هل ساعد الإعفاء المؤقت من ضريبة GST الكنديين بالفعل؟

مع اقتراب انتهاء الإعفاء المؤقت من ضريبة GST، يثار التساؤل حول ما إذا كانت الحكومة الفيدرالية قد حققت هدفها المتمثل في تخفيف الضغوط المالية على الكنديين وتشجيع الإنفاق أم لا.
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قد أعلن في نوفمبر الماضي، عن إعفاء من ضريبة GST لمدة شهرين على المواد الغذائية وسلع أخرى، تزامنا مع موسم العطلات والتسوق، وبدأ الإعفاء في 14 ديسمبر 2024 وسينتهي في 15 فبراير 2025.
وشمل الإعفاء مجموعة واسعة من المنتجات، أبرزها المواد الغذائية، ووجبات المطاعم، ومستلزمات الأطفال الأساسية، وأشجار عيد الميلاد.
كما قدرت الحكومة أن السياسة ستوفر 1.6 مليار دولار من الإعفاءات الضريبية، وسط أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
ونُشرت تقارير حديثة شملت تحليلا دقيقا لتأثير الإعفاء الضريبي على حجم الإنفاق وحركة الأسواق.
وبحسب شركة Moneris، لم يشهد الإنفاق زيادة كبيرة مقارنة بالسنة الماضية خلال الشهر الأول من الإعفاء، وسجلت الفترة من 14 ديسمبر 2024 إلى 15 يناير 2025 انخفاضا في عدد المعاملات المالية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
من جانبه، قال شون ماكورميك، مدير تطوير الأعمال في Moneris، إن الهدف من الإعفاء الضريبي كان تحفيز الإنفاق، لكن البيانات أظهرت أنه ربما كان له تأثير معاكس.
حتى أن متوسط حجم المعاملات انخفض بنسبة ثلاثة في المئة على أساس سنوي، مما يشير إلى أن الإعفاء لم يحقق التأثير المتوقع.
وعلى الصعيد الوطني، وجدت Moneris انخفاضا بنسبة 4% في إجمالي الإنفاق، وشهدت معظم المقاطعات انخفاضا في الإنفاق، وسجلت أونتاريو أكبر انخفاض بنسبة 8%، وكانت ساسكاتشوان المقاطعة الوحيدة التي شهدت زيادة في الإنفاق وحجم المعاملات.
كما أوضح ماكورميك أن التأثير المحدود قد يرجع إلى توقيت تنفيذ الإعفاء، والذي جاء في النصف الأخير من موسم التسوق للعطلات، بعدما أتم معظم المستهلكين مشترياتهم بالفعل.
وبحسب بيانات Moneris، شهدت ملابس الأطفال زيادة بنسبة ثمانية في المئة في المعاملات، بينما سجلت المطاعم انخفاضا بنسبة ستة في المئة.
وقال ماكورميك إن هذه البيانات تعكس واقعا اقتصاديا أوسع، حيث يقوم المستهلكون بتقليص إنفاقهم بعد العطلات، وتبرز أن الإعفاءات الضريبية قد لا تحقق دائما زيادة في الإنفاق عبر جميع القطاعات.
في المقابل، أظهرت بيانات “Restaurants Canada” صورة مغايرة، وكشفت عن زيادة ملحوظة في معدلات تناول الطعام في الخارج.
وبحسب تقرير استند إلى بيانات خدمة الحجز عبر الإنترنت “OpenTable”، ارتفع الإقبال على المطاعم بنسبة 18 في المئة بين 14 و27 من ديسمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
كما سجلت أونتاريو زيادة بنسبة 23 في المئة، بينما شهدت المقاطعات الأطلسية ارتفاعا بنسبة ثمانية في المئة.
وأظهر مؤشر استهلاك المطاعم الخاص بـ “Restaurants Canada” ارتفاعا بمقدار سبع نقاط بين ديسمبر 2023 وديسمبر 2024، مما يعكس زيادة في الطلب على تناول الطعام خارج المنزل.
من جانبها، قالت كيلي هيغينسون، الرئيسة التنفيذية لـ Restaurants Canada، إنه من المشجع رؤية الكنديين يستفيدون من الإعفاء الضريبي للاستمتاع بوجبات خارج المنزل، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وأوضحت أن الزيادة في المبيعات تعني المزيد من ساعات العمل لموظفي قطاع المطاعم، مما يجعل الإجراء مفيدا للجميع.
لذا، تدعو “Restaurants Canada” الحكومة الفيدرالية إلى إعفاء دائم من ضريبة GST.
اقرأ أيضا:
- أسواق الإيجارات في كندا تشهد انخفاضا كبيرا.. وهذا ما ستدفعه في جميع أنحاء البلاد الآن
- شركة طيران كندية تبدأ في فرض رسوم على حقائب اليد