئيس التنفيذي لشركة Wajax Corporation، التي توفر المعدات والأجزاء والخدمات للصناعات الكندية: “من المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية على المنتجات الشمسية والمعادن الأساسية من الصين إلى زيادة تكلفة الألواح الشمسية والبطاريات في الأمد القريب، بسبب الاعتماد على المكونات والمواد المستوردة”.
وقد تلجأ الشركات الصينية لاستخدام مراكز تصدير في جنوب شرق آسيا لتجنب الرسوم.
كما قال إيريك جونسون، كبير الاقتصاديين في BMO Capital Markets، إن هذه الطريقة شائعة في التجارة العالمية، حيث تستخدم الصين مراكز في جنوب شرق آسيا لإعادة تصدير منتجاتها.
وفي عام 2026، تعتزم كندا توسيع تعريفاتها الجمركية لتشمل أشباه الموصلات التي تُستخدم في الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، والسيارات، والإلكترونيات.
بالإضافة إلى المغناطيسات الدائمة والجرافيت الطبيعي وهي من المواد الأساسية في السيارات الكهربائية، والمضخات الصناعية، والتوربينات الهوائية.
ونتيجة لذلك، قد ترتفع أسعار السيارات الكهربائية بسبب اعتمادها الكبير على أشباه الموصلات والمكونات المغناطيسية، وقد يتأثر قطاع الإنشاءات بسبب زيادة تكاليف المعدات الصناعية والبنية التحتية للطاقة المتجددة، وفقا للخبراء.
كما قال دوماجالسكي إن التعريفات الجمركية على المغناطيسات الصينية قد يكون لها تأثير على قطاع البناء في كندا، مما قد يعني المزيد من تأخيرات البناء في مشاريع البنية التحتية الكبيرة.
وأضاف: “تلعب المغناطيسات الدائمة دورا حاسما في المحركات الكهربائية الثقيلة والمضخات الصناعية وطواحين الهواء، ويمكن أن تؤدي التعريفات الجمركية على هذه المواد إلى زيادة تكاليف المعدات الصناعية والبنية التحتية للطاقة المتجددة، مما قد يؤدي إلى تأخير المشاريع أو جعلها أكثر تكلفة”.
العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة
بعد فوزه بفترة رئاسية ثانية، هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات بنسبة 25% على جميع السلع المستوردة من كندا.
وقال جونسون إن هذه الخطوة تمثل تهديدا خطيرا للاقتصاد الكندي، حيث تمثل صادرات السلع إلى الولايات المتحدة حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي الكندي.
كما ذكر: “الشيء الأكثر ضررا الذي يمكن أن يحدث للعلاقة التجارية الكندية هو فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على السلع الكندية المتجهة إلى الولايات المتحدة”.
ورغم أهمية العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة، أشار البيان الاقتصادي الكندي إلى أن كندا مستعدة لاعتماد مبدأ “المعاملة بالمثل” في سياستها التجارية الدولية.
وإذا فرضت كندا تعريفات مضادة على الولايات المتحدة، فقد تتأثر القطاعات مثل التصنيع والإنشاءات وإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى زيادات كبيرة في الأسعار النهائية للمستهلكين، وفقا لدوماجالسكي.
وقال جونسون إنه إذا فرضت كندا رسوما جمركية انتقامية على الولايات المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأكد: “قد يكون لها تأثيرات أوسع على توقعات التضخم”.