أخبار

الليبراليون قد يُواجهون هزيمة ساحقة في الانتخابات المقبلة.. لماذا يرغب أحد في قيادتهم؟

عندما أعلن رئيس حكومة أونتاريو السابق دالتون ماكجينتي استقالته في عام 2012، تساءل كثيرون عمّن سيرشح نفسه لقيادة الحزب الليبرالي الإقليمي، ولماذا يرغب أي شخص في قيادة حزب يبدو أن مستقبله قاتم في ذلك الوقت؟

قالت كاثلين وين، التي خلفت ماكجينتي كزعيمة للحزب ورئيسة للحكومة، لـ CBC: “اتخذتُ قرار الترشح لقيادة الحزب في هذا السباق، وكنت أتوقع تماما أنني لن أفوز، بل كنت أعتقد أيضا أننا في طريقنا لخسارة الانتخابات المقبلة”.

ومنحت هذه التجربة وين فهما عميقا لما قد يرغب أي شخص قيادة الحزب الليبرالي الفيدرالي بعد استقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو، رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب قد يتعرض لهزيمة كبرى في الانتخابات المقبلة.

وفي حين أن وين فازت في انتخابات عام 2014، فإنها تعرف جيدا ما يعنيه الانهيار السياسي، إذ تعرض حزبها لهزيمة ساحقة في انتخابات 2018، ولم يحصل الليبراليون إلا على سبعة مقاعد فقط في المجلس التشريعي.

كما قالت وين: “إذا كنت تتوقع الهزيمة، فإنك تكون مستعدا لإعادة البناء، وتحديد مكامن الخلل والعمل على حل المشكلات، لأنك تؤمن بالمشروع وتؤمن بالأشخاص.. يجب أن يكون لديك شغف داخلي لتحمل هذه المسؤولية”.

وبحسب تعقب استطلاعات الرأي الذي أجرته شبكة CBC، فإن المحافظين سيفوزون بأغلبية ساحقة إذا أُجريت الانتخابات اليوم، بينما يواجه الليبراليون خطر السقوط إلى المركز الثالث خلف حزب كتلة كيبيك، أو ربما حتى المركز الرابع خلف الحزب الديمقراطي الجديد من حيث عدد المقاعد.

وأشارت استطلاعات أخرى إلى أن الوضع قد يكون أسوأ بكثير، إذ قد يفقد الليبراليون صفتهم كحزب رسمي إذا لم يتمكنوا من الفوز بـ 12 مقعدا في مجلس العموم.

وتعتقد لورا ستيفنسون، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ويسترن، أن الزعيم المقبل للحزب الليبرالي قد يرى المهمة كجزء من لعبة طويلة الأمد.

وقالت: “قد يفكر الشخص في الأمر كالتالي: سأبدأ ببناء قاعدتي الآن، ولن أتوقع الفوز في هذه الانتخابات، لكنني آمل بالفوز في الانتخابات التالية”.

كما ذكرت : “الأمر يعتمد على مدى التزام الشخص بالخدمة العامة وما هي أهدافه طويلة المدى”.

ورغم الأزمة التي يواجهها الحزب، لا يبدو أن هناك نقصا في المرشحين المحتملين لقيادة الليبراليين، ومن بين الأسماء المطروحة، كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، ومارك كارني، المستشار الاقتصادي والمحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، وكريستي كلارك، رئيسة حكومة بريتش كولومبيا السابقة، وكارينا جولد، زعيمة الحكومة في مجلس العموم.

وقالت لوري تورنبول، أستاذة العلوم السياسية في جامعة دالهوزي، إن العديد من السياسيين كانوا ينتظرون تنحي ترودو، رغم أن تأخره في اتخاذ هذا القرار جعل وضع الحزب أكثر سوءا.

وأشارت تورنبول إلى أن جولد، التي تبلغ من العمر 37 عاما، قد تكون مرشحة مثالية، إذ لديها الوقت والطاقة للقيام بإعادة بناء طويلة الأمد.

مع ذلك، تثير تورنبول تساؤلات حول ما إذا كان قادة بارزون مثل مارك كارني أو كريستيا فريلاند سيخاطرون بالانضمام إلى حزب قد يتراجع إلى المركز الثالث أو حتى الرابع.

وقالت: “كارني شخصية بارزة عالميا، لماذا يقبل بقيادة حزب في المركز الثالث؟.. الأمر ذاته ينطبق على فريلاند، التي شغلت مناصب بارزة في الحكومة”.

لكن تورنبول أشارت إلى أن الطموح الشخصي والإيمان بالقدرة على تحدي التوقعات يمكن أن يدفع بعض القادة إلى اتخاذ هذه الخطوة.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!