كندا: وثائق داخلية تكشف عن تهديدات وانتقادات حادة سبقت إلغاء رفع العلم الفلسطيني في ريجينا

صوت مجلس مدينة ريجينا مؤخرا لصالح تغيير سياسة العلم – بعد إلغاء رفع العلم الفلسطيني الذي أثار الجدل في نوفمبر الماضي، وتُظهر الوثائق الداخلية أن مسؤولي المدينة تلقوا انتقادات كبيرة ورد فعل عنيف قبل إلغاء الحدث.
سمحت السياسة السابقة للمدينة، التي تأسست في عام 2012، برفع أعلام الضيوف على سارية العلم الاحتفالية في مبنى البلدية للاحتفال بالاحتفالات التذكارية مثل أيام الاستقلال.
وكان مطلوبا من المجموعات ملء نموذج عبر الإنترنت – حيث يُقدّم اسم المجموعة وسبب الحدث، ثم تُراجع الطلبات من قبل مكتب كاتب المدينة للتأكد من أن الطلب يناسب السياسة.
وبموجب هذه المبادئ التوجيهية، حُدّد موعد رفع العلم لإحياء ذكرى يوم استقلال فلسطين في 15 نوفمبر 2024.
انتقادات وتهديدات شديدة
تُظهر الوثائق ردود فعل عنيفة ضد القرار في الأيام التي سبقت الحدث.
وكتب أحد السكان في رسالة بريد إلكتروني إلى مسؤولي المدينة “إن رفع الأعلام المشحونة سياسيا في مكان عام لا يساهم في السلام أو الانسجام بل إنه يزيد من تعميق الانقسامات ويعرض المجتمعات الضعيفة للخطر”.
وجاء في شكوى أخرى “إن رفع هذا العلم على ممتلكات مملوكة للقطاع العام أمر مزعج للغاية، لأنه يمكن تفسيره على أنه بيان سياسي يربط مدينة ريجينا بصراع دولي مثير للجدل ومعقد وحساس للغاية”.
وزعمت رسالة أخرى “هذا من شأنه أن يسبب الانقسام في مدينتنا حيث ستكون هناك احتجاجات وزيادة الكراهية تجاه اليهود”.
وبالإضافة إلى القائمة الطويلة من رسائل البريد الإلكتروني التي تنتقد القرار، تلقى مسؤولو المدينة أيضا أربعة “تهديدات” وأربع صور تصور “أفرادا متوفين”، وفقا لسلسلة رسائل بريد إلكتروني مؤرخة في 13 نوفمبر.
ولا يزال المحتوى الدقيق للتهديدات والصور غير معروف، حيث حُرّرت رسائل البريد الإلكتروني بشكل كبير بسبب “التحذيرات أو المقترحات أو التوصيات أو المشاورات أو المداولات التي تنطوي على ضباط أو موظفين” من إدارة المدينة.
الإلغاء
يبدو أن قرار إلغاء الحدث جاء في اللحظة الأخيرة.
وتُظهر الوثائق أن أول إشارة إلى الإلغاء تكمن في سلسلة رسائل بريد إلكتروني تبدأ في الساعة 2:49 مساء يوم 14 نوفمبر.
وتكشف الوثائق عن الجدول الزمني الذي توصل فيه مسؤولو المدينة إلى قرار الرفض.
وأشارت رسالة بريد إلكتروني أخرى بين موظفي الاتصالات وكاتب المدينة إلى أن قنوات التواصل الاجتماعي تعرضت لوابل من الرسائل التي تنتقد رفع العلم.
وفي النهاية، وقعت العمدة ساندرا ماسترز على بيان إلغاء رفع العلم، كما تظهر الوثائق.
وأُعلن في النهاية في الساعة 3:52 مساء يوم 14 نوفمبر، قبل يوم من الحدث.
وجاء في البيان: “بتوجيه من العمدة ساندرا ماسترز، لن يتم المضي قدما في حفل رفع العلم لفلسطين الذي كان مخططا له غدا، الجمعة 15 نوفمبر”.
ولم يمنع إلغاء اللحظة الأخيرة حوالي 100 متظاهر من التجمع في ساحة مبنى البلدية للاحتفال بيوم استقلال فلسطين.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الإلغاء وقعت في فترة انتقالية، بعد أيام قليلة من الانتخابات البلدية في ريجينا والتي شهدت إقالة ماسترز من قبل منافسها تشاد باتشينسكي.
وتظهر الوثائق أن رئيس البلدية المنتخب والمستشارين الجدد أُبلغوا بقرار رئيسة البلدية المنتهية ولايتها وزُوّدوا بنسخ من البيان.
وفي حديثه إلى الصحفيين قبل الإلغاء، أشار كاتب المدينة جيم نيكول إلى الطبيعة الحساسة للغاية للموضوع.
وقال: “الضمان الوحيد هو أنني لا أستطيع إرضاء أي شخص الآن بشأن هذا الأمر، وهو أمر صعب”.
سياسة جديدة
بدأت المناقشات حول سياسة العلم المحدثة في وقت سابق من العام، بعد رفع العلم الإسرائيلي في مايو.
وأرجأ مجلس المدينة التغييرات المحتملة في سبتمبر، لكن السياسة ظلت دون تغيير مع اقتراب رفع العلم.
وفي 29 يناير 2025، وافق المجلس بالإجماع على السياسة الجديدة للمدينة، وتعمل القواعد الجديدة على تضييق قائمة الأعلام التي يمكن رفعها على ممتلكات المدينة.
وستتضمن القواعد الجديدة الأعلام الوطنية والإقليمية والبلدية، إلى جانب أعلام معاهدة Treaty Four وأمة ميتيس، كما ستظل أعلام المنظمات غير الربحية المحلية والمنظمات الخيرية وكذلك المدن الشقيقة لريجينا مسموح بها.