أخبار

“تمنيت الموت”.. مزارع علق في كهف مظلم وصغير لعدة أيام دون طعام أو ماء (صور)

وجد مزارع كمبودي نفسه “يتمنى الموت” بعد أن حُبس في كهف مظلم تماما لمدة أربعة أيام – مع وجود صورة مروعة توثق معاناته.

ففي حين أن معظم المزارعين في المملكة المتحدة يستخدمون الأسمدة المنتجة صناعيا، لا يزال يتم استخدام الأساليب التقليدية في العديد من أجزاء العالم الأخرى، مثل فضلات الخفافيش (وهي مادة عضوية غنية بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وتنتجها الخفافيش من خلال برازها).

كان سم بورا، وهو مزارع من محافظة باتامبانغ شمال غرب كمبوديا، يعلم أن بعض الكهوف غير القابلة للوصول في جبل شاكرعي تحتوي على رواسب غنية من السماد الكريه الرائحة.

وشرح بودكاستر السيد بالين قائلا: “الآخرون في المنطقة الذين خرجوا لجمع فضلات الخفافيش لم يذهبوا إلى هذا الكهف، والسبب في ذلك هو أن الكهف كان ضيقا للغاية وخطرا بصراحة”.

ومع ذلك، كان سم، البالغ من العمر 28 عاما والذي يتميز بالقامة النحيلة، يعلم أنه يستطيع التسلل إلى الأماكن الضيقة التي لا يستطيع العديد من جيرانه الدخول إليها، فشرع في رحلته بكل سعادة في أغسطس 2019.

Cambodian farmer Sum Bora found himself trapped in a pitch-black cave for four days after he tumbled into a crevice that was only six inches wide 

وبضوء خافت من مصباحه، تمكن سم من رؤية جدران الكهف أمامه “تتحرك”، وهو دليل قاطع على أن الكهف الضيق كان موطنا لمستعمرة كبيرة من الخفافيش – مما يعني أن هناك الكثير من فضلات الخفافيش لجمعها.

لكن الكارثة حلت عندما خطا سم فوق شق ضيق عرضه ست بوصات، وأسقط مصباحه عن غير قصد إلى الأسفل، وفي محاولته لاسترجاعه، سقط وأصبح محاصرا، وفقا لما ذكرته صحيفة “ميرور”.

كان سم من محبي جمع فضلات الخفافيش، حيث كان يختفي بانتظام لعدة أيام بحثا عن أغنى الأماكن التي تحتوي على السماد.

ولذلك، لم تشعر عائلة سم بأي قلق عندما لم يعد في تلك الليلة، لكنهم لم يعلموا أن محاولته لاسترجاع مصباحه المفقود جعلته يتدحرج إلى شق ضيق، حيث علق ولم يتمكن من الخروج.

ومع مرور الساعات وتحولها إلى أيام، بدأ اليأس يتسلل إلى قلب سم.

كان سم عالقا وبعيدا عن أي مساعدة، ويخشى أن يلاقي حتفه جوعا داخل جدران الكهف، وقال السيد بالين: “كان عالقا تماما، لا طعام، لا ماء، كان سيموت وكان يعرف ذلك”.

Sum admitted that he 'wished for death' as he lay trapped in the cave

وفي وقت لاحق، تحدث سم إلى صحيفة “Khmer Times” واعترف قائلا: “كنت قد فقدت الأمل في البقاء على قيد الحياة، وإذا كان لدي سكين لكنت قد انتحرت”.

وبعد ثلاثة أيام من الصمت، بدأ القلق يعم منزل سم، وتذكر أحد زملائه في جمع فضلات الخفافيش، وهو مزارع كمبودي نحيل أيضا، حديث سم عن صعوده إلى جبل شاكرعي—فقرر الرجل اتباع حدسه.

وبينما كان شقيق سم يحفر في الشق، سمع أنينا ضعيفا؛ فنادى قائلا: “هل أنت هناك، سم؟”، وتلقى ردا خافتا رغم أنه لم يتمكن من تحديد مصدره، ولم يكتشف وجود سم إلا عندما اقترب من الشق الضيق، حيث رآه عالقا في الشق ومعلقا بشكل خطير فوق هوة واسعة.

ولم يتمكن شقيق سم من الوصول إليه بمفرده، واستغرقت عملية الإنقاذ التي شملت حوالي 200 منقذا 10 ساعات لتحرير صياد فضلات الخفافيش العالق.

وتعافى سم تماما من محنته، لكن أيامه في جمع فضلات الخفافيش بمفرده أصبحت وراءه الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!