هل يمكنك الحصول على الجنسية في بلد ما نتيجة فقدان الذاكرة وعدم كشف هويتك من قبل أحد؟

يواجه المسافرون أحيانا مواقف غير متوقعة قد تعيق قدرتهم على الحصول على المساعدة، خاصة إذا كانوا لا يتحدثون لغة البلد، لكن الأمر يصبح أكثر تعقيدا عندما يفقد الشخص ذاكرته تماما، فلا يتذكر هويته أو بلده الأصلي.
وفي هذه الحالة، قد يتبادر إلى الذهن السؤال حول إمكانية الحصول على جنسية جديدة، ورغم أن هذا السيناريو قد يبدو وكأنه مشهد من فيلم إثارة، إلا أنه يحمل تداعيات قانونية حقيقية.
في هذا المقال، نستعرض العواقب المحتملة لفقدان الذاكرة أثناء السفر ومدى إمكانية حصول شخص مجهول الهوية على جنسية جديدة.
ماذا يحدث إذا أصيب شخص (أو تظاهر بالإصابة) بفقدان الذاكرة أثناء وجوده في الخارج؟
إذا أصيب شخص بفقدان الذاكرة أثناء وجوده في الخارج، فستكون أولويته الفورية الحصول على الرعاية الطبية.
وفي معظم الحالات، يتم إبلاغ السلطات المحلية، ويتم التعامل مع الشخص على أنه مجهول الهوية، وغالبا ما يُطلق عليه اسم (John Doe) إذا كان ذكرا أو (Jane Doe) إذا كانت أنثى.
واعتمادا على شدة فقدان الذاكرة، قد لا يتمكن الشخص من معرفة هويته الحقيقية، مما يدفع السلطات إلى بذل جهود لتحديد أسرته أو بلده الأصلي، وإذا لم يتم العثور على أي وثائق تعريفية، فقد ينتهي به الأمر في ملجأ مؤقت أو منشأة رعاية حتى يتم التأكد من هويته.
وفي حالات فقدان الذاكرة المزيف، قد يحاول بعض الأفراد استخدام فقدان الذاكرة كذريعة للتهرب من المسؤوليات أو الهروب من السلطات.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأطباء المتخصصين مدربون على اكتشاف علامات فقدان الذاكرة الزائف، وغالبا ما تؤدي هذه الحالات إلى فتح تحقيقات.
وقد يتطلب الأمر مساعدة قانونية ودبلوماسية لحل القضية، وعادة ما يتم التحقق من هوية الشخص عبر بصمات الأصابع أو الحمض النووي أو قواعد البيانات الدولية.
هل يمكن لشخص مصاب بفقدان الذاكرة المطالبة بالجنسية في بلد جديد أثناء وجوده في الخارج؟
من غير المحتمل أن يتمكن شخص ما من المطالبة بالجنسية أو الانتماء الوطني لمجرد إصابته بفقدان الذاكرة.
فعادة ما يتم تحديد الجنسية من خلال الميلاد، أو الوثائق القانونية، أو إجراءات التجنيس المعتمدة في الدولة.
وحتى لو لم يكن الشخص قادرا على تذكر هويته، فإن احتمالية حصوله على جنسية جديدة دون أي مستندات داعمة تظل ضئيلة جدا.
ويتطلب الحصول على الجنسية في بلد جديد إجراءات قانونية صارمة، مثل إثبات الهوية، والإقامة، وفي بعض الحالات إجادة اللغة.
لذلك، فإن فقدان الذاكرة وحده لا يمنح الشخص الجنسية تلقائيا.
فعلى الرغم من أن فكرة الحصول على الجنسية بسبب فقدان الذاكرة قد تبدو مثيرة للاهتمام، إلا أنها غير مرجحة إلى حد كبير، حيث تُحدد الجنسية من خلال أنظمة قانونية صارمة لا يمكن تجاوزها بسهولة، حتى في الظروف الاستثنائية.
وللحصول على الجنسية، لا بد أن يستوفي الشخص المعايير التي تضعها قوانين الهجرة في البلد المعني، والتي تشمل إثبات الهوية، والإقامة القانونية، وغالبا تقديم طلب رسمي.
وعلى الرغم من أن بعض البلدان، مثل كندا والبرتغال، تُعتبر من أسهل الدول التي يمكن الحصول على جنسيتها، إلا أن الحصول عليها لا يزال يتطلب استيفاء المتطلبات القانونية—حتى في حالة فقدان الذاكرة.