أعنف هجوم منذ وقف إطلاق النار.. إسرائيل تشن غارات مكثفة على غزة ومقتل أكثر من 300 شخص

قصفت إسرائيل قطاع غزة بموجة من الغارات الجوية، مما أسفر عن مقتل المئات من الأشخاص في حربها ضد حماس.
في البداية، أفادت المستشفيات بمقتل ما لا يقل عن 235 شخصا، بينهم نساء وأطفال، لكن التقارير تشير الآن إلى أن العدد ارتفع إلى ما لا يقل عن 330 قتيلا، وذلك خلال أعنف هجوم على القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير.
وقد أنهى هذا الهجوم فترة من الهدوء النسبي خلال شهر رمضان المبارك، وأثار احتمالات العودة الكاملة إلى القتال في حرب مستمرة منذ 17 شهرا، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتسببت في دمار واسع النطاق في أنحاء غزة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه أمر بشن الغارات بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات الرامية إلى تمديد وقف إطلاق النار.
وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن العملية غير محددة المدة ومن المتوقع أن تتوسع، مؤكدين أن إسرائيل ستبدأ من الآن فصاعدا “في التحرك ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة”.
واتهمت إسرائيل حركة حماس بـ ”الرفض المتكرر للإفراج عن الرهائن”، ورفض مقترحات تمديد وقف إطلاق النار، وذلك في إطار تبريرها للهجوم.
من جانبه، قال البيت الأبيض إنه تم التشاور معه وأعرب عن دعمه للإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، بينما حذّرت حركة حماس من أن الغارات الجوية الجديدة تمثل خرقا لوقف إطلاق النار وتعرض مصير الرهائن للخطر.
لكن مسؤولا كبيرا في حركة حماس وصف الهجوم بأنه “حكم بالإعدام” على الرهائن المتبقين المحتجزين هناك.
وفي بيان صدر في وقت مبكر من اليوم، اتهم عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، رئيس الوزراء نتنياهو باستئناف الحرب في محاولة لإنقاذ ائتلافه الحكومي اليميني المتطرف.
وقال الرشق: “قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام عليهم”، وأضاف أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، ودعا الوسطاء إلى “كشف الحقائق” حول الطرف الذي خرق الاتفاق.
وأصدرت القوات الإسرائيلية أمرا بإجلاء السكان من شرق غزة والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك بعد تنفيذ موجة من الغارات الجوية على أنحاء المنطقة، وتشير هذه التعليمات، التي صدرت اليوم، إلى احتمال قيام إسرائيل بشن عمليات برية جديدة.
كما تعرض سجن تديره الحكومة التي تقودها حركة حماس في قطاع غزة للقصف، مما أسفر عن مقتل العشرات من السجناء ورجال الشرطة، وفقا لسجلات المستشفيات، وكان السجن يقع في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، ونُقل جثث أكثر من ثلاثين سجينا وعنصر شرطة إلى مستشفى الشفاء القريب.
كما أعلنت وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة حماس في قطاع غزة تعليق الدراسة في عشرات المدارس التي أعيد فتحها مؤخرا.
وكانت المدارس قد أُغلقت في جميع أنحاء غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب، وتحولت معظمها إلى ملاجئ للنازحين، لكن الوزارة قالت إنها استأنفت الدراسة في نحو 70 مدرسة خلال الأسابيع الماضية.
ووصف أحد موظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة الليلة الماضية بأنها “ليلة صعبة للغاية”، وذلك مع استئناف إسرائيل غاراتها الجوية المكثفة على القطاع بعد نحو شهرين من وقف إطلاق النار.
وقالت روزاليا بولين، وهي أخصائية اتصالات لدى وكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إنها استيقظت حوالي الساعة الثانية صباحا يوم الثلاثاء على وقع “انفجارات شديدة جدا”.
وأوضحت بولين إن قاعدة اليونيسف قرب مدينة رفح جنوب القطاع “كانت تهتز بشدة كبيرة” بسبب القصف، وعندما هدأت الضربات قليلا، سمعت “أصوات صراخ الناس، ونداءات استغاثة، وصفارات سيارات الإسعاف”.
وأضافت بولين: “استمر القصف طوال الليل”، وإن كان أقل حدة من الموجة الأولى، مشيرة إلى أنه “طوال الليل كان هناك طنين مستمر للطائرات المسيّرة والمقاتلات التي تحلق فوق المنطقة”.
وأوضحت بولين أن الضربات استهدفت خياما تؤوي عائلات نازحة، قائلة: “نرى، حتى صباح اليوم، مقتل عدد كبير من الأطفال على الأقل”.
وانتقدت الجهة الرئيسية التي تمثل عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، قرار العودة إلى القتال، قائلة إن هذه الخطوة تُظهر أن الحكومة “اختارت التخلي عن الرهائن”، مشيرة إلى أن “الضغط العسكري يعرض حياة الرهائن للخطر”.