أخبار

كيف يمكن أن تؤثر الرسوم الجمركية المفروضة على عملك وفواتيرك في كندا

فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسميا تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية والمكسيكية، و10% على الطاقة، ودخلت حيز التنفيذ صباح الثلاثاء.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال مؤتمر صحفي، عن فرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على سلع أميركية بقيمة 155 مليار دولار، لتبدأ الضريبة على 30 مليار دولار من المنتجات فورا.

وتشمل القائمة الأميركية سلعا مثل عصير البرتقال، وزبدة الفول السوداني، والنبيذ، والقهوة، والأجهزة الكهربائية، والملابس، والدراجات النارية، ومستحضرات التجميل، والمزيد.

وقال ترودو إن الرسوم ستُطبق على باقي المنتجات الأميركية، البالغة 125 مليار دولار، خلال 21 يوما.

وكان ترامب قد هدد بهذه الرسوم منذ نوفمبر الماضي، لكن السياسيين الكنديين اعتبروها حينها مجرد مزحة، ومع دخولها حيز التنفيذ، باتت آثارها واضحة على الاقتصاد الكندي، خاصة فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية وفرص العمل.

من جانبه، حذر مات بويرييه، نائب رئيس العلاقات الحكومية في مجلس التجزئة الكندي (RCC)، من أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء في كندا.

وقال: “الأسعار سترتفع، وتماما كما تدفع ضريبة المبيعات عند شراء شيء ما من المتجر، يمكن أن تُفرض عليك رسوم جمركية أو ضرائب على البضائع المستوردة”.

كما ذكر أن الرسوم الجمركية تُستخدم عادة لرفع سعر السلع المستوردة، لتشجيع المواطنين على شراء المنتجات المحلية، لكن، مع توسيع ترامب قائمة الرسوم لتشمل الأدوية، والصلب، والرقائق الإلكترونية، فإن الأسعار سترتفع بشكل أكبر، ليس فقط في كندا، ولكن في الولايات المتحدة أيضا.

وبعد إعلان ترودو عن الإجراءات الكندية، تعهد ترامب في منشور على منصته Truth Social بفرض تعريفات جمركية إضافية على الفور، ردا على التحركات الكندية.

وقال بويرييه إن الكنديين يجب أن يستعدوا لدفع مزيد من الأموال مقابل السلع الأساسية، خاصة مع فرض تعريفات على المنتجات الأميركية.

وتابع: “إذا فرضت كندا رسوما مضادة على بعض المنتجات الغذائية، مثل عصير البرتقال، سترتفع الأسعار وفقا لذلك”.

وأضاف أن تراجع قيمة الدولار الكندي يفاقم الأزمة، حيث تعتمد المتاجر الكندية على الواردات الأميركية في هذا الوقت من العام لتوفير المنتجات الطازجة.

وأوضح أن تجار التجزئة في كندا بارعون في إدارة سلاسل التوريد والتعامل مع الأزمات، لكن دخول حرب تجارية مع الولايات المتحدة يعني “تلقي ضربات متتالية، تفوق قدرة الشركات على التكيف”.

كما أشار إلى أن بعض التكتيكات مثل تخزين البضائع في المستودعات والشراء المسبق قد تساعد مؤقتا، لكنها “لن تكون كافية، ما سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع هائل في الأسعار أو نقص في بعض السلع”.

في الوقت نفسه، يعتقد بويرييه أن الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الأميركية قد تكون وسيلة للتعبير عن الموقف السياسي، لكنها لن تكون حلا عمليا على المدى الطويل.

من جهة أخرى، حذر الخبراء من أن المواطنين الكنديين هم من سيتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة، فمن المتوقع أن ستؤثر الرسوم الجمركية على فرص العمل، ومستويات الدخل، والقوة الشرائية.

وأوضح بويرييه: “الألم سيطال جميع جوانب الحياة اليومية، من ارتفاع أسعار الوقود، إلى تكلفة السفر مع تراجع قيمة الدولار، وارتفاع أسعار المواد الغذائية”.

وأكد: “يجب أن نجد طريقة للتعامل مع هذه الأزمة، وحكومتنا تبذل قصارى جهدها”.

وتابع: “من المؤسف أننا في هذا الوضع بسبب قرارات ذاتية، وليس بسبب كارثة طبيعية أو حرب خارجية.. هذه حرب اقتصادية داخلية تضر بمواطني أميركا وكندا على حد سواء”.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!