مع تهديد ترامب لكندا.. شيء خطير يلوح في الأفق

أشار محلل أمريكي إلى أن التهديدات الجريئة المتزايدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ضد اقتصاد كندا وسيادتها تشير إلى “وجود شيء خطير يختمر” وهناك حاجة إلى استجابة جادة.
لا يعتقد ديفيد فروم، كاتب في مجلة The Atlantic والذي غطى السياسة الأمريكية لعقود من الزمان، أن ترامب يريد بالفعل جعل كندا ولاية أمريكية، لكنه يقول إن حقيقة أن الرئيس القادم يستمر في تكرار هذه الفكرة تعني أنه ينوي على نوع من العمل العدواني.
وقال فروم: “إذا كنت تعيش مع شريك غير مستقر عقليا وقال، “سأدفعك إلى أسفل الدرج، “قد لا يقصد حرفيا دفعك إلى أسفل الدرج، وإذا أضاف بعد ذلك، “سأقطعك بسكين، “قد لا يقصد حرفيا تقطيعك بسكين، لكن من الأفضل أن يكون لديك خطة لأنه سيفعل شيئا، وهناك شيء خطير يلوح في الأفق ويجب الانتباه إليه.
وأضاف “من الواضح أنه يقصد بذلك خطة عدوانية تجاه كندا”.
وكان قد أذهل ترامب الحلفاء الدوليين الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي رفض فيه استبعاد استخدام العمل العسكري للسيطرة على غرينلاند من الدنمارك، حليفة الناتو، وكذلك قناة بنما.
كما أوضح أنه سيستخدم “القوة الاقتصادية” لإجبار كندا على الانضمام إلى الولايات المتحدة والتخلص من “الخط المرسوم بشكل مصطنع” بين البلدين، ورفض الحاجة إلى الواردات الكندية مثل السيارات ومنتجات الألبان، وهدد مرة أخرى بفرض “رسوم جمركية كبيرة” على السلع الكندية التي من شأنها أن تلحق الضرر بالاقتصاد الكندي.
ولم يتراجع ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الرغم من ربطه في البداية بمطالبات بتعزيز أمن الحدود، والتي سعت الحكومة الكندية إلى معالجتها.
وقال فروم إن الكنديين يجب أن يستعدوا لهذا “العدوان الجمركي”، والذي يمكن لترامب أن يتابعه من خلال العديد من الإجراءات الأحادية الجانب، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ الوطنية لتبريرها.
وأضاف أن كندا ستتأثر أيضا بعدوان ترامب تجاه حلفاء أمريكا اللاتينية، وخاصة المكسيك.
وكان قد أشار ترامب ونائبه جيه دي فانس إلى أنهما يريدان نشر الجيش الأمريكي ضد عصابات المخدرات المكسيكية ووقف تدفق المخدرات الخطيرة إلى الولايات المتحدة، وهو ما يمكن اعتباره عملا حربيا.
وقال فروم إن كندا قد تشهد قريبا وصول الآلاف من الأشخاص الذين يخشون الترحيل من الولايات المتحدة بحثا عن ملاذ من حملة ترامب الصارمة على المقيمين غير الشرعيين والهجرة.
وفي حين يعتقد فروم أن رئيس الوزراء جاستن ترودو وحكومته “قاموا بعمل جيد للغاية” في إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال فترة ولاية ترامب الأولى من خلال تقديم بعض التنازلات أثناء حشد الحلفاء، إلا أنه قال “لا أعرف ما إذا كانت هذه الطريقة ستنجح مرة أخرى”.
وأضاف فروم “إن ترامب لا يؤمن بالأمن الجماعي، فهو يؤمن بالهيمنة والخضوع للهيمنة، ويريد أن تهيمن الولايات المتحدة لأن هذه هي العلاقة الوحيدة التي يمكنه فهمها”.
وإن أي شخص يتولى منصب رئيس الوزراء خلفا لترودو يحتاج إلى أن يكون على استعداد لامتصاص كل الاستجابات المحتملة لترامب – بغض النظر عن مدى “جنونها”.
وقال فروم: “إنك بحاجة إلى جمع موظفين من ذوي الخبرة وأفراد الأمن القومي في أوتاوا، وتسمع أفكارهم المنطقية وغير المنطقية”.
وتابع “ستكون الخطة الأولى هي المصالحة والتنازلات والعمل مع الشركاء، ولكنك تحتاج حقا إلى خطة بديلة تتألف من أفكار أكثر تطرفا تقول: “هل تعلم؟ قد لا يكون هذا الرئيس مهتما بالمصالحة، وقد لا يكون شخصا يمكن تهدئته بالتنازلات”.