نظرا لدوره المحايد.. الملك تشارلز يُظهر دعما خفيا لكندا في مواجهة ترامب – فكيف ذلك؟

أفاد مراقبو الشؤون الملكية أن الملك تشارلز يُظهر دعما خفيا لكندا بالطريقة الوحيدة المتاحة له، نظرا لدوره المحايد سياسيا.
يوم الأربعاء، قدّم الملك سيفا لمسؤول برلماني كندي كبير، وهو “حامل العصا السوداء”، في حفل بدا مليئا بالرمزية وسط الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة واقتراحات ترامب بأن تصبح البلاد الولاية رقم 51.
وجاء الاجتماع في قصر باكنغهام بعد أن ارتدى الملك الزي العسكري الكندي، واجتمع برئيس الوزراء الكندي، وغرس شجرة قيقب حمراء (Acer rubrum) في حدائق القصر تخليدا لالتزام الملكة الراحلة بالحفاظ على الغابات.
ويعتقد بعض مراقبي الشؤون الملكية أن كاثرين، أميرة ويلز، انضمت أيضا إلى حملة دعم كندا يوم الاثنين عندما ارتدت فستانا ومعطفا أحمرَين فاقعَين، إلى جانب مجوهرات من اللؤلؤ الأبيض، احتفالا بيوم الكومنولث.
وكتب رالف غوديل، المفوض السامي لكندا لدى المملكة المتحدة، على موقع X أنه “لا شك” أنها كانت ترتدي “ألوان كندا”.
وأضاف غوديل: “في الدبلوماسية، الرموز مهمة”.
ويعتقد نيكولاس كيني، أستاذ التاريخ في جامعة سيمون فريزر في فانكوفر، أن هذه الفعاليات الرمزية – التي تُقام جميعها هذا الشهر – تُمثل خطوة متعمدة لتسليط الضوء على العلاقة بين كندا والعائلة المالكة.
وقال: ” سيصنع الملك البريطاني هذه الرموز والإيماءات لمختلف البلدان المرتبطة بالكومنولث في أوقات مختلفة، لكن التراكم الوثيق لهذه الرموز في هذه اللحظة ليس من قبيل الصدفة”.
وأشار كيني إلى أن لفتات الملك قد تكون “نوعا من التعويض” بعد أن رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التعليق على تصريحات ترامب خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض.
ومع ذلك، أكد كيني أن نفوذ الملك يتوقف عند هذا الحد، نظرا لمحدودية سلطته، وأوضح: “لا توجد سلطة سياسية على الإطلاق”.
وقالت كارولين هاريس، وهي محللة ملكية مقيمة في تورنتو، إن الملك في “موقف حساس” يحاول من خلاله تحقيق التوازن بين المصالح المتضاربة أحيانا للمملكة المتحدة ودول الكومنولث الأربعة عشر الأخرى.
وبصفته ملكا، يجب أن يكون “فوق السياسة” ولا يمكنه التصرف دون مشورة رئيس وزرائه، وأن ستارمر “يركز بشدة على تحقيق علاقة تجارية إيجابية مع الولايات المتحدة”.
ومع ذلك، هناك دلائل على أن الملك يولي اهتماما للأحداث العالمية، إذ صرح رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو بأنه عقد اجتماعا مع الملك في 3 مارس، ركز على “مستقبل كندا السيادي والمستقل”.
وبالمثل، عقد الملك لقاء خاصا لمدة 30 دقيقة مع رئيس الحرس الملكي الكندي، ج. جريج بيترز، ورئيس مجلس الشيوخ ريموند غانييه، بعد مراسم يوم الأربعاء، في محادثة ورد أنها تناولت “مواضيع ذات أهمية بالغة لجميع الأطراف، على الصعيدين الوطني والدولي”.
ورغم عدم تمكنه من التعليق علنا، قالت هاريس: “إن بيانا أكثر دقة، مثل اختيار الملابس، والدعاية المحيطة بالاجتماعات، والاجتماعات مع المسؤولين، واللقاءات العامة… يمكن أن يُذكر الناس بأنه ملك كندا أيضا”.
وأشارت أيضا إلى أن الملك يمكن أن يلعب دورا دبلوماسيا أكثر دقة من خلال “جمع الناس ذوي وجهات النظر والخلفيات المتنوعة” في الزيارات الرسمية وحفلات الاستقبال.
وتجلى النفوذ الدبلوماسي للعائلة المالكة بوضوح خلال زيارة ستارمر للمكتب البيضاوي، عندما قُدِّم للرئيس مظروفٌ يحتوي على رسالة من الملك يدعو فيها ترامب لزيارة دولة، من المحتمل أن تُقام في بالمورال، القلعة والممتلكات الأسكتلندية للعائلة المالكة.
وأشار ستارمر إلى أنه “أمرٌ غير مسبوق” أن يقوم رئيسٌ بزيارتين كهذه إلى المملكة المتحدة، وقد استضافت الملكة إليزابيث ترامب في عام 2019، خلال ولايته الأولى.