ترودو يتعهد بعدم البقاء في منصب رئيس الوزراء بصفة مؤقتة.. ويتأثر عاطفيا في إحدى مؤتمراته الصحفية الأخيرة

قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، اليوم الخميس، أنه لن يسعى للبقاء في منصب رئيس الوزراء بصفة مؤقتة بعد اختيار خلفه، خلال ما يُعتبر إحدى آخر مؤتمراته الصحفية كرئيس للحكومة.
وبدا ترودو متأثرا في بعض اللحظات وهو يتحدث عن عقد من الزمان قضاه في السلطة، لافتا إلى أنه يتطلع إلى “الانتقال إلى خليفته المنتخب بشكل قانوني في الأيام أو الأسبوع المقبل”.
ولم يتبقى أمام ترودو سوى ثلاثة أيام كزعيم للحزب الليبرالي، فمن المقرر أن يعلن الحزب يوم الأحد المقبل عن الفائز في سباق القيادة.
ولن يتولى القائد الجديد منصب رئيس الوزراء رسميا إلا بعد أدائه اليمين في Rideau Hall، بمجرد أن يقدم ترودو استقالته رسميا.
ويأتي توضيح ترودو بشأن نيته مغادرة منصبه بعد تصريح سابق له هذا الأسبوع، قال فيه إن تحديد موعده الأخير في القيادة سيكون بعد التشاور مع الزعيم الجديد للحزب الليبرالي.
كما بدا ترودو متأثرا في بعض اللحظات وهو يستعيد اللحظات الصعبة والفوضوية التي شهدتها فترة حكمه.
وقال: “شهدتُ خلال عشر سنوات فوز دونالد ترامب، وجائحة غير مسبوقة منذ قرن، وأزمات تضخم، وحربا في أوكرانيا مع عودة روسيا إلى القتال في أوروبا، وأوضاعا بالغة التعقيد في الشرق الأوسط”.
وتابع: “كانت أوقاتا معقدة، لكن هذا هو العمل الذي التزمت به، وسأواصل القيام به حتى آخر لحظة لي في هذا المنصب”.
وأضاف: “لقد كان شرف حياتي أن أخدم الكنديين”.
كما أظهر رئيس الوزراء تأثرا واضحا عندما تطرق إلى أحد أبرز إنجازات حكومته، وهو برنامج رعاية الأطفال مقابل 10 دولارات يوميا، معتبرا أن هذا البرنامج سيمثل إرثا مستداما لسياساته.
وذكر: “رعاية الأطفال مسألة تتعلق بالعدالة، فهي تعزز الاقتصاد وتجعله أكثر مرونة، ولم يكن هذا الأمر أكثر أهمية مما هو عليه الآن”.
ولفت إلى أن البرنامج ساعد العائلات خلال أزمة تكلفة المعيشة وساهم في تجنب الركود الاقتصادي، مشيرا إلى أنه منذ إطلاقه، تم إنشاء أو تمويل 150 ألف مساحة جديدة وميسورة التكلفة لرعاية الأطفال، مع خطة لإضافة 100 ألف أخرى بحلول العام المقبل.
وأكد: “لا يوجد قرار حكومي لا يمكن التراجع عنه من قبل الحكومة التالية، ما لم يكن الكنديون واضحين جدا في رغبتهم في استمرار هذا التقدم”.
وجاءت تصريحات ترودو في وقت تواجه فيه الحكومة الكندية تداعيات اقتصادية محتملة، مع تصاعد التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.
وقال: “لقد حرصتُ كل يوم في هذا المنصب على وضع الكنديين أولا، ودعمهم، ولهذا أؤكد لكم أننا إلى جانبكم، وحتى في الأيام الأخيرة لهذه الحكومة، لن نخذل الكنديين”.
وأشار إلى أن وحدة الكنديين في مواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعوته إلى ضم البلاد للولايات المتحدة، تُهيئ الانتخابات المقبلة لتكون ساحة للنقاش حول مستقبل كندا.
وتحدث ترودو أيضا عن إرث والده، بيير ترودو، وعن تأثير سياساته مثل ثنائية اللغة الرسمية وميثاق الحقوق والحريات، مشيرا إلى أن سياسته دائما كانت تهدف إلى تحقيق تغييرات طويلة الأمد في كندا.
وأوضح: “الفكرة لا تتعلق فقط بكيفية تحقيق نجاح سياسي قصير الأمد، بل كيف نُحدث تغييرات تجعل كندا أفضل وأكثر استدامة على المدى الطويل”.
اقرأ أيضا:
- حرب ترامب التجارية.. متى سترتفع أسعار البقالة في كندا؟
- “حظا سعيدا جاستن”.. ترامب يتهم “الحاكم” ترودو باستغلال صراع الرسوم الجمركية “للبقاء في السلطة” في مكالمة متفجرة