الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة قد تعطل السياحة وترفع تكاليف السفر

تتصاعد الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على قطاعي السفر والسياحة، فضلا عن تأثيرها على الشركات المحلية في كلا البلدين.
ومن المتوقع أن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى زيادة تكاليف السفر للكنديين، مما يجعل الرحلات إلى الولايات المتحدة أكثر تكلفة وأقل تواترا.
ويهدد هذا التراجع قطاع السياحة، بما في ذلك الفنادق ومبيعات التجزئة ووسائل النقل، في وجهات رئيسية مثل فلوريدا وكاليفورنيا ونيويورك.
ففي العام الماضي، زار حوالي 20.4 مليون كندي الولايات المتحدة، مما ساهم بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، خصوصا في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا ونيفادا ونيويورك وتكساس.
ووفقا لجمعية السفر الأمريكية، فإن انخفاض عدد الزوار الكنديين بنسبة 10% قد يؤدي إلى خسارة نحو 2.1 مليار دولار في الإنفاق السياحي.
وتعتمد العديد من الوجهات السياحية في الولايات المتحدة على الزوار الكنديين لإنعاش قطاعي الفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة، وإذا انخفض عدد المسافرين، فقد تشهد هذه المدن تراجعا كبيرا في الإيرادات، مما قد يهدد استدامة العديد من الشركات المحلية.
وتشمل التعريفات الجمركية الجديدة ضريبة بنسبة 25% على معظم الواردات الكندية، باستثناء منتجات الطاقة التي ستخضع لتعريفة بنسبة 10%.
ونتيجة لذلك، قد تلجأ الشركات الأمريكية إلى تحميل هذه التكاليف على المستهلكين، مما سيجعل السلع اليومية ونفقات السفر أكثر تكلفة.
من جهة أخرى، فإن ارتفاع أسعار الوقود قد يؤدي إلى زيادة تكاليف تذاكر الطيران والرحلات البرية، مما يجعل السفر إلى الولايات المتحدة أقل جاذبية للكنديين.
يُذكر أن العديد من الكنديين يسافرون عبر الحدود بغرض التسوق وتناول الطعام والترفيه، ولكن مع ارتفاع التكاليف، قد يفضلون البحث عن بدائل محلية أو دولية لقضاء عطلاتهم.
وشهدت الولايات المتحدة في السابق تأثيرات مماثلة خلال الحروب التجارية التي اندلعت في العهد السابق للرئيس دونالد ترامب، حيث ارتفعت الأسعار على المستهلكين، ويتوقع الخبراء أن تتكرر هذه النتيجة، مع زيادة تكلفة الوقود وارتفاع أسعار الإقامة واستئجار السيارات وحتى أسعار المواد الغذائية والمطاعم.
وقد تشعر الولايات التي تعتمد على السياح الكنديين بتأثير هذه الأزمة بشكل كبير، لا سيما الولايات الدافئة التي يقصدها الكنديون لقضاء فصل الشتاء.
وإذا استمرت التعريفات الجمركية لفترة طويلة، فقد يعيد المسافرون الكنديون توجيه إنفاقهم إلى وجهات بديلة مثل أوروبا، منطقة البحر الكاريبي، أو حتى داخل كندا نفسها.
وللتخفيف من هذه التداعيات، قد تضطر الشركات السياحية في الولايات المتحدة إلى تقديم حوافز وخصومات وعروض ترويجية للحفاظ على تدفق السياح الكنديين.
ومع ذلك، إذا استمر التصعيد التجاري دون تدخل حكومي، فقد تواجه الشركات التي تعتمد على السياحة مستقبلا صعبا.
ومع تطور الموقف، يتعين على المسافرين وقادة الصناعة متابعة التغيرات المحتملة في سياسات السفر والتكاليف.
وسواء كان ذلك من خلال ارتفاع الأسعار أو تغير أنماط السفر، فإن التعريفات الجمركية الجديدة قد تعيد تشكيل الطريقة التي يقضي بها الكنديون إجازاتهم في الولايات المتحدة لسنوات قادمة.