أخبار

أهم 10 أسباب تجعل من المستحيل أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة

في الآونة الأخيرة، طرح الرئيس المنتخب دونالد ترامب فكرة أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة، ويروج لها إيلون ماسك.

أعلن ترامب أنه يخطط لاستخدام “القوة الاقتصادية” ضد كندا، بدءا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25%، مستشهدا بها كمثال.

ولكن، هل هناك أي جدوى عملية أو أساس لانضمام كندا إلى الولايات المتحدة؟

هذه الفكرة بعيدة كل البعد عن التطبيق العملي وهي في الأساس أجندة سياسية بلا أساس جوهري.

دعونا نتعمق في الأسباب التي تجعل ضم كندا إلى الولايات المتحدة مستحيلا ولماذا هذه الفكرة غير محتملة وغير مرغوبة.

  1. أوهام الضم: تهديدات ترامب الفارغة

لقد فكر الرئيس المنتخب للولايات المتحدة في السابق في فكرة غزو كندا وغرينلاند وحتى قناة بنما.

ولا تعكس هذه التصريحات الغريبة أكثر من خطاب خيالي، مصمم لإثارة قاعدته دون أي نية عملية.

وإن تهديدات ترامب باستخدام “القوة الاقتصادية” ضد هذه التهديدات، مثل فرض التعريفات الجمركية، جوفاء وغير واقعية بنفس القدر.

فإذا فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية، فمن المرجح أن ترد كندا بفرض تعريفات جمركية مماثلة على الصادرات الرئيسية مثل النفط والغاز والكهرباء والصلب والألمنيوم والأخشاب.

وإن مثل هذه التدابير من شأنها أن تجعل السلع أكثر تكلفة بشكل كبير بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، مما يخلق رد فعل اقتصادي من شأنه أن يقوض الاقتصاد الأميركي.

  1. كندا: اتحاد من المقاطعات والأقاليم

كندا هي اتحاد كونفدرالي يضم 10 مقاطعات و3 أقاليم، ولكل منها سلطات وهويات مميزة بموجب الدستور الكندي.

وإن كل مقاطعة وإقليم لها هيئتها التشريعية الخاصة، وبنيتها الإدارية، وسلطتها القضائية على مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والموارد الطبيعية.

وإن هذه اللامركزية تشكل جزءا لا يتجزأ من هوية كندا وحوكمتها.

وبالتالي فإن دمج مثل هذا النظام المعقد في البنية الفيدرالية الأميركية المركزية نسبيا من شأنه أن يخلق تحديات هائلة، تتراوح من التكامل التشريعي إلى إدارة الموارد.

وعلاوة على ذلك، فإن المقاطعات الكندية مثل كيبيك، مع لغتها الفريدة وهويتها الثقافية، سوف تقاوم أي محاولة للاندماج.

وإن مثل هذه الخطوة سوف تتطلب أيضا تعديل الدستور الأمريكي لاستيعاب الولايات الجديدة، وهي العملية التي تتطلب موافقة ثلثي الكونغرس وثلاثة أرباع الهيئات التشريعية للولايات ــ وهي عقبة يكاد يكون من المستحيل التغلب عليها.

  1. المقاومة من جانب المقاطعات

حتى لو كانت الحكومة الفيدرالية الكندية سترحب بفكرة الاندماج مع الولايات المتحدة، فإن المقاطعات الفردية قادرة على المقاومة على المستوى الإقليمي.

إذ تتمتع المقاطعات الكندية باستقلالية كبيرة، بما في ذلك القدرة على الطعن في القرارات الفيدرالية.

وهذا يسمح للمقاطعات بإقرار قوانين قد تتعارض مع موقف الحكومة الفيدرالية، مما يحمي مصالحها بشكل فعال.

فعلى سبيل المثال، من المرجح أن تستخدم مقاطعات مثل ألبرتا وكيبيك، المعروفة بهويتها الإقليمية القوية، هذه السلطة لمنع أي محاولات ضم.

ومثل هذه المقاومة من شأنها أن تلغي أي اتفاق فيدرالي مع الولايات المتحدة.

  1. عدم جدوى الإكراه الاقتصادي

تواجه الولايات المتحدة قضايا داخلية كبيرة، بما في ذلك التضخم، وتكاليف الرعاية الصحية، وتدهور البنية التحتية.

وإن تحويل الموارد إلى ضم كندا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل بدلا من حلها.

وكندا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، مع سلسلة توريد متكاملة بشكل عميق.

لذا فإن فرض مثل هذه التعريفات الجمركية من شأنه أن يضر بالاقتصادين، ويعطل الصناعات من تصنيع السيارات إلى الزراعة.

ومن المرجح أن تفوق العواقب الاقتصادية أي مكاسب محتملة، مما يجعل هذه الاستراتيجية غير عملية وغير منتجة.

  1. الروابط التاريخية لكندا مع النظام الملكي البريطاني

تظل كندا ملكية دستورية، حيث تلعب العائلة المالكة البريطانية دورا رمزيا ولكنه مهما.

وتعمل الحكومة باسم التاج ولكنها تستمد سلطتها من الشعب الكندي.

وتتطلب جميع القوانين والتشريعات الكندية الموافقة الملكية، التي يمنحها الحاكم العام كممثل للملك.

وهذا يؤكد على هوية كندا المتميزة، المنفصلة عن الولايات المتحدة.

وقد تأسست البلاد رسميا كدولة تابعة في عام 1867 بموجب قانون أمريكا الشمالية البريطانية، وظلت جزءا من الإمبراطورية البريطانية لعقود من الزمان.

وحتى اليوم، تتجذر الأطر القانونية والسياسية في كندا في التقاليد البريطانية، مما يزيد من ابتعادها عن الحكم الأمريكي.

وإن ضم الولايات المتحدة من شأنه أن يقطع هذه الروابط التاريخية ويقوض الهوية الفريدة لكندا.

ومن غير المرجح أن يدعم الكنديون مثل هذه الخطوة على الإطلاق، نظرا لفخرهم بتراثهم واستقلالهم.

  1. الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على الذات

إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية، فقد يؤدي ذلك عن غير قصد إلى تعزيز اقتصاد كندا.

فمثل هذه الخطوة من شأنها أن تجبر البلاد على التركيز على تطوير صناعاتها الداخلية ومواردها الطبيعية ومبادراتها الريادية.

وتذكر دائما أن كندا غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن والأخشاب.

والاستفادة من هذه الأصول من شأنها أن تساعد البلاد على تحقيق قدر أعظم من الاعتماد على الذات اقتصاديا، مما يقلل من اعتمادها على التجارة الأمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك نظام بيئي قوي للابتكار، مع صناعات متنامية في التكنولوجيا والطاقة المتجددة والرعاية الصحية.

وإن التحول نحو الاعتماد على الذات من شأنه أن يحفز النمو الاقتصادي والتنويع، مما يجعل الإكراه الاقتصادي الأمريكي غير فعال على مدى العقد المقبل.

  1. تحويل سياسي لأنصار MAGA

يستخدم دونالد ترامب ووسائل الإعلام فكرة ضم كندا لتحويل الانتباه عن القضايا المحلية.

ومن خلال الترويج لمثل هذه الأجندة غير العملية، تهدف هذه الشخصيات إلى حشد أنصار “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (MAGA) وصرف انتباههم عن الافتقار إلى خطة سياسية ملموسة.

ويستغل هذا التكتيك المشاعر القومية ويحول التركيز العام بعيدا عن التحديات الداخلية الملحة، مثل التفاوت الاقتصادي، وإصلاح الرعاية الصحية، وتطوير البنية الأساسية.

وهي حيلة سياسية مصممة لتوليد الضجة بدلا من اقتراح جاد بأي قيمة عملية.

  1. الاختلافات الثقافية والسياسية

تشترك الدولتان في الحدود والعلاقات الاقتصادية القوية، لكن المشهد الثقافي والسياسي مختلفان تماما.

ويتناقض التركيز الكندي على الرعاية الاجتماعية، والرعاية الصحية الشاملة، والتعددية الثقافية بشكل صارخ مع النهج الأمريكي الأكثر فردية ومدفوعا بالسوق.

وهذه الاختلافات متأصلة بعمق في هوية كل دولة وحكمها.

ويتطلب الضم التوفيق بين هذه الاختلافات، وهي مهمة من المرجح أن تثبت أنها غير قابلة للتغلب عليها.

ويفخر الكنديون بهويتهم وقيمهم المميزة، وأي محاولة للاندماج مع الولايات المتحدة ستواجه معارضة واسعة النطاق.

  1. الوطنية الكندية والفخر الوطني

الكنديون وطنيون للغاية ويفتخرون بشدة باستقلال بلادهم وتنوعها الثقافي وسمعتها العالمية.

فمن الاحتفال بيوم كندا إلى الوقوف متحدين خلال لحظات ذات أهمية وطنية، يُظهِر الكنديون باستمرار شعورا قويا بالهوية والسيادة.

وتمتد هذه الوطنية إلى حكمهم وعلاقاتهم الدولية.

وإن فكرة التخلي عن استقلالهم ليصبحوا جزءا من الولايات المتحدة ستُنظَر إليها على أنها خيانة للقيم والتاريخ الكنديين.

وستواجه مثل هذه الخطوة معارضة ساحقة من المواطنين عبر الطيف السياسي.

  1. الولايات المتحدة تفقد مكانتها الدولية

انخفض ترتيب جواز سفر الولايات المتحدة من المركز الثاني إلى المركز التاسع على مدى العقد الماضي.

وستؤدي العلاقات المتوترة للولايات المتحدة مع جيرانها إلى انخفاض مكانتها على الساحة العالمية.

وستؤدي فكرة ضم كندا إلى إلحاق المزيد من الضرر بسمعتها الدولية، وتصوير الولايات المتحدة كدولة تسعى إلى توسيع أراضيها على حساب حسن النية الدبلوماسية.

وهذه العلاقات المتوترة واضحة بالفعل في النزاعات التجارية وسياسات الهجرة والخلافات البيئية.

وبدلا من تعزيز التعاون، فإن محاولة الضم من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وعزل الولايات المتحدة بشكل أكبر.

وفي المقابل، تتمتع كندا بشراكات دولية قوية ومن غير المرجح أن تعرض هذه الشراكات للخطر من خلال التحالف مع جارة معزولة بشكل متزايد.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!