استقالة جاستن ترودو من رئاسة حكومة كندا: ما تريد معرفته عن سقوط “رئيس الوزراء الوسيم”
أعلن رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، اليوم الاثنين، عن استقالته في تصريح عاطفي أنهى مسيرة سياسية استمرت أكثر من ثماني سنوات.
ويأتي هذا الإعلان قبل أيام قليلة من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وقال ترودو: “أخبرت أطفالي الليلة الماضية على العشاء بالقرار الذي أشاركه معكم اليوم.. أعتزم الاستقالة من منصب زعيم الحزب ورئيس الوزراء”.
كما أعلن عن تعليق البرلمان حتى 24 مارس، بينما يختار حزبه الليبرالي زعيما جديدا.
تجدر الإشارة إلى أن ترودو، البالغ من العمر 53 عاما، واجه تراجعا حادا في شعبيته خلال السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة، لا سيما الغذاء والإسكان، وزيادة أعداد المهاجرين.
وتعرض أيضا لضغوط داخلية وخارجية، خاصة مع انتقادات ترامب المستمرة التي وصلت إلى حد اقتراح أن تصبح كندا “الولاية الحادية والخمسين” للولايات المتحدة.
وجاء قرار الاستقالة بعد أسابيع من الضغوط من زملائه في الحزب، في ظل انقسام حاد حول كيفية التعامل مع إدارة ترامب في ولايته الثانية.
وخلال تصريحاته أمام مقر إقامته في Rideau Cottage بأوتاوا، أشار ترودو إلى أنه “مقاتل” وتحدث عن مدى صعوبة اتخاذه قرار التنحي.
وقال ترودو: “سأظل دائما مدفوعا بما هو في مصلحة الكنديين، والحقيقة هي أنه على الرغم من بذل قصارى جهدي للعمل من خلاله، فقد أصيب البرلمان بالشلل لعدة أشهر”.
كما كشف أن أسفه الوحيد هو أن الانتخابات لم تتغير في كندا، وقال: “أتمنى لو تمكنا من تغيير الطريقة التي ننتخب بها حكوماتنا في هذا البلد حتى يتمكن الكنديون ببساطة من اختيار خيار ثانٍ، أو خيار ثالث في نفس الاقتراع”.
وسيظل ترودو في السلطة حتى يختار حزبه زعيما جديدا.
وخدم الأب لثلاثة أطفال كرئيس للوزراء منذ نوفمبر 2015 وأقام في Rideau Cottage مع عائلته، وأعلن هو وزوجته صوفي في أغسطس 2023 انفصالهما.
وبينما كان يستعد للإعلان التاريخي يوم الاثنين، نشرت زوجته السابقة على إنستغرام عن رحلة تزلج في منتزه Gatineau الكندي.
وقال ترامب لمذيع الراديو المحافظ هيو هيويت صباح يوم الاثنين، قبل أن تصبح استقالة ترودو رسمية، إنه سيكون “جيدا جدا” إذا تولى زعيم حزب المحافظين بيير بواليفر منصب رئيس وزراء كندا في وقت لاحق من هذا العام.
وأكد: “ستكون وجهات نظرنا أكثر توافقا بالتأكيد”، لكنه أضاف: “لسنا بحاجة إلى أي شيء من كندا”.
وعلى الرغم من أن الحزب الليبرالي كان قد حدد اجتماعا طارئا لمناقشة الانقسامات المتزايدة داخله يوم الأربعاء، جاء إعلان ترودو عن استقالته قبل هذا الاجتماع.
واستقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي ووزيرة المالية، كريستيا فريلاند، قبل أسابيع، لافتة إلى خلافات حول طريقة تعامل ترودو مع مقترحات ترامب بفرض رسوم جمركية.
وأكد ترودو أنه سيظل في منصبه حتى اختيار زعيم جديد للحزب قبل الانتخابات العامة المقررة في خريف هذا العام، والتي تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز المحافظين فيها بقيادة بيير بواليفر.
وفي بيان أصدره، حذر بوليفر الكنديين من الوقوع في فخ تغيير الوجوه داخل الحزب الليبرالي، وقال: “كل نائب ليبرالي وكل مرشح للقيادة دعموا كل ما فعله ترودو على مدار تسع سنوات.. الآن يحاولون خداع الناخبين عن طريق استبدال وجه ليبرالي بآخر”.
كما أشاد بواليفر بترامب في استقالة ترودو وقال إنه وغيره من غير الراضين عن القيادة “مرتاحون” للإعلان يوم الاثنين.
وخلال ولايته، كان ترودو رمزا للسياسات الليبرالية، لكنه واجه انتقادات لقراراته المتعلقة بالهجرة والسياسة الاقتصادية، واعترف في أكتوبر الماضي بأن زيادة عدد المقيمين الدائمين خلال السنوات الأربع الأخيرة شكلت ضغطا كبيرا على سوق الإسكان.
ورغم مواقفه السابقة التي تفاخرت بقدرة كندا على استقبال المهاجرين، اتخذ ترودو خطوة لتقليص عدد المهاجرين، مما أثار انتقادات من الحلفاء والخصوم على حد سواء.
وشهدت العلاقة بين ترودو وترامب توترا، حيث أعلن ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك في حالة عدم معالجة أزمة الهجرة والمخدرات.
اقرأ أيضا:
- جاستن ترودو.. هذا هو إرثه وأبرز المحطات في مسيرته السياسية
- الدولار الكندي يرتفع بعد استقالة ترودو.. ويصل إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع