مارك كارني يترشح ليحل محل جاستن ترودو كزعيم للحزب الليبرالي ويتعهد ببناء اقتصاد كندا

أعلن مارك كارني عن ترشحه لقيادة الحزب الليبرالي الكندي، اليوم الخميس، متعهدا بإحداث تغيير في “السياسة المعتادة” لإعادة بناء الاقتصاد بطريقة تعمل بشكل أفضل بالنسبة للكنديين العاديين.
وقال كارني أمام حشد من المؤيدين في إدمونتون: “أنا هنا لأطلب دعمكم، ولكسب ثقتكم لقيادة هذه المعركة”، مضيفا: “لقد عدت إلى منزلي في إدمونتون لإعلان ترشيحي لزعامة الحزب الليبرالي ورئاسة وزراء كندا”.
ويعد كارني محافظ البنك المركزي السابق والخبير الاقتصادي، المرشح الأكثر شهرة حتى الآن في السباق لخلافة رئيس الوزراء جاستن ترودو، الذي أعلن أنه ينوي الاستقالة في وقت سابق من هذا الشهر.
كما قال كارني إن خبرته السابقة في قيادة بنك كندا وبنك إنجلترا هي دليل على كفاءته الاقتصادية، لافتا إلى أن الاقتصاد سيكون محور تركيزه الرئيسي إذا أصبح رئيسا للوزراء.
وذكر كارني، الذي قدم المشورة لحكومة ترودو بشأن الاقتصاد، أن رئيس الوزراء وحكومته “سمحوا لانتباههم بالابتعاد عن الاقتصاد في كثير من الأحيان”، مشيرا إلى الأجور الراكدة والضرائب المرتفعة على الطبقة المتوسطة، واختلال التوازن بين الإنفاق الحكومي والاستثمار.
وأوضح أن هذه المشاكل ستظل قائمة بدون تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع الكندية، لكنه حذر من أن تلك الرسوم ستلحق المزيد من الضرر.
لكنه قال: “سأركز بشكل كامل على إعادة اقتصادنا إلى مساره الصحيح”، وقال كارني إنه سيقترح “بعض التغييرات الكبيرة وبعض الأفكار الجديدة الجريئة” في الأسابيع المقبلة لمعالجة هذه القضايا الاقتصادية، وتعهد بأن الليبراليين “سيفوزون في الانتخابات العامة المقبلة” على الرغم من تراجع دعم الحزب في استطلاعات الرأي لأشهر تحت قيادة ترودو.
وإذا فاز بالزعامة، فسيظل كارني قادرا على العمل كرئيس للوزراء على الرغم من عدم توليه منصبا منتخبا، ولم يذكر كارني الخميس المكان الذي ينوي الترشح فيه في الانتخابات المقبلة، لكن الخبراء السياسيين يتوقعون أنه سيسعى إلى منطقة إدمونتون.
يُذكر أن كارني ولد في Fort Smith في الأقاليم الشمالية الغربية، ونشأ في إدمونتون، وحصل على درجة جامعية في الاقتصاد من جامعة هارفارد، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة أكسفورد.
وكان معظم الكنديين أول من تعرفوا على كارني بصفته محافظ بنك كندا، وقد عينه رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر ليحل محل ديفيد دودج في هذا المنصب في عام 2008، قبل الأزمة المالية العالمية مباشرة، وحظي كارني بإشادة واسعة النطاق لتوجيهه السياسة النقدية الكندية والاقتصاد الأوسع نطاقا خلال هذه الفترة.
وقد دفعه هذا الأداء إلى تولي نفس الدور في بنك إنجلترا من عام 2013 إلى عام 2020، ليصبح أول شخص غير بريطاني يشغل هذا المنصب.
كما قال كارني يوم الخميس: “لقد ساعدت في إنقاذ اقتصادين.. أعرف كيف يعمل الاقتصاد وأعرف كيف أجعله يعمل لصالحك”.
وفي حين أن معظم حياته المهنية كانت في القطاع الخاص والبنوك المركزية، فقد أمضى كارني فترة ثلاث سنوات في وزارة المالية الكندية، حيث عمل كنائب وزير مساعد أول خلال فترة تولي وزيرين للمالية: الليبرالي رالف جودال والمحافظ جيم فلاهيرتي.
وفي العام الماضي، اختار ترودو كارني كرئيس لفريق عمل الحزب الليبرالي لتقديم المشورة لزعيم الحزب بشأن النمو الاقتصادي، وكانت هناك شائعات حول انغماس كارني المحتمل في السياسة منذ الصيف، عندما اعترف ترودو بأنه كان يتحدث مع كارني “لسنوات حول إقناعه بالانضمام إلى السياسة الفيدرالية”.
وصعد حزب المحافظين من هجماته على كارني وعلاقاته بحكومة ترودو في الأسابيع الأخيرة، وأصدر الحزب إعلانا يوم الخميس قبل إعلان كارني، وركز على دعم كارني لضريبة الكربون وقال إنه “مثل جاستن تماما”.
وفي حديثه إلى الصحفيين، في وقت سابق من يوم الخميس، ذكر زعيم المحافظين، بيير بواليفر، اسم كارني عدة مرات عند الإشارة إلى الليبراليين، وكرر دعوته لإجراء انتخابات.
في المقابل، انتقد كارني يوم الخميس بواليفر لإعطاء الأولوية للشعارات التي “لن تحل المشاكل”، وقال: “المحافظون لا يتجولون قائلين كندا مكسورة لأنهم يريدون إصلاحها، بل للحصول على ترخيص لهدمها وتدميرها”.
وأضاف: “في هذه الأوقات، فإن إرسال بيير بواليفر للتفاوض مع دونالد ترامب هو أسوأ فكرة ممكنة”.
ومن المتوقع أن تواجه الحكومة الليبرالية تصويتا بحجب الثقة فور عودة البرلمان في 24 مارس، مما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وإلى جانب كارني، من المتوقع أن تعلن كل من نائبة رئيس الوزراء السابقة كريستيا فريلاند وزعيمة مجلس النواب كارينا جولد عن ترشحهما قريبا، وأعلن شاندرا آريا، النائب الليبرالي الحالي في أونتاريو، وفرانك بايليس، رجل الأعمال والنائب السابق عن مونتريال، ترشحهما.
اقرأ أيضا:
- خريطة مثيرة تكشف عن وظيفة الأحلام الأولى في العالم
- ترودو يعلن عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة.. ولم يفكر بعد فيما سيفعله بعد تركه السياسة