أخبار

هل تستطيع الولايات المتحدة حقا أن تجعل من كندا الولاية رقم 51؟ إليكم رأي الخبراء

لقد أثار الحديث عن تحول كندا إلى الولاية الأمريكية رقم 51 سؤالا وجوديا على هذا الجانب من الحدود: هل يمكن أن يتم ذلك؟ هل يمكن أن تفسح ورقة القيقب المجال للعلم الأمريكي؟ وفقا للعديد من الخبراء، قد يكون ذلك ممكنا، ولكن ليس من دون ألم.

يقول آدم تشابنيك، أستاذ دراسات الدفاع في كلية القوات المسلحة الكندية في أونتاريو: “إذا أراد الأمريكيون غزونا عسكريا، فأعتقد ذلك، وإلا، فلن يحدث ذلك حقا وبالتأكيد ليس في الفترة الزمنية التي يعتقد الرئيس المنتخب أن الأمر سيستغرقها حدوث ذلك”.

وهناك العديد من الحواجز التي من شأنها أن تبطئ أو توقف تفكيك أطول حدود غير محمية في العالم، ومن بينها العمليات الدستورية الطويلة على الجانبين.

ما الذي يجب أن يحدث؟

إذا تحققت خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لاستخدام القوة الاقتصادية لإرغام كندا على الانضمام إلى الولايات المتحدة، فسوف تحتاج كندا إلى التفكك بشكل أساسي، وأشار الخبراء إلى أن هذا يتطلب الاستعانة بتعديل دستوري يتطلب موافقة مجلس العموم ومجلس الشيوخ وكل مقاطعة.

ويقول تشابنيك: “”وحتى مع كل هذا، فإنك تجد الأمم الأصلية، وحتى لو تورطت في تفكيك هذا الاتحاد، فلا يوجد ما يضمن رغبتها في الانضمام إلى الولايات المتحدة”.

وبالإضافة إلى ذلك، قد تكون العمليات محفوفة بالمخاطر في الولايات المتحدة نفسها، ومن شأن الضم أن يؤدي إلى تصويت في كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ.

وأضاف تشابنيك: “لا أعتقد أن معظم الجمهوريين يريدون أن تصبح كندا الولاية رقم 51، فبناء على تعداد سكاننا البالغ أربعين مليون نسمة، سنحصل على نفس عدد المقاعد تقريبا مثل كاليفورنيا، ومن الممكن أن تذهب العديد من هذه المقاعد إلى الديمقراطيين”.

وأوضح فريدريك بيرارد، وهو محام وأستاذ في جامعة مونتريال، أن هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الأمريكيين يرغبون في ضم كندا إلى صفوفهم ــ بما في ذلك مواردها، مثل المياه والكهرباء ــ ومن المرجح أن يكون من المستحيل أن تتوصل كندا إلى إجماع وتصوت لصالح الانضمام إلى الولايات المتحدة.

ويقول إن كندا سوف تحتاج إلى النظر في القوانين الدولية إذا قرر ترامب التحرك عسكريا، ولكن خياراتها قد تكون محدودة، فالولايات المتحدة عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولم توقع على الاعتراف بمحكمة جرائم الحرب.

وأضاف بيرارد: “ربما يكون الأمر مسألة دبلوماسية.. هل يمكننا أن نتصور أننا نستطيع أن ندافع عن قضيتنا أمام أوروبا، حتى تتمكن من تقديم يد المساعدة؟ أو أمام مجموعة الدول السبع؟”.

وأفاد شابنيك أنه سيكون “من السخف” أن يلجأ الأمريكيون إلى العمل العسكري ضد حليف موثوق به، يتقاسمون معه المعلومات الاستخباراتية.

وأردف قائلا “إنها ليست حتى شيئا نخطط له، ومن السخافة أن يفكر أي شخص في القيام بذلك، ولحسن الحظ، أوضح ترامب أنه لن يستخدم القوة الفعلية”.

تكتيك التفاوض

يعتقد بعض الخبراء الآخرين أيضا أنها تكتيك تفاوضي، وأن ترامب يعرف أن إثارة هذه القضية من شأنها أن تثير رد فعل يأمل أن يمزق نسيج كندا.

ويقول المحلل السياسي المخضرم جون باريزيلا، مؤلف الكتب والمقالات عن السياسة الأمريكية: “لا ينبغي لكندا أن تصاب بالذعر الآن، ويجب على حكام المقاطعات والأقاليم أن يجتمعوا، وعليهم أن يجدوا أرضية مشتركة ويقرروا ما هو في مصلحتنا ككنديين، وعدم التركيز كثيرا على القضايا المصممة لإثارة الغضب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!