أخبار

تهديد الرسوم الجمركية الأمريكية يدفع كنديين لنقل أموالهم إلى وجهات أخرى

في ليلة شتوية باردة في مدينة Gibsons بمقاطعة بريتيش كولومبيا، اجتمع ساند نورثروب مع أصدقائه، يتبادلون أطراف الحديث، عندما تلقوا خبرا مفاده أن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية صارمة على السلع الكندية.

وقال نورثروب البالغ من العمر 67 عاما لـ CBC News إنه وأصدقائه بدأوا يخططون للاستجابة لتلك الرسوم الجمركية، مدفوعين بشعور قوي بضرورة دعم الاقتصاد المحلي.

وعبر عدد من الكنديين الذين تحدثوا إلى CBC عن شعورهم بالإحباط والخيانة، خاصة أن التهديد جاء من حليف قديم في التجارة، وقرر الكثيرون اتخاذ خطوات فردية للتعبير عن رفضهم، مثل تعديل قوائم مشترياتهم، وإلغاء اشتراكاتهم في خدمات أمريكية، وتأجيل أو إلغاء خطط السفر إلى الولايات المتحدة.

ورغم التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لتأجيل فرض التعريفات الجمركية حتى شهر مارس، فإن العديد من الكنديين لم يغيروا موقفهم، ويقولون: “إذا تدخلتم في اقتصادنا بعد سنوات من التجارة الحرة، سنوجه استثماراتنا إلى أماكن أخرى”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بسبب ما وصفه بـ”التقاعس” عن التصدي لقضايا المخدرات والهجرة غير الشرعية.

لكن حتى مع تأجيل فرض الرسوم بعد محادثات بين ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، فإن الثقة بين الجانبين تعرضت لضربة قوية.

وكان دانيال ميكشا البالغ من العمر 22 عاما من كالجاري، يفكر في التقدم لدراسة الماجستير في جامعات أمريكية مرموقة مثل هارفارد وييل وجامعة بوسطن، لكنه قرر رفض الفكرة تماما بسبب الرسوم الجمركية.

وقال ميكشا، الذي يدرس حاليا في جامعة ماكجيل: “رؤية هذا النوع من الرسائل العدائية تجاه كندا وتدهور البيئة السياسية في الولايات المتحدة جعلني أقرر أنني لا أريد بناء مستقبلي هناك”.

وبدلا من ذلك، تقدم بطلب للالتحاق بجامعة بريتيش كولومبيا وجامعة KU Leuven في بلجيكا، موضحا أن تهديد التعريفات الجمركية عزز هذا القرار، وقال: “بغض النظر عن تنفيذ التعريفات من عدمه، فإن استخدام التهديدات الاقتصادية لترهيب الكنديين أمر عدائي وغير مقبول”.

كما قالت مورين مانينغ “56 عاما” من بريتش كولومبيا إن عائلتها بدأت بالفعل بإجراء تغييرات قبل حتى أن تصبح الرسوم واقعا.

وتابعت: “أصبحنا نشتري الآن منتجاتنا من سوق المزارعين المحليين، وألغينا رحلتنا المعتادة إلى Palm Springs وأعدنا النظر في خطط ابنتي لشراء فستان زفافها من Seattle”.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، شارك الكنديون نصائح حول التسوق من بدائل غير أمريكية.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!