هل يؤدي إنشاء المزيد من المدن الكبرى إلى تحسين القدرة على تحمل تكاليف الإسكان في كندا؟

أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أن كندا تحتاج إلى إنشاء المزيد من المدن الكبرى لمعالجة قضايا القدرة على تحمل تكاليف الإسكان وزيادة العرض.
كما أظهرت الدراسة أن هذا يجب أن يتجاوز مجرد توسيع المراكز الحضرية الكبرى الحالية مثل تورنتو ومونتريال وفانكوفر، بالإضافة إلى كالجاري وإدمونتون ووينيبيغ وأوتاوا.
وفي السابق، كانت مشكلات القدرة على تحمل تكاليف الإسكان محدودة في الغالب بمنطقتي تورونتو الكبرى وفانكوفر الحضرية، لكن مؤخرا، وخاصة منذ وباء كوفيد-19، أصبحت هذه القضية مشكلة وطنية، تفاقمت مع زيادة معدلات الهجرة.
وبحسب الدراسة التي أجراها معهد CD Howe، تحتاج كندا إلى استراتيجيات جديدة لإنشاء مدن كبرى جديدة، مع الاستمرار في توسيع مدنها الكبرى والمدن الثانوية الحالية، وأكدت الدراسة على أهمية تطوير المدن الثانوية الحالية، مثل “Kamloops” ومنطقة “Kitchener/Waterloo”.
وقد يكون مشروع تحديث خط سكة الحديد “GO Train” بين Kitchener/Waterloo ووسط مدينة تورنتو، أحد المحركات الرئيسية لتحويل Kitchener/Waterloo إلى مدينة أكبر وأكثر جذبا للسكان والشركات.
وعند اكتمال المشروع، سيقدم خط Kitchener خدمة شاملة على مدار اليوم ذهابا وإيابا، بترددات تصل إلى كل 15 دقيقة، مع تحسين كبير في سرعات السفر.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن الحكومة الفيدرالية تفكر أيضا في إنشاء خط سكة حديد عالي السرعة يربط بين مدينة كيبيك وWindsor، مرورا بتورنتو ومونتريال وأوتاوا والمدن الثانوية بينهم.
ولتوسيع نطاق المدن الثانوية الأصغر بحيث تكون أكثر قدرة على المنافسة مع المدن الكبرى، هناك حاجة إلى بعض الإعانات للبنية التحتية الجديدة والمحسنة.
كما ذكرت الدراسة: “يجب أن تأتي الإعانات التي تستهدف دعم إنشاء مدن كبرى جديدة من مستويات حكومية أعلى، ونظرا لأن الفوائد الاقتصادية لا تتحقق إلا إذا نمت المدن إلى حجم معين، فيجب ألا تُوزع تلك الإعانات بشكل عشوائي على جميع أنحاء البلاد”.
وأوضحت: “في حالة توزيع الدعم على عدد كبير جدا من المدن، فلن تصل أي مدينة إلى الحجم الكافي لمنافسة المدن الكبرى الحالية، ولن تتحسن القدرة على تحمل تكاليف الإسكان، لذا، يجب تصميم إعانات البنية التحتية بطريقة تسمح بظهور عدد قليل من المدن الكبرى الجديدة”.
وحذرت الدراسة من أن السياسات التي تركز فقط على زيادة المعروض من المساكن في المدن الكبرى قد يكون لها عواقب سلبية غير مقصودة، فقد تؤدي الهجرة من المدن الصغيرة إلى المدن الكبرى إلى انخفاض القدرة على تحمل تكاليف الإسكان بشكل عام.
كما أن الاستراتيجيات التي تزيد من الناتج المحلي الإجمالي والإنتاجية من خلال نقل المزيد من السكان إلى المدن الكبرى ذات الأجور الأعلى قد تؤدي بشكل متناقض إلى انخفاض الرفاهة العامة، وفقا للدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أن جذب الوافدين الجدد إلى مدن مختلفة يجب أن يكون متساويا، مع تعزيز الإمكانيات التنموية لهذه المدن الثانوية.
ورغم أن الدراسة لم تذكر ذلك، فقد نفذت دول مثل اليابان والصين والهند وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا استراتيجيات لإنشاء مدن كبيرة جديدة أو تطوير المدن الثانوية لتحقيق توزيع أفضل للسكان والنمو الاقتصادي خلال فترات التطور الوطني.
اقرأ أيضا:
- إليكم ما يمكن توقعه من أول إعلان لأسعار الفائدة من بنك كندا في عام 2025
- أرخص المقاطعات الكندية للعيش فيها بأفضل جودة حياة في عام 2025